TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وجوهٌ يومئذٍ كالحة

وجوهٌ يومئذٍ كالحة

نشر في: 4 مارس, 2016: 09:01 م

 اوساط شعبية مستاءة من أداء النخب السياسية المشاركة في الحكومات العراقية المتعاقبة  تردد هذه الأيام مفردة "الكالحة" بإطلاقها وصفا لوجوه  احتلت المشهد  بعد الغزو الاميركي ، بينهم الموافق والمؤيد والناصر للنظام الديمقراطي ، فخاب سعيهم،  لفشلهم في ارساء قواعد دولة المؤسسات ،  فثبت بالدليل  القاطع عجزهم عن قيادة الستوتة .
طبقا لوصف اوساط شعبية وإعلامية ، الوجوه الكالحة  سيطرت على مقدارت البلاد والعباد ، حتى وصل عدد الفقراء في العراق الى 8 ملايين شخص بحسب  المستشار الاقتصادي مظهر محمد صالح  في لقاء متلفز كاد يذرف فيه الدموع ،  تعبيرا عن اسفه  لتراجع المستوى المعيشي  لشرائح واسعة من المجتمع ، تضررت  جراء تداعيات الأزمة المالية وانعكاساتها الخطيرة على الأوضاع الاقتصادية . هذا الرجل  شغل منصب معاون محافظ البنك المركزي في الحكومة السابقة ، لاحقته حماقات  صاحب القرار فصدرت بحقه مذكرة اعتقال ، امضى قرابة شهر في التوقيف . في  يوم اطلاق سراحه ، افصحت دموعه عن عمق معاناته من قرار احمق  دبّر بليل مع قرارات اخرى لإرضاء نزعة مريضة لم تفارق المستبدين الحريصين على التفرد بالسلطة .
 مأساة العراقيين بكل فصولها ومشاهدها  ،  لم تحرك ضمائر كبار المسؤولين والساسة ، احتفظوا بأقنعتهم للظهور بملامح نضرة  لاعتقادهم بأنها تسر الناظرين من قواعدهم الشعبية ، مع استمرار عرض المشاهد اليومية للتراجيديا العراقية . يتجاهل  قادة  الاحزاب ورؤساء الكتل  الرغبة الشعبية في تحقيق الاصلاح ، ارتدوا  اقنعتهم ، ليشاركوا في حفلة تنكرية لتبادل الاتهامات ، ثم الجلوس حول طاولة  مستديرة  للخروج باتفاق مشترك يضمن لهم الاحتفاظ بمكاسبهم .
صوت الشارع  العراقي اليوم تجاوز الاصطفاف المذهبي ، وحَّد المشاعر والتطلعات نحو دولة  مؤسسات تعالج أخطاء السنوات السابقة ، الشعب يريد إصلاح النظام ، يطالب بتوفير الخدمات الأساسية ، وهي حقوق طبيعية ، من يعترض عليها  يعطي دليلا واضحا على  ارتداء قناع كاذب، الفرصة الوحيدة للتخلي عن الأقنعة وإثبات تأييد الإصلاح بالوقوف مع الإرادة الشعبية ،  مع الابتعاد عن  محاولات اثارة حرب جديدة للتغطية على الفشل السياسي طيلة السنوات الماضية ،  نداء الى جميع الأطراف المشاركة في الحكومة ،  دعوا الشارع العراقي يقول كلمته بتظاهرات سلمية : راجعوا مواقفكم السابقة حفاظا على مستقبلكم السياسي .
 المنطقة  العربية ربما تكون الوحيدة في العالم التي شهدت اكثر من غيرها  حوادث اغتيال  شخصيات سياسية  وتنفيذ انقلابات عسكرية وعائلية . المرحلة الجديدة  تزيح القديمة  بالسلاح والقتل والحكم بالإعدام . في  هذه الأوضاع  الساخنة  يضطر الحكام والمسؤولون والزعماء السياسيون الى تحصين أمنهم الشخصي بأفواج عسكرية ، وارتداء الدروع لتفادي  التعرض لرصاصة يطلقها قناص من مكان مرتفع على موكب صاحب الفخامة .
 أصوات  المتظاهرين في كل الأحوال  وصلت الى الوجوه الكالحة ،  على الرغم من إصرار بعضها على ارتداء الأقنعة في محاولة لتقليد الراحل رشدي أباظة .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram