TOP

جريدة المدى > عام > النثر العراقي المعاصر باللغة الروسية

النثر العراقي المعاصر باللغة الروسية

نشر في: 7 مارس, 2016: 12:01 ص

هذا حدث ثقافي كبير ومتميّز وبارز في روسيا الاتحادية بالنسبة للعراق بلا أدنى شك . لقد صدر كتاب بالروسية عنوانه – ( لؤلؤة الشرق) , وبعنوان ثانوي تحته هو – النثـر العراقي المعاصر  . يقع الكتاب في 432 صفحة من القطع المتوسط , وقد اصدره&nb

هذا حدث ثقافي كبير ومتميّز وبارز في روسيا الاتحادية بالنسبة للعراق بلا أدنى شك . لقد صدر كتاب بالروسية عنوانه – ( لؤلؤة الشرق) , وبعنوان ثانوي تحته هو – النثـر العراقي المعاصر  . يقع الكتاب في 432 صفحة من القطع المتوسط , وقد اصدره  فرع ( اتحاد ادباء روسيا ) في مدينة بطرسبورغ  نهاية عام 2015 و باشراف اندريه  أندريوشكين  واولغا فلاسوفا.

يتضمن الكتاب المذكور مجموعة مختارة من رواية و قصص طويلة وقصيرة  عراقية, والتي تمت ترجمتها من العربية مباشرة الى الروسية لأدباء عراقيين معروفين . كانت تصدر مثل هذه الكتب في الفترة السوفيتية بين حين وآخر, لكن هذه الظاهرة توقفت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 , ولم يصدر اي كتاب يتضمن نتاجات الادباء العراقيين منذ ذلك الحين حسب علمنا . والآن يصدر مثل هذا الكتاب بعد ربع قرن من الزمان وبهذه الصيغة الواسعة والمتنوعة , اذ تضمن الكتاب نتاجات مجموعة كبيرة من الادباء العراقيين المعاصرين, وهنا بالذات تكمن اهمية هذا الكتاب طبعا وقيمته بالنسبة للعراق وثقافته ومسيرة الحركة الادبية فيه .
يحتوي الكتاب على ثلاثة فصول .  توجد في بداية الفصل الاول مقدمة تقع في 13 صفحة بعنوان ( روحية الادب العربي ) بقلم اندريوشكين , الذي ذكرنا اسمه اعلاه كواحد من المشرفين على هذا الكتاب. تتناول هذه المقدمة سمات الادب العربي عموما وخصائصه والعراقي بالذات طبعا وتؤكد على ( المستوى الرفيع ) لهذا الادب , و تشير المقدمة الى بعض اسماء الادباء العراقيين الكبار وتعتبرهم ( معروفين عالميا ) , وتشيد بالاسماء الادبية الجديدة , والتي تنشر نتاجاتهم في هذا الكتاب بالروسية لاول مرة . بعد هذه المقدمة تأتي رواية سامي النصراوي بعنوان (لؤلؤة الشرق )( والتي اطلق عنوانها على هذه المجموعة القصصية باكملها ) وتقع الرواية في 126 صفحة (عنوان الرواية الاصلي بالعربية  هو – ما وراء الاسوار , ولكن مترجمتها المستشرقة الروسية المعروفة اولغا فلاسوفا ( وهي احدى المشرفين على الكتاب كما أشرنا اعلاه ) ارتأت تحوير عنوان تلك الرواية بهذا الشكل على ما يبدو , ولا ادري لماذا, ولا ادري ايضا هل تمتلك الحق بذلك , وربما اعتبرت المترجمة هذا العنوان الجديد جذٌابا  للقارئ الروسي اكثر من العنوان الاصلي , ويشير كاتب المقدمة الى العنوان الاصلي للرواية, ولكنه لا يعطينا تبريرا او سببا  لتبديله بهذا الشكل) . ثم ينتهي الفصل الاول هذا  برواية سعدي المالح ( بانتظار فرج الله القهار ) ( يسميها الكتاب - رواية قصيرة ) وتقع في 72 صفحة.
الفصل الثاني  لهذا الكتاب جاء بعنوان ( القصة القصيرة العراقية المعاصرة ) ويتضمن قصصا لـ (13) قاصا عراقيا , وهم حسب تسلسلهم في تلك المجموعة القصصية كما يأتي-
محمود السيد //  محمد ابراهيم محروس   // حسن بلاسم // جبار ياسين  // سلمان رشيد سلمان //  صباح الربيعي  // حسن العاني //  لطفية الدليمي  // سلوى زكو // خضير الحميري   //  هناء حسن غايب  //  محمد خضير  // يوسف الشيخ  // , وقد تم  اختيار القصص  من مصادر عديدة  ومتنوعة (انترنيت , كتب ...) منها  مجموعة القصص العراقية التي صدرت بالعربية والانكليزية في كتاب بعنوان – ( جروح في شجرالنخيل ) الصادر في بيروت عام 2007 , والذي ارسلته مشكورة في حينها زميلتي الدكتوره سلوى زكو , الصحفية والاديبة العراقية المبدعة .
الفصل الثالث في الكتاب جاء بعنوان ( قصص كلاسيكيي القرن العشرين ), ويبتدئ  بأدمون صبري   , ثم عبد الملك نوري ,  ثم شاكر خصباك و اخيرا  سعدي يوسف.
يختتم واضعا المجموعة القصصية هذه بتعريف وجيز عن كل الادباء العراقيين الذين جاءت نتاجاتهم في هذه المجموعة القصصية , ومن الواضح تماما ان تلك المعلومات الوجيزة كانت غير متناسقة وليست على وفق نظام موحد ودقيق ,لأنها تعتمد وتستند على المصادر العراقية , وهي كما هو معروف نادرة ومرتبكة جدا او غير موجودة اصلا بالمعنى العلمي والسليم , اذ لا يوجد لدينا مع الاسف دليل لادباء العراق او لتاريخ الادب المعاصر عندنا ( عدا محاولات شخصية قام بها بعض الباحثين , وهي محاولات علمية جادة طبعا ولكننا لم نحاول ايصالها الى المكتبات العالمية , بل لم نفكر حتى بذلك , ولم نفكر ايضا بترجمتها الى اللغات الاخرى ). والحديث عن هذا الموضوع يؤدي بنا الى نقطة اخرى مهمة جدا , وهي اننا لم نحاول ايضا تقديم ادبنا ( وليس فقط ادبنا) الى العالم , ولا يوجد بالروسية مثلا كتاب او حتى كتيب عن جواد سليم او الجواهري او او او... الخ, ولهذا كله , فاننا يجب ان نكون شاكرين وممتنين لاندريوشكين وفلاسوفا وفرع اتحاد ادباء روسيا في بطرسبورغ والى كل الذين ترجموا من العربية الى الروسية هذه المجموعة القصصية العراقية , والى كل من ساهم بانجازها ( وأخص منهم بالذكر اوليغ بافيكين – مسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد ادباء روسيا , والعراقية المقيمة في روسيا الدكتورة يافعة يوسف جميل – استاذة اللغة العربية في جامعة بطرسبورغ , اذ انهما أديا دورا هاما في انجاز هذا العمل الابداعي الجميل  ). لقد قام هؤلاء جميعا بعمل هائل لتقديم ادبنا الى القراء  في روسيا , واننا يجب ان نصفق لهم .
من نافل القول ان أشير , الى ضرورة دراسة هذا الكتاب في قسم اللغة الروسية في جامعة بغداد دراسة تحليلية عميقة وشاملة , اذ يمكن لهذه الدراسة ان تمنحنا عدة مواضيع لكتابة اطاريح ماجستير في علم الترجمة المقارن بين اللغتين العربية والروسية . وأخيرا , ربما يتبنى اتحاد الادباء والكتٌاب العراقيين لمناسبة صدور هذا الكتاب توصية بشأن وضع اسس للتعاون اللاحق مع اتحاد ادباء روسيا ( خصوصا وانه  يوجد اتفاق تعاون مشترك بينهما ) , بحيث نرى في المستقبل اصدارات بالروسية لنتاجات ابداعية عراقية في روسيا , واصدارات بالعربية لنتاجات ابداعية روسية في العراق , وذلك بشكل دوري ومنتظم ومحدد , وعلى وفق اسس  خطة علمية رصينة تبتعد عن الاجتهادات الذاتية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حسني الجنكوري

    من المؤكد ان حركة الترجمة بين اللغة العربية من جانب وباقي اللغات الاجنبية من جانب يعطي زخما و حيوية وإثراءا للثقافة العربية بصفة ان الادب عنصرا من عناصر ثفافة اي مجتمع..بجانب العلم والفن والتاريخ ةالدين واللغة...الخ و الثقافة بالتعريف هي الجانب المعنوي لل

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram