TOP

جريدة المدى > عام > إنه الصمت

إنه الصمت

نشر في: 7 مارس, 2016: 12:01 ص

يتسلل الصمت  الى أصابعيترفض النطقفي كل صباح كمجنونةأحمل وجع المدينةتنهش أحشاءهاترتعش شوارعها أمور غريبة تجريخلف أسوارهافي كل صباح أفتح عينيّلا أنتظر عودة غودو    بل رغبتيفي النطقكأن الأشياء نفدت في جوفيفهذا الدوران الأحمق حول

يتسلل الصمت  الى أصابعي
ترفض النطق
في كل صباح كمجنونة
أحمل وجع المدينة
تنهش أحشاءها
ترتعش شوارعها
 أمور غريبة تجري
خلف أسوارها
في كل صباح أفتح عينيّ
لا أنتظر عودة غودو    
بل رغبتي
في النطق
كأن الأشياء نفدت في جوفي
فهذا الدوران الأحمق حول  الحروف
لن يكون يوما من هواياتي
ولا السير خلف رنات الخلاخل
من مغرياتي
افتح عينيّ
انتظر ان أرى اليأس قتيلا
في محاذاتي
وفرحا قليلا ينام على وسادتي
كي احلم في منتصف الليل
بأن ناسي قد أيقنوا
وتيقنوا
بأن غودو لم يأتِ يوما
ولا اليوم أتى
هادئةً
اتأمل  شوارعها
أرتدي زي نسائها
لكني عندما اطلب كأسا
يكون كأس الشاي المعطر بصباحات دجلة

وعلى ضفاف دجلة
أشرب عصير الرمان
اتأمل وجوه العابرين خلسة
بقايا الغرقى
والمجانين
اكتشف  بأنهم كريشة في هواء
مللت انتظار الظل
قرب التمثال
كثيرون شغلوا ذلك الحيّز منه
لماذا يبحث الكل عن ظل تحت التمثال
لماذا لا يكون لكلّ منا ظلّه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram