TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محظوظ داخل شرنقة

محظوظ داخل شرنقة

نشر في: 6 مارس, 2016: 09:01 م

العراقيون المحتجون على سوء الأداء السياسي والحكومي طيلة السنوات الماضية ، حملوا  اعضاء مجلس النواب مسؤولية اندلاع الأزمات ، على  الرغم من ان البرلمانيين حصلوا على مقاعدهم باصوات الناخبين .  النائب لم يدخل الى المجلس من "زرف الحائط" ، وانما عن طريق صناديق الاقتراع على وفق القواعد الديمقراطية المعتمدة  في معظم دول العالم فحصل على امتيازاته وجواز سفره الدبلوماسي .  من الانصاف ان  ينظر الناخبون الى ممثليهم من زاوية  الحفاظ على ديمومة التواصل والحفاظ على العلاقة بين الطرفين .
 حديث العراقيين اليومي عن الهموم والمعاناة يأخذ في اغلب الأحيان توجيه اتهامات الى اعضاء مجلس النواب لتخليهم عن قواعدهم الشعبية ، لانشغالهم بقضايا اخرى  بعيدة عن اهتمام جماهيرهم . وزارة الصحة قررت فرض رسوم  مقابل تقديم خدماتها في المستشفيات والمراكز الطبية ، هذا القرار لم يهز شعرة واحدة  في رأس برلماني  يصدر في اليوم الواحد اكثر من بيان يطالب فيه المجتمع الدولي بانقاذ الحوثيين من الغزو السعودي ، ثم ينتقل في بيان آخر الى البحرين لدعم الانتفاضة الشعبية ضد العائلة المالكة.
  الكثير من النواب العراقيين قطعوا صلاتهم بالشارع ، حفاظا على امنهم الشخصي ، السكن في المنطقة الخضراء نقلهم الى عالم مغلق ، حرمهم من التجوال في الباب الشرقي والاحياء البغدادية الاخرى ، ومنهم لم يزر مدينة مسقط راسه منذ سنوات ،لأنه نكل بوعوده في تعيين  شباب المدينة في  قوات الجيش والشرطة ، هذا النموذج من البرلمانيين ، كثير الظهور عبر شاشات الفضائيات،  يبدو متفائلا جدا في تحقيق مستقبل زاهر للعراقيين حين يتحقق التلاحم بين السياسيين والجماهير ،  وبالتلاحم  المصيري بين القيادة الحكيمة وابناء الشعب يتحقق النصر التاريخي ،  بهذا الحديث  اليومي المستهلك ،  تحول التلاحم الى شعور بخوف مرعب من بروز "خازوق" جديد  يلاحق المسيئين للرموز الوطنية.
 في  برلمانات دول العالم حين تنتهي الدورة التشريعية يعود الاعضاء الى وظائفهم واعمالهم الاصلية . في العراق يتحول النائب الى مستشار او سفير ،  يحتفظ بكامل  امتيازاته ومستحقاته المالية  فضلا عن سكنه الدائم في المنطقة الخضراء ، اما من رافقهم سوء الحظ وفشلوا في الانتخابات ، فينتقلون الى احدى عواصم دول الجوار ، من هناك يتصلون بقواعدهم الشعبية عبر  البريد الالكتروني او من خلال اطلالة اسبوعية في شاشات فضائيات عربية ، يطلقون تصريحات تعزف على الوتر الطائفي ،  الغرض منها  تكريس الانقسام المجتمعي ، لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة .
الانطباع السائد لدى العراقيين حول  ممثليهم في البرلمان ان جميعهم" شلع قلع " بحاجة الى الى الدخول في دورات تأهيلية تساعدهم على تحقيق التلاحم مع الجماهير  ليضمنوا المزيد من اصوات الناخبين ، ثم النزول الى الشارع بشكل حقيقي  بركوب الستوتات ودفع العربات في سوق الشورجة  ليخرج النائب من شرنقته .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram