لا بدّ أن نصدّق البيان الذي أصدره اجتماع التحالف الوطني الذي عقد في كربلاء وليس بغداد ، أنا شخصياً أصدّق كل ما يقوله التحالف الوطني وأبصم بالعشرة مثلما أصدّق بيانات اتحاد القوى وقبلها متحدون ، ولا تنسوا أصدقاءنا في التحالف الكردستاني . الجميع يصدر بيانات وردية تذكّر الناس بالمرحومة سعاد حسني ، وفيلمها الشهير " خلي بالك من زوزو" وتنبههم الى اننا في اجواء ربيعية، فعلى الشعب ان " يقفل " على كل المواضيع .
أقرأ بيان التحالف الوطني ، الذي يدعو الى الإصلاحات وأتلفّت حولي لأبحث عن الذين يضعون العصي في عجلة التقدم التي يسعى إليها قادة التحالف الوطني مشكورين ، وتقع عيناي في البيان الثوري على عبارة لطيفة ورقيقة يقول أصحابها :" المضي بها من اجل تقديم الافضل للشعب العراقي".وأسال زملائي في الصحيفة : ترى هل سمع المجتمعون بتفجير الحلة الذي راح ضحيته العشرات من الابرياء ذنبهم الوحيد انهم صدّقوا ان هناك سياسيين ومسؤولين يسعون لتقديم " الافضل" دوماً ؟
قبل ان أقرأ بيان التحالف الوطني الوردي ، كنت أنوي الكتابة عن التقرير الذي قدمته قناة الجزيرة بمناسبة رحيل السياسي السوداني حسن الترابي ، والذي كانت خلاصته ، ان رحيل الترابي سيترك فراغا كبيرا في حياة هذه الأمة ، ولم تخبرنا الجزيرة بالطبع هل نحن مشمولون بهذا الفراغ ، أم أننا اكتفينا بما لدينا من رموز سياسية عظيمة لاتزال تسد اي فراغ ممكن
الجزيرة التى تحولت الى ذراع إعلامية لتنظيم الإخوان المسلمين ، ارادت ان تفرض علينا كمشاهدين مساكين قياساتها الحديثة عن مفهوم الفراغ دون ان تشير لنا ما هو ، فهي ومن خلال تقريرها المطول ، لم تقدم تفسيرا للتناقض الذى عاشه الترابي بين الدعوة الى سحق العلمانيين والاشتراكيين ومطاردته للشيوعيينفي السودان ، وبين آرائه الاخيرة حول حرية المرأة وضرورة المساواة بينها وبين الرجل، الترابي الذي اراد خلال اكثر من ستة عقود ان يجمع بين الفكر والسياسة ، كان في كل مرة يلعب دور مفكر تحت الطلب، يفكر ويجتهد ليوظف أفكاره لخدمة طموحه السياسي من اجل ان يملأ الفراغ ، وهو في كل نكسة سياسية او بشرية يخرج على الناس ليقول لهم " كنت اطمح ان اقدم الافضل لكن الظروف خانتني " ، والسذّج من امثالي من الاخوة السودانيين كانت تنطوي عليهم اللعبة ، المهم ان ينسوا كل شيء ، آلاف القتلى. و قوافل الموت في دارفور وعصا البشير التي يلوح بها في وجوه المتظاهرين !
لا أهمية للضحايا في بلدان مثل العراق والسودان ، فالناس تعودوا على النسيان ، لا يهم عدد القتلى في الحلة ، ولا يعنينا ما يجري في الموصل ، إننا في انتظار صورة الاجتماع وفيها عودة ميمونة للسيد خضير الخزاعي وهو يبتسم .
أستعادة خضير الخزاعي
[post-views]
نشر في: 6 مارس, 2016: 07:03 م
جميع التعليقات 1
بغداد
لاحظوا من هم المجتمعين في التحالف اللا وطني طبعاً اليس هم نفس الوجوه الكالحة ونفس العربنجية ونفس الخرنكعية ونفس الصراصير والحرامية والمتخلفين اخلاقيا وعقليا وثقافيا وچمالة بعيون الوقحة يجتمعون مع بعضهم في كربلاء شلون صلافة وشلون استهتار بالشعب اللي مد له