يُبدع إداريو الوسط الرياضي في البحث عن أعذار مُقنعة لتبرير الفشل قبل وقوعه وإن حدث العكس فإن التبرير المُعد وفق سيناريو سابق سيكون أسطورة بطولية بعد نجاح التحدي وخرق المستحيل، وللايضاح أكثر فقد تكررت على مسامعنا في الفترات السابقة عبارات ضعف الإعداد، وعدم توفر معسكرات خارجية أسوة بدول الخليج التي تجوب فرقها ملاعب وقاعات القارة العجوز وصولاً الى إرهاق السفر الطويل وصعوبة الحصول على تأشيرات الدخول وافتراش فرقنا أرض المطارات، والجميل في الأمر إن الأعذار والحجج قابلة للتغيير كما هو الحال في الوضع السياسي وتتماشى معه بتناغم عجيب وتكيّفه لخدمتها حيث أصبح الوضع الأمني اليوم عذر من فقد أوراقه السابقة ولا غبار على ذلك .
أتت حالة التقشف لتحجّم الى حدود بعيدة نفقات الاتحادات الخرافية مع أن المشاركات تجري على قدم وساق ومن النادر أن يمرّ اسبوع من دون أن تسمع وتقرأ عن معسكرات خارجية وبطولات شتى بمختلف دول العالم وترى أن فرقنا من أوائل الواصلين اليها.
إن كل ما أشرنا اليه ثابت بالدليل والبرهان وليس من حاجة تذكر للاستدلال بالأمثلة للتوثيق ، لكن الغريب في الأمر هو ما لجأ اليه اتحاد الكرة بشخص رئيسه ومساندة المدير الفني للمنتخب الوطني الكابتن يحيى علوان الذي أكثر من تشكّيه الى حدود الملل في الآونة الأخيرة، فدعوة رئيس اتحاد الكرة الإعلام الرياضي لأن يكون خير عون للمنتخب الوطني في رحلة التصفيات المزدوجة لكأس العالم وأمم آسيا الشهر الحالي في إيران تنطوي على أبعاد أخرى هي تذكيره للإعلام الرياضي أن يكون داعماً في هذه الفترة الحرجة التي يعاني فيها من تقشّف مرير ، دعوة ليست في محلها وكأن الاعلام الرياضي بحاجة الى من يذكّره أو أن المواقف السابقة لرجال السلطة الرابعة لم تكن كافية أو شابها الشك والتضليل مع أن الرجل يدرك أكثر من غيره أن مساندة الإعلام الرياضي بجميع صنوفه الى المنتخبات العراقية بمختلف الألعاب وصلت حالة من النضج والتصدّي للمسؤولية ليتبنى الإعلام الرد على أية إساءة للاعب عراقي في برنامج أو عمود رأي. وأُذكّر هنا بما حصل مع حمود سلطان على سبيل المثال في الوقت الذي تغنّت فيه صحف العالم ومنابره بتغطيات الإعلام العراقي وصارت أعمدة الكتّاب وتقارير المراسلين تُبث بكثرة في شرق العالم وغربه.
الأجدر بمسعود كان يجب أن ينصب أهتمامه حول اتحاده والتصريحات المتناقضة التي تُطلق هنا وهناك وهي أكثر أثراً وإيلاماً من أية إشارات أخرى هذا من جانب وإن كان لديه ما يخفيه حول رحلة المنتخب من مخاوف ربما لها ما يبررها وهو ما لا نعلمه وقد يكون السبب الأول لتصريحاته الأخيرة من جهة اخرى.
نرى في المتوفر من نجوم الكرة العراقية اليوم في الداخل والخارج وما يقدمونه مع أنديتهم يُفصح عن مستوياتهم ما يجعلنا على يقين راسخ بأن الوفرة الكبيرة منهم قادرة على تجاوز المرحلة الحالية أمام تايلاند وفيتنام بثقة وليس من داعٍ للخوف أبداً من دون أيةِِ أعذارٍ سابقة !
التقشف والإعلام
[post-views]
نشر في: 7 مارس, 2016: 09:01 م