ملعب الشعب الدولي هذا الصرح الرياضي الذي بات يمثل رمزاً للعراق والابن الدولي الوحيد لبغداد العاصمة...لعبت به الأقدار وأصبح تحت رحمة العابثين بقيمته بعد ان فقدوا القدرة على تكريمه وادراك قيمته التاريخية...فأصبحت إدامته تعتمد على الاجتهادات الشخصية البعيدة عن الخبرة والدراية بهذا المجال...الجهات المسؤولة تتأمل في إعلان إنجاز جاهزية الملعب عبر تغيير ارضيته العشبية.. لكنهم تناسوا أن الملعب لا يمكن ان يعود الى ألقه إلا عبر دراسة شاملة لكل أركانه تأخذ من التفاصيل الدقيقة سبيلا نحو الإقرار على عودته الشامخة...طموحنا ان يستلم هذا الملف أُناس تعشق هذا الصرح وتدرك قيمته كجزء من أملاكها الشخصية لا ان يكون جزءاً من مشروع الانتفاع الشخصي والشهرة الزائفة!
* العمل بصمت مقرون بالتخطيط السليم والعلمي هو ما تعمل عليه الاتحادات الكروية في كل أرجاء المعمورة..لا نتكلم عن دول العالم المتقدمة التي رفعت راية التفوق العالمية واحتكرت البطولات وأصبحت تتربع على القمة في كل المناسبات، بل سنكتفي بالحديث عن دول المنطقة القريبة التي كانت بالأمس لا تمثل أيَّ حاجزٍ أمام منتخباتنا وتتمنى ان تمتلك مواهب كروية مثلما كانت تزخر به ارض الرافدين ، قطر كمنوذج عملت منذ سنوات على بناء جيل كروي عبر إطلاق مشروع أكاديمية اسباير وتنشيط الدوريات لجميع الفئات العُمرية وتضييف البطولات العالمية عبر دعوة فرق لأشهر الأندية العالمية لأجل الاحتكاك واكتساب الخبرة وازالة الحاجز النفسي للاعب القطري، ومن ثم بدأت بجني ثمار هذه الخطوة عبر ضخ المواهب الى المنتخبات الوطنية وصولا الى الانطلاق للساحة الدولية.. ومَن يظن أن اللجوءَ للتجنيس هي مثلمة فعليه ان يراجع اصول الكثير من اللاعبين في الدول الأوروبية وسيجد أنها لا تجد أيَّ حرجٍ في ذلك، بل أنها وظفتها فنياً وحصدت بها البطولات سُجلت تحت راية بلدانها...اما اتحادنا الكروي فلا يزال ينسج الأماني نحو الاعتماد على اختيارات المدربين وجهودهم في البحث عن اللاعبين من هنا او هناك قبل أية بطولة خارجية من دون ان يكون له دوري متواصل او قاعدة بيانية واضحة للمراحل العمرية ولا يعتمد على المدارس والمركز الرسمي التابع لوزارة الشباب والرياضة الذي تُصرف الاموال له من دون فائدة ملموسة! فلا عجب ان تنتج تلك العشوائية الكثير من الإشكالات حول صحة أعمار اللاعبين وتواجه منتخباتنا الوطنية أزمة حقيقية في الحصول على لاعبين ستار مسلحين بالخبرة والقدرة الفنية العالية وتظهر ابداعها بفترة الوهج السني الشاب وان لا يكون وصوله لها هو لإعلان اعتزاله لنضوب عطائه والسبب (كبر سِنـّه) الحقيقي!
ألق ملعب الشعب
[post-views]
نشر في: 8 مارس, 2016: 09:01 م