بحسب علمنا، فإن غالبية الوزراء وأعضاء البرلمان يشاهدون أو في الأقل، هناك من يدلهم على قنوات التلفزيون، التي تتحدث عن فشلهم وفسادهم وسوء إدائهم، وهم بالضرورة يقرأون ما يُنشر في الصحف وعلى صفحات الفيس بوك من مواد وصور تتندر وتسخر منهم. ولا أظن شخصية مثل النائب خالد العطية أو النائب ناهدة الدايني وحنان الفتلاوي وعالية نصيف او الوزير حسين الشهرستاني أو عباس البياتي وسواهم، وبالتأكيد سيشمل كلامنا نوري المالكي وحيدر العبادي وعمار الحكيم وهمام حمّودي وجلال الدين الصغير وإياد علاوي ووووو ظلت بمنأى عن ذلك. لكن السؤال التقليدي يقول: ترى ، من أية طينة خلق هؤلاء؟ وما درجة الخواء التي يعتمدونها حجة عندهم، ولماذا الاصرار على البقاء، وقد وصل العراق من خلالهم الى مفترق طرق، لا يعلم نتائجه أحد؟
لا يبدو لنا أن الآلاف من الذين خرجوا في تظاهرة الجمعة الماضية، والذين وقفوا على بوابات المنطقة الخضراء، إنما خرجوا بناء على نداء السيد مقتدى الصدر وحده، أو أن التظاهرة كانت مغلقة بالكامل على أتباعه، وإن بدت الواقعة كذلك. إنما القضية أبعد من ذلك بكثير. هناك رفض عام واضح، غليان شعبي مخيف، نقطة تحول قادمة، وما يخيفنا فيها أنها غير محسوبة النهايات. ومن يعتقد بخلو التظاهرة الشعبية تلك من مناصري حزب الدعوة أو المجلس الأعلى او الفضيلة أو غيرهم يجانب الصواب، ويجافي الحقيقة. ولا يعني عدم خروج البقية قبولهم بأداء الكتل تلك، بكل تأكيد. الناس كفرت بأحزاب الطوائف، لأنها ذاقت الويلات، وتريد أن تبقي على ما اوردتها من دم، بعد أن نزفت الكثير منه.
في أجرأ تصريح للسيد حيدر العبادي سمعه الشعب منه، وجدناه يلمح مرتجفاً ويشير خائفاً وهو يتحدث عن رأس الفساد، خلال ثماني السنوات من حكم نوري المالكي. ومع أنه كان يعنيه ويخصه، لكنه حاذر أن يسمّيه، لا بل ظل يلوك صفته دونما ذكر لأسمه، حيث وصفه متهكماً بالقائد الضرورة، وفي ذلك معنى من معاني عدم المقدرة على تشخيص العلل ومعالجة الأوضاع التي راحت تنحدر نحو الحضيض ساعة إثر ساعة. وإذا صحَّ خبر تعيين حسين الشهرستاني بمنصب رفيع في رسم سياسة البلاد الزراعية فهو السخف بعينه، ويتضح من خلاله العجز الكبير الذي يعاني منه رئيس الوزراء في إدارة الأزمة، إذ ما معنى الحديث عن حكومة تكنوقراط وأنت تستبدل من ثبت فشله وعجزة، وقد استوزر مرتين وثلاث؟ وما معنى بقاء أعضاء مجالس المحافظات والمحافظين في مدن الوسط والجنوب على مقاعدهم، وقد تداولهم الفشل دورة وأخرى، وعجزت وسائل الإعلام عن إحصاء الشتائم التي قيلت بحقهم، قبل ان تعجز دوائر الرقابة المالية عن أحصاء اموالهم في بنوك الداخل والخارج؟
ما العمل بجملة القوانين التي يُدار من خلالها الاقتصاد والمال والنفط والصحة والتعليم ... إلا صورة أخرى من صور الإحباط التي باتت تتكرر عقب كل أزمة سياسية. أيها السيد العبادي: ليتك تتذكر وتتنبه لما قاله بحقك عراب حزب الدعوة وثعلب الاسلام السياسي عزت الشابندر، بل، ليتنا وإياك قادرين على تكذيبه، ودفع جملته الشهيرة عنك الى جوفه. وقد فرّطت بفرصتك الذهبية، حين وقفت الجماهير معك ومنحتك المرجعية ورقتها الخضراء. ولا نكتمك سرّاً، إذا قلنا لك: لم يفتك قطار التغيير بعد، هناك متسع لك في عرباته الأخيرة، وهو بين يديك، وأنت قادر. أخرجْ من حزب الدعوة، انفض عن كتفيك عباءة المالكي، وأسس تيارا مدنياً، تزعمه، وسترى التفاف الجماهير حولك، الفرصة (كرة) اليوم، مهيأة لقائد جماهيري، تلقفها يا أخي، قبل أن تسقط في حضن أحد غرمائك، وأنت تعرفه جيداًّ.
في عربة قطار التغيير
[post-views]
نشر في: 8 مارس, 2016: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
من الممكن ان يخرج من عبائة التحالف الشيعي الطائفي ولكن هل يستطيع الخروج من الارادة الايرانية والامريكية وهي التي ترصد الاحداث عن كثب