حادث تفجير شاحنة مفخخة في سيطرة أمنية شمالي محافظة بابل الاحد الماضي لم يكن الاول المكان تعرض اكثر من مرة الى حوادث مماثلة ، لكن المسؤولين الامنيين المصرين منذ سنوات على اقامة السيطرات حتى فوق سطوح المنازل ، اعلنوا ان الشاحنة الملغمة لم تستطع عبور السيطرة ، فكانت النتيجة مجزرة كبيرة راح ضحيتها عشرات الابرياء تناثرت اشلاؤهم وربما وصلت الى أعلى التلال في المدينة الأثرية من بقايا جنائن بابل المعلقة ، بناها نبوخذ نصر واذلها ابناء القائمة المغلقة ،من مسؤولين محليين واخرين في الحكومة المركزية ، اكتفوا بالاستنكار والتنديد بإصدار بيانات لم تصل الى مستوى حرارة الدم المراق في ساحة الموت المجاني.
باقامة اول سيطرة في بغداد والمحافظات العراقية برز سؤال في الاذهان، مازال يبحث عن جواب منذ سنوات ، هل تستطيع هذه الاجراءات ضبط الامن وغلق باب الجحيم المفتوح على مصراعيه لاستقبال عشرات الضحايا يوميا ، جراء تفجير العبوات الناسفة والعجلات الملغمة يضاف اليها اندلاع الاشتباكات المسلحة في المناطق الساخنة ، ونشاط عصابات الجريمة المنظمة ، اكثر من ثلاثين ضابطا يحمل رتبة فريق في الجيش، عجز عن تبديد قلق ومخاوف الباحثين عن استقرار امنهم ، العجز الحكومي في ادارة الملف الامني، جعل جنائن بابل تتحول الى احزان معلقة بانتظار استخدام اساليب حديثة في التعاطي مع المشكلة الأمنية ، أما اذا كان التعامل يقتصر على تشكيل لجان تحقيقية لمحاسبة المقصرين ، فمن المحتمل جدا تكرار مثل هذه الحوادث ، حينذاك يعيد المسؤولون والسياسيون اصدار بياناتهم السابقة مع تغيير تاريخ اصدارها .
طبقا لخبراء أمنيين يهدف تنظيم داعش الحاق اكبر الخسائر بين صفوف المدنيين ، ليس من المستبعد في الايام المقبلة ان تشهد العاصمة بغداد حوادث مماثلة في السيطرات الامنية المزدحمة بالمركبات ، تقاطع الجادرية ، ساحة الفارس العربي في المنصور ، جسر السنك ، ساحة التحرير وغيرها ، لاشك ان القادة الامنيين اتخذوا التحوطات اللازمة بنشر المزيد من السيطرات ، يبدو إنهم لايملكون وسائل بديلة ، فعادوا الى الاساليب القديمة بوضع عراقيل في الشوارع العامة لعلها تحبط مخططات الارهابيين .
من حق الشاعر الحلاوي موفق محمد صاحب القصيدة الشهيرة "الكوميديا العراقية " ان يستخدم السخرية في تناول مأساة ابناء مدينته وجميع العراقيين بلا استثناء، حين سلموا رقابهم لمن لايرحمهم ، في كل يوم يشاهدون نجوم الظهر، يتبادلون التهاني عبر الهواتف النقالة لاستمرار تيار الكهرباء الوطنية قبل حلول الصيف الساخن ، ترى ماذا يدور في مخيلة الشاعر حول مشهد ارتقاء اشلاء ضحايا التفجير جنائن بابل المعلقة ؟ في كل يوم تضيف ياموفق محمد فصلا جديدا لماساة الكوميديا العراقية، متى يسدل الستار على المشهد الاخير من حياة عبديئيل ؟ آخخخخخخخخخ يابويه اندهرنا ، من زمن نبوخذ نصر الى حكم ائتلاف ابو عنتر .
أحزان بابل المعلقة
[post-views]
نشر في: 8 مارس, 2016: 09:01 م