TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أحزان بابل المعلقة

أحزان بابل المعلقة

نشر في: 8 مارس, 2016: 09:01 م

حادث تفجير شاحنة مفخخة في سيطرة أمنية شمالي محافظة بابل  الاحد الماضي  لم يكن الاول  المكان تعرض اكثر من مرة الى حوادث مماثلة ، لكن  المسؤولين الامنيين المصرين منذ سنوات على  اقامة السيطرات حتى فوق سطوح المنازل  ،  اعلنوا ان الشاحنة الملغمة لم تستطع عبور السيطرة ، فكانت  النتيجة مجزرة كبيرة راح ضحيتها عشرات الابرياء  تناثرت  اشلاؤهم وربما وصلت الى أعلى التلال  في المدينة الأثرية  من بقايا جنائن بابل المعلقة ، بناها نبوخذ نصر واذلها ابناء القائمة المغلقة ،من مسؤولين محليين واخرين في الحكومة المركزية ، اكتفوا بالاستنكار والتنديد بإصدار بيانات لم تصل الى مستوى حرارة الدم المراق في ساحة الموت المجاني.
باقامة اول سيطرة في بغداد والمحافظات العراقية برز سؤال في  الاذهان،  مازال يبحث عن جواب منذ سنوات ، هل تستطيع هذه الاجراءات ضبط الامن وغلق باب الجحيم المفتوح  على مصراعيه  لاستقبال عشرات الضحايا يوميا ،  جراء تفجير العبوات الناسفة والعجلات الملغمة يضاف اليها اندلاع الاشتباكات المسلحة في المناطق الساخنة ، ونشاط عصابات الجريمة المنظمة  ، اكثر من ثلاثين ضابطا يحمل رتبة فريق في الجيش،  عجز عن  تبديد قلق ومخاوف الباحثين عن استقرار امنهم ، العجز الحكومي في ادارة الملف الامني،  جعل جنائن بابل تتحول الى احزان معلقة بانتظار  استخدام اساليب حديثة في التعاطي مع المشكلة الأمنية ، أما اذا كان التعامل يقتصر على تشكيل لجان تحقيقية لمحاسبة المقصرين ،  فمن المحتمل جدا تكرار مثل هذه الحوادث  ، حينذاك   يعيد المسؤولون والسياسيون اصدار بياناتهم السابقة مع تغيير تاريخ  اصدارها .
طبقا لخبراء أمنيين  يهدف تنظيم داعش  الحاق اكبر الخسائر بين صفوف المدنيين ، ليس من المستبعد في الايام المقبلة ان تشهد العاصمة بغداد حوادث مماثلة في السيطرات الامنية المزدحمة بالمركبات ، تقاطع  الجادرية ، ساحة الفارس العربي في المنصور ، جسر السنك ، ساحة التحرير وغيرها ، لاشك ان القادة الامنيين اتخذوا  التحوطات اللازمة  بنشر المزيد من السيطرات ، يبدو إنهم لايملكون  وسائل بديلة ، فعادوا الى الاساليب القديمة بوضع عراقيل في الشوارع العامة لعلها تحبط مخططات الارهابيين .
من حق الشاعر الحلاوي موفق محمد صاحب القصيدة الشهيرة  "الكوميديا العراقية "  ان يستخدم السخرية في تناول مأساة ابناء مدينته وجميع العراقيين بلا استثناء،  حين سلموا رقابهم لمن لايرحمهم ، في كل يوم يشاهدون نجوم الظهر، يتبادلون التهاني عبر الهواتف النقالة   لاستمرار تيار الكهرباء الوطنية قبل حلول الصيف الساخن ، ترى ماذا  يدور في مخيلة الشاعر حول مشهد ارتقاء اشلاء ضحايا التفجير جنائن بابل المعلقة ؟ في كل يوم تضيف ياموفق محمد فصلا جديدا لماساة الكوميديا العراقية،  متى يسدل الستار على المشهد الاخير من حياة عبديئيل ؟ آخخخخخخخخخ يابويه  اندهرنا ، من زمن نبوخذ نصر الى حكم ائتلاف ابو عنتر  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram