السينما العراقية بعد 2003 ، مشكلاتها ومعوقاتها ، وبعض النجاحات البسيطة التي أحرزتها . تساؤلات كثيرة عن واقع السينما العراقية وهل ان للسينما العراقية هوية ؟ آراء مختلفة وتساؤلات كثيرة وردت خلال ندوة أقامها قسم اللغة العربية / كلية التربية بنات في جامع

السينما العراقية بعد 2003 ، مشكلاتها ومعوقاتها ، وبعض النجاحات البسيطة التي أحرزتها . تساؤلات كثيرة عن واقع السينما العراقية وهل ان للسينما العراقية هوية ؟ آراء مختلفة وتساؤلات كثيرة وردت خلال ندوة أقامها قسم اللغة العربية / كلية التربية بنات في جامعة بغداد ضمن برنامجه الثقافي . وخلال محاضرة ألقاها الناقد السينمائي علاء المفرجي بعنوان "السينما العراقية بعد 2003" ، توضح الكثير من الاستفهامات وانجلت الصورة عن بعض المفاهيم التي شابها الضباب .
الندوة التي افتتحها الدكتور اثير محمد ،الأستاذ التدريسي في قسم اللغة العربية والذي ذكر خلالها ، مستعيناً بقول الناقد  الفرنسي رولان بارت قائلاً "السينما مقدسة فالدخول لها كالدخول للمعبد ، وهذا ما دفعني للاهتمام بهذا الفن حيث كتبت العديد من السيناريوهات السينمائية كما قمت بتدريس طلابي في معهد الفنون الجميلة أهم الروايات السينمائية مثل رواية أورويل ولم أكتفِ بذلك بل عملت على عرض فيلم كارتون أورويل لهم ، وقد اصدرت موسوعة صغيرة حاولت خلالها تسليط الضوء على مدى تأثير الشعر في السينما ."
وأضاف محمد قائلاً :"قسم اللغة العربية يحاول التواصل مع كافة الفنون الأخرى ولأن السينما لغة فنحن نعمل على الاهتمام بها ، ونحاول تحفيز الطالب على الاهتمام والانفتاح على هذه الفنون والثقافات ."إن السينما تُعد واحدة من الأحداث التي سيطرت على اهتمام الشارع ، هذا ما ذكره الناقد علاء المفرجي خلال محاضرته ذاكراً :"هنالك  ثلاثة أحداث تسيطر على اهتمام العالم الشعبي ، وهي مسابقات كرة القدم والاولمبياد ومهرجان كان السينمائي ، ولم يتبقَّ اليوم سوى مهرجان كان ومسابقات كرة القدم ."
وأكد المفرجي قائلاً :"إن هذا الجيل مبتعد كلياً عن السينما ، وبشكل عام لنا ثلاثة عقود مبتعدون عن السينما بعد أن كانت السينما طقسا يمارسه العراقيون بشكل يومي ، وكان هنالك ما يقارب الـ 104 صالات عرض سينمائية ، والدليل على أهمية السينما في العراق سابقاً أن الفيلم السينمائي الحائز على جائزة نوبل "جريمة في الحي اللاتيني"  عُرض لأول مرة في الشرق الأوسط وفي العراق حصراً ، إلا أن صالات السينما انقرضت اليوم وأصبحت شكلاً تراثياً قديماً ."
للحديث عن السينما العراقية بعد 2003 يجب علينا عرض حال السينما العراقية منذ نشأتها وهل ان هنالك هوية لهذه السينما، هذا التساؤل يجيب عنه علاء المفرجي خلال محاضرته قائلاً :"عام 1999 توقف إنتاج الأفلام السينمائية العراقية بواقع 99 فيلما منذ عام 1945 لغاية 1999 . وبهذا العدد من الأفلام فلا وجود لمسمى "سينما عراقية" بل هي أفلام عراقية ، كما يجب الالتفات الى أن الأفلام المعروضة في الثمانينات هي أفلام تعبوية هدفها تسويق النظام آنذاك ."
المحاضرة التي شهدت عرض ثلاثة أفلام سينمائية قصيرة وهي فيلم " قطن " للمخرج لؤي فاضل " والذي حصل خلاله على جائزة مهرجان الخليج السينمائي وفيلم " كاسيت " وفيلم " لقالق " للمخرج جمال أمين .
حيث لفت المفرجي الى أن " المخرجين خارج العراق يتناولون دائماً موضوعات الهوية ، والتهجير وهذا ما تناوله جمال أمين في فيلمه " لقالق" ، أما المخرجون داخل العراق وخاصة بعد 2003 فقد ركزوا على موضوعات الحرب والعنف ودخان الانفجارات وبكاء الأمهات ، ومن خلال هذه الأعمال وبجهودٍ فردية حازوا على أغلب الجوائز في المهرجانات التي شاركوا فيها ." مؤكداً "لابد من الإشارة إلى أن هنالك أعمالا كثيرة أيضاً حازت على جوائز ولم تكن تتطرق لموضوعات الواقع العراقي من حرب وعنف وترهيب بل كانت تسلط الضوء على موضوعات اجتماعية كما هو الحال في فيلم "قطن" الذي لم يخلُ من آثار الحرب لكنه لم يركز عليها في موضوعته ."
وبالرغم من صعوفة هذا الواقع  وسوئه، يذكر المفرجي مؤكداً أن للأفلام العراقية الكردية وجودا حقيقيا وفعالا في المشهد السينمائي قائلاً "هنالك أفلام كردية جيدة وصلت إلى قائمة الأوسكار مثل فيلم "كلاسيكو" الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم ، إضافة إلى فيلم " خيال " والذي يعدّ من أجمل الأفلام رغم قصته البسيطة ."
وختم المفرجي محاضرته عن السينما العراقية ذاكراً "أن هذا الفن انفتح على الفنون الأخرى وخاصةً على فن الرواية ، وهنالك الكثير من الأدباء ممن توجهوا إلى السينما أمثال ماركيز وعدد من أدباء فرنسا من بينهم كوكتو ، وقدمت السينما العديد من الأفلام الروائية المهمة ، وعدتّ من أكثر الفنون إبداعاً في صنعته رغم أن عمرها لم يتجاوز المئة وعشر سنوات ."