اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قانون الصحفيين واجب التعديل

قانون الصحفيين واجب التعديل

نشر في: 9 مارس, 2016: 05:21 م

"لا يُعمل بأيّ نصٍّ يتعارض مع أحكام هذا القانون" ... هذا ما نصّت عليه المادة 18 من قانون حقوق الصحفيين الصادر في العام 2011. وهذا النص يعني ضمناً عدم جواز الإتيان بأفعال تحول دون تطبيق أحكام القانون، أيّاً كان مصدر هذه الأفعال، بما في ذلك السلطات الأمنية، لكن الأمور كثيراً ما لا تمضي في هذا الاتجاه.
أمس كان بعض الصحفيين، مراسلين ومصورين، يغطّون تظاهرة أمام معهد الفنون الجميلة في بغداد، يبدو أنها لم تكن مرخصة، فحضرت قوة أمنية تصرفت على نحو غير مقبول ويتعارض مع ما جاء في قانون حقوق الصحفيين الذي أكدت مادته الثانية على أنه يهدف إلى "تعزيز حقوق الصحفيين وتوفير الحماية لهم في جمهورية العراق".
القوة الأمنية سعت لمنع المراسلين ومصوريهم من تغطية التظاهرة بذريعة أنها غير مرخصة ... ليست من مهام الصحفي التحقّق مما إذا كانت التظاهرة مرخصة أو غير مرخصة،  أو أن السائقين يقودون سياراتهم بإجازة أو من دونها، أو أن أصحاب الدكاكين والمحال التجارية قد أدّوا ما بذمتهم من ضرائب وأجور عن الماء والكهرباء، لكي يؤدي عمله الصحفي .. الصحفي واجبه أن يغطي ما يحدث أمام ناظريه وما يصل إلى أسماعه، وامتناعه عن القيام بهذا لأيّ سبب، غير الاسباب المتعلقة بتعريض حياته لخطر ماحق، هو خيانة لمهنته. أما والسعي لمنعه من أداء هذا الواجب فيتعارض تماماً مع ما جاء في الدستور من كفالة لحرية التعبير، وحرية الإعلام هي في قلب حرية التعبير.
أكثر من هذا، قانون حقوق الصحفيين نفسه قد أقرّ في مادته الرابعة بحق الصحفي في الحصول على المعلومات، وألزم، في المادة الثالثة، دوائر الدولة والقطاع العام والجهات الأخرى بـ "تقديم التسهيلات التي تقتضيها واجباته بما يضمن كرامة العمل الصحفي"، ومنع في مادته السابعة "التعرّض الى أدوات عمل الصحفي إلا بحدود القانون"، وهذا معناه وجوب الحصول على إذن قضائي قبل التعرّض لأدوات الصحفي، مثلما لم يُجِز في مادته العاشرة "استجواب الصحفي أو التحقيق معه عن جريمة منسوبة إليه مرتبطة بممارسة عمل الصحفي إلا بقرار قضائي"، وغالباً ما تنطوي مساعي السلطات الأمنية لعرقلة عمل الصحفي على عمليات استجواب وتحقيق غير قانونية، لأنها غير مرخصة من القضاء، فضلاً عن الممارسات المحرّمة كالاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي.
قبل أن يُشرَّع قانون حقوق الصحفيين في صيف العام 2011، كانت لدى قسم كبير من الوسط الصحفي ملاحظات كثيرة على مسودته التي أهملت الكثير من حقوق الصحفيين ولم تتضمن العديد من الضمانات اللازمة لتطبيق القانون. لم يؤخذ بتلك الملاحظات، فكان القانون في الممارسة العملية أداة في يد السلطات الحكومية للتعدّي على الحريات الصحفية وحقوق الصحفيين بما فيها المنصوص عليها في القانون.
تعديل القانون حاجة ملحّة، وعملية الإصلاح الموعودة يتعيّن أن تشتمل على هذا التعديل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram