يرفع الفنان" باسكال مارتين تايو "(Pascale Marthine Tayou) من مستوى الفن المرتبط بقضايا العولمة لما بعد الاستعمار وهجمة الفن البصري التي احاطت بصريا بالكثير من القضايا الاجتماعية والثقافات البصرية بمجملها بارتجالية ذات بناء تخيلي يلملم افكاره با
يرفع الفنان" باسكال مارتين تايو "(Pascale Marthine Tayou) من مستوى الفن المرتبط بقضايا العولمة لما بعد الاستعمار وهجمة الفن البصري التي احاطت بصريا بالكثير من القضايا الاجتماعية والثقافات البصرية بمجملها بارتجالية ذات بناء تخيلي يلملم افكاره باسلوب عصامي يميل الى البساطة خصوصا باستعماله الوسائل الحياتية، ليعكس بذلك هوية العولمة والتاريخ والتذبذب اليقيني بين حالات مختلفة منها عدم اليقين بالاستقرار والسلام وازدياد حالات الفوضى في البلدان النامية فهل استطاع باسكال اسقاط افكاره على اعماله المفاهيمية وغيرها ؟ لم يفصل "باسكال مارتين تايو" الفن عن الحياة وترابطها الحيوي حتى عبر وسائلها الطبيعية البسيطة فاتحا مساحة العرض باتساع يميل الى صناعة المشهد، وما يحتويه من بصريات ونواظم ايقاعية بين التقارب والتباعد حتى بين الافكار الاخرى التي تميل الى الحالة الاجتماعية وتشابكاتها، كشجيرات الحياة بعصورها السابقة واللاحقة، بوعي مفاهيمي عصامي في ابداعاته التكوينية المحاكية بفطرتها يد الانسان، وتذوقاته لما يجذب بصره ويثير الذهن، لتولد الفكرة من فكرة الحياة نفسها ، وتظليلها للكثير من جماليات نلاحقها بصريا ، ونتساءل عنها فكريا ويبقى الجواب وليد اللحظة المعاصرة التي تنتقد باستبطان علاقة الشكل مع المضمون، وبحيوية رياضية بين ما هو علوي وسفلي او متعامد بمجموعات تؤلف موضوعا باستنتجات مختلفة، لكنها محصورة بين ثلاثية المساحة والحركة والضوء ، وبحس يرتبط بالفهم الفني السهل الممتنع وبشكل ميكانيكي يسعى الى التفكيك البصري والتجميع ، كعناصر فنية هي مجموع الكثافة بتساو، وكأنه يريد الايحاء بالتساوي بين البشر وبين القوى المختلفة.
رمزية السلبي والايجابي، الخير والشر، الممتلئ والفارغ، الصراع الداخلي والخارجي، والبعثرة العشوائية بتنظيم مفاهيمي يعيد للرؤية اساسياتها مستكملا عناصر المشهد المركب بتناغم ، وانسيابية لخلق مزيج من الاختلاطات او الامشاج ان شاء التعبير. ليحدث نوعا من التقارب بين الافكار التي تحدث صراعات صامته وايحاءات صاخبة متمردة في تطلعاتها نحو الاشياء، وبجمع بين الفنون مثل الرسم والنحت، والتصوير والتركيب الفني الخ..فهو يجمع بين العديد من النقاط الحسية والمادية لاظهار الفروقات بتساو بصري لنكون بتوافق مع فطرة الانسان الاولى دون عولمة اساءت للكثير من المفاهيم المغلوطة التي نتبناها في الكثير من المراحل الحياتية والفنية ، فهل انتفض باسكال مارتين على العولمة بفنه؟
اذا شرعت العولمة ابوابها، فمن الطبيعي أن تتأثر الخصوبة الفنية باتساع الافكار وتطورها، ولمسها حسية الجمال وتطوراته حتى ضمن البيئة الانسانية وتغيراتها، وكانها تميل نحو كل ما هو صناعي او مادي لاتصال ذلك بالانسان وتحديات خصوصياته. مما جعل "باسكال مارتين تايو"يحسم جدليات المادة بقدرتها على خلق متناقضات بين الطبيعة الحية والميتة ، واعادة انتاج الاشياء التي ترمى دون اللجوء الى التفكير بها وامكانية اعادة استخدامها كوسائل فنية لا تنتمي الى صراعات الحضارات التي يرمز اليها في اكثر من تصميم فني ابدع في اخراجه مفاهيميا او تصويريا ، وبانكفاء ديناميكي للحفاظ على هوية كل عمل واستقلاله بالفكرة التي يعالجها، وبهيمنة فنية هي رديف لعصامية انتجت اجمل الاعمال الفنية بكل رموزها الفكرية والفنية والثقافية بل! وبهويتها الانسانية التي ترفض العولمة بكل نتاجها، وتدعو الى الروح وقيمتها الايجابية والسلبية وبتآلف بين المفاهيم والقيم الجمالية. تقتحم المعاني الفكرية والجمالية مخيلة الرائي بتأملات تضعه في داخل المعنى، وبزخم تكتيكي عبر آليات التطور والعودة الى الفطرة، بازداوجية تقنية، واكتساحها بنسبة كبيرة تدفق الاشكال الهندسية المنفصلة والمتصلة ، والمتوحدة في آن.. مع مجموع الانتماءات البصرية المتفرقة باندماج وذوبان يثير التضاد او يمنح المتناقضات معادلات رياضية خاصة، وبتوظيف ايحائي يجمع بين التخيلي والواقعي، برموز تتبوأها جمالية العمل الفني الذي يقدمه" باسكال مارتين تايو" دون احتكار لوسائل الفن التشكيلي او لوسائل النحت وانما بتمرد لا يحكمه سوى معايير الجمال والافكار المعالجة للعنصرية والعولمة والجمع بين الحضارات والازمنة والعودة الى الفطرة الذاتية في خلق الجمال.