اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مشكلة بسيطة قد تحل النسيج السياسي العراقي بأكمله

مشكلة بسيطة قد تحل النسيج السياسي العراقي بأكمله

نشر في: 19 يناير, 2010: 07:39 م

ترجمة المدىبقلم : كينيث م.بولاك مدير في مركز ابحاث سابان للشرق الاوسط في مؤسسة بروكينزيتركز اهتمام واشنطن في هذه الايام على الاوضاع المأساوية في هايتي، وتراجع العراق قليلاً الى الخلف في هذا المجال. ومع ذلك فان هناك مشكلة كبيرة تتخمر في العراق وهي قد تعرض خطة اوباما لسحب القوات الاميركية من البلاد، وقد تؤجج ايضاً الصراع الطائفي فيه.
 ففي الخميس الماضي فرضت اللجنة العليا المستقلة للانتخابات منعاً على ما يقارب (500) سياسي سني بناء على قائمة اسماء صدرت عن هيئة المساءلة والعدالة (من المحتمل ألا تكون قانونية) ولقد تم اتهام الاشخاص الذين وردت اسماؤهم في تلك القائمة بارتباطهم بحزب البعث، ومن بين تلك الاسماء الذين منعوا من الترشيح للانتخابات المقبلة، وزير الدفاع عبد القادر العبيدي وصالح المطلك ، وهما من السياسيين السنيين المعروفين، كما ان الطعن الذي سيقدم بشأن المنع سينتهي يوم الخميس المقبل..اي ان هناك فترة قصيرة ممنوحة لهم لاصلاح الوضع. ان أعضاء اللجنة العليا المستقلة للانتخابات وهيئة المساءلة والعدالة، تم تعيينهم من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي، ولذلك فان نسبة كبيرة من العراقيين يرون في تلك العملية حرمان عدد كبير من السياسيين المنافسين له من حقوقهم الشرعية، ولايوجد دليل على ما يقال، ولكن ذلك التفسير منتشر بين العراقيين والادراك يكون كالحقيقة ذي تأثير سيئ مماثل. وفي الوقت نفسه فان اصابع الاتهام تشير الى احمد الجلبي السياسي الذي كان في يوم ما مفضلاً بالنسبة لادارة بوش ، وتقول انه يحاول التلاعب بالانتخابات لصالحه ليصبح رئيساً للوزراء. ان عدد السياسيين غير المؤهلين كانوا في يوم ما بعثيين ، ولكن العراق بحاجة الى عملية مصالحة وليس العقاب، واي منع للنشاط السياسي يجب ان يتم بحذر، باختيار دقيق وشرح وتفسير جيد له، فلا يمكن عدم تأهيل شخص مثل وزير الدفاع، بعثي سابق، لكنه تحول عن الحزب في التسعينيات وسجن وعذب من قبل النظام السابق، والاكثر من ذلك خدم في الاعوام الاخيرة باخلاص للحكومة العراقية الجديدة. وقبل تطبيق الخطة الامنية العراقية عام 2007، بالتعاون مع صحوة الانبار ، قاطع عدد كبير من السنيين الانتخابات العراقية اعتقاداً من ان النظام الجديد كان ضدهم ، وكان نتيجة ذلك محاولة اندلاع حرب اهلية. وبعد التغييرات كافة التي جرت بعد عام 2007، أقنع الاميركيون السنة بوجود فرصة متساوية لهم لانتخاب قادتهم والمشاركة في الحكومة، وكانت عودتهم للعملية السياسية مفتاحاً لتلاشي الطائفية تدريجياً، وقد كشفت الحاجة الى انهاء الحرب الاهلية عن التركيز في إعادة بناء الاوضاع السياسية والاقتصادية ، والتي اظهرت بدورها مدى الخلافات الحادة بين المجموعات الشيعية التي تصاعدت إثر انبثاق الاحزاب السنية التي لها ايضاً وجهات نظر مختلفة متنوعة وكنتيجة لذلك، بدا الادراك واضحاً بين الشيعة والسنة وحتى بعض المجموعات الكردية الى الحاجة لتكوين تحالفات غير طائفية التي حلت بدلاً عن تلك المجموعات الطائفية السابقة، ولذلك السبب، إن تواصل ذلك المنع، فانه لن يشوه تلك العملية فقط، بل يقنع الكثير من العراقيين بأن رئيس الوزراء أو احمد الجلبي، يستخدمان نفوذهما للسيطرة على آلية الانتخابات ضد منافسيهم. ان ما يجري في العراق رسالة خطيرة واستثنائية في الوقت الذي تستعد الولايات المتحدة الاميركية لسحب قواتها من العراق ونقل زهاء (50.000) منهم من العمليات العسكرية الى مهام الاستشارة والتدريب وان تواصل ذلك المنع، فان اعمال العنف ستتصاعد بقوة ، وسيتم استدعاء القوات الاميركية لايقاف ذلك. ان الفرصة ما تزال ماثلة –ففي الاعوام الاخيرة، توصل السياسيون العراقيون في اللحظة الاخيرة الى التسويات وغيروا اموراً شبه كارثية الى الافضل، وفي تلك الحالات كافة كانت هناك حاجة الى ضغط اميركي لتفادي الاوضاع السيئة. وتحاول السفارة الاميركية في بغداد العمل بشكل متواصل لإقناع العراقيين بعدم جدوى قرار المنع والذي سينتهي موعد الطعن به يوم الخميس، وان لم تنجح الولايات المتحدة في تحقيق ذلك الامر فان القضية ستصبح اشد واعقد، وهذه الازمة الاخيرة دفعت جو بايدن، نائب الرئيس الاميركي الى التدخل ، وهي تحتاج ايضاً الى تدخل الرئيس اوباما، ان هذه المشكلة التي قد تبدو صغيرة، بامكانها حل النسيج السياسي العراقي بأكمله. عن النيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram