الحكومة السابقة استحدثت العشرات من وسائل الاعلام من صحف ومواقع الكترونية ووكالات انباء ، لتؤدي رسالة واحدة هي الدفاع عن صاحب القرار ظالما او مظلوما . بعد اندلاع تظاهرات شباط في عام 2011 ، تناسلت الصحف المدعومة من صاحب القرار لتلميع صورته من اجل اظهاره رمزا تاريخيا منقذا ،من وحي افكاره سيحقق العراقيون تمنياتهم بالعيش الرغيد بنقل القابعين تحت خط الفقر الى منتدى الاثرياء في العالم ، العاملون في الوسط الصحفي اطلقوا تسمية "الحشد الالكتروني" على وسائل اعلام يتولى ادارتها "عكاريك" بحسب وصف الشاعر والاعلامي كاظم غيلان ، وصاحب العمود الثامن في جريدة المدى الكاتب علي حسين ، سامحه الله ، لاعترافه بأنه مع زميله نبيل جاسم ، رفدوا الساحة الاعلامية في تسعينات القرن الماضي بمئات العكاريك ، تجيد التصفيق والنقيق لداعمي صحفهم ووكالاتهم ، ومواقعهم الالكترونية.
الحشد الالكتروني في المرحلة الراهنة صاحب رسالة خالدة في فبركة بيانات واعداد تقارير لاغراض التسقيط السياسي ، يقبض ثمنها نقدا مع منح امتيازات بالحصول على قطعة ارض سكنية مع اجازة حمل السلاح للدفاع عن الأمن الشخصي، من الامتيازات الاخرى لرجال الحشد الالكتروني وتقديرا لدورهم النضالي في الذود عن رمزهم الوطني زعيمهم السياسي ، الظهور في فضائية الحزب لتسليط الضوء على ابرز المستجدات ، فحصلوا على صفحة محللين سياسيين تحت الطلب ، مثل الشهود في محاكم الاحوال الشخصية ، الادلاء بالشهادة مقابل الحصول على دينار "قبل ان يخرط السوق" ثم تضاعف المبلغ حتى وصل الى خمسة الاف دينار في الوقت الحاضر.
ابرز مهمات الحشد الالكتروني تشويه سمعة قادة التظاهرات عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع اعداد تقارير حول الاقبال الواسع على اقتناء معدات كسر الاقفال استعدادا لتنفيذ صولة حواسم جديدة ينفذها المتظاهرون ، هذه الكذبة وغيرها رددها مسؤولون امنيون عقب تظاهرات شباط ، فيما اعدت فضائية حزبية تقريرا مصورامن منطقة السنك، سلطت فيه الضوء بشكل مفبرك على الاقبال الواسع لشراء آلة كسر الاقفال، تحدث فيه اصحاب محال بيع العدد اليدوية وظهر في التقرير عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد وقتذاك، يطالب الراغبين في الشراء الحصول على موافقة جهة أمنية ، بعد يوم واحد من بث التقرير، اعدت فضائية اخرى تقريرا كذبت فيه ادعاءات زميلتها.
الحشد الالكتروني استعاد نشاطه هذه الايام معتمدا خطة هجومية ضد المتظاهرين حين نشر خبرا في احد المواقع الالكترونية ذكر فيه ان دولة عربية مجاورة للعراق حركت اجهزتها المخابراتية بإجراء اتصالات مع شخصيات عشائرية وسياسية في محافظات الوسط والجنوب لحثهم على تنظيم التظاهرات مقابل منحهم مبالغ مالية بالعملة الصعبة لإسقاط النظام السياسي .
فرسان الحشد الالكتروني لم ولن يكفوا عن النقيق ، سيواصلون مسيرتهم النضالية الجهادية في محاولة لاعادة رمزهم التاريخي الى صدارة المشهد السياسي ، بعد كسر أقفال خصومه ، باستخدام الاشعة الليزرية . ها اخوتي ها ، عكروك يسوق الدبابة .
"بلطجية" الحشد الإلكتروني
[post-views]
نشر في: 11 مارس, 2016: 09:01 م