TOP

جريدة المدى > عام > الإيطالية إيزابيل سباك تستذكر تاريخ أسرتها في "بسرعة جنونية"

الإيطالية إيزابيل سباك تستذكر تاريخ أسرتها في "بسرعة جنونية"

نشر في: 13 مارس, 2016: 12:01 ص

تستهل الروائية الايطالية ايزابيل سباك روايتها الجديدة ( بسرعة جنونية ) بأحد اقوال امبيرتو ايكو المأثورة فتقول:" المرء الذي لايقرأ الا قبل سبعين عاما لن يعيش الا حياة واحدة : حياته ، أما من يقرأ فربما سيعيش 5000 عام " ...ولكي نفهم رواية ايزابيل سباك (

تستهل الروائية الايطالية ايزابيل سباك روايتها الجديدة ( بسرعة جنونية ) بأحد اقوال امبيرتو ايكو المأثورة فتقول:" المرء الذي لايقرأ الا قبل سبعين عاما لن يعيش الا حياة واحدة : حياته ، أما من يقرأ فربما سيعيش 5000 عام " ...ولكي نفهم رواية ايزابيل سباك (بسرعة جنونية ) الصادرة عن دار ايكواتور للنشر ،سنكتشف فيها عبقرية ادبية ايطالية جديدة ..تقول سباك في روايتها :"مايهمني ليس تقاسم الذكريات مع الآخرين ..يهمني اكثر تصفية حساباتي معهم " ...وستتطلب تصفية حسابات سباك مع ماضيها وقتا كافيا ..وربما حياة اخرى ..
في نهار تموزي من عام 1981، وعندما كانت سباك في العشرين من عمرها ، قامت والدتها آني باطلاق النار على والدها الوسيم فرناند سباك في شقتهما البرجوازية وقد فعلت ذلك ببندقية الصيد لتسدد حسابها – كما تقول –  مع زوجها المتقلب والذي كان سياسيا بارزا يعمل مع وزير الخارجية البلجيكي السابق قبل أن ينتحر بدوره ، أما والدة ايزابيل سباك فقد انتحرت بالصدمة الكهربائية في حوض استحمامها بعد أن كتبت رسالة تطلب فيها من اسرتها العناية بقططها كما قالت فيها لأولادها الستة انها احبتهم كثيرا ...
جرت هذه الاحداث القاسية في شقتهم في اوكسل الكائنة في ضاحية راقية من ضواحي بروكسل وتعاملت معها الصحف كخبر تافه لاقيمة له ، لكنها عادت لتتصدر الصحف حين ذاعت شهرة ايزابيل ككاتبة في عام 2004 وأدى الكتاب الذي ضم ماساتها الى اجتذاب اهتمام القراء لها ، فالقراء لايهتمون لمتابعة جريمة تطلق فيها النار على زوجها ثم تنتحر بعده حين يكون ابطال الجريمة اناس عاديون اما حين ينجبون كاتبة استغلت قصتها لتبرز موهبتها في الكتابة فهو مايجعلها في قمة الشهرة ...
لم تكتف ايزابيل سباك بالكتابة عن قصة اسرتها بل قررت العودة الى البيئة التي جرت فيها الاحداث واستغلالها مجددا في روايتها الجديدة (بسرعة جنونية ) اذ قررت هذه المرة التنقيب في تاريخ اسرتها وفحص جيناتهم الوراثية المتشابهة والمختلفة لتصل الى حقيقة وجود امتداد وراثي لسلوك والدتها ..
بعد سنوات ، تعود ايزابيل سباك لتنقب في تاريخ عائلتها فتسرد قصة جدتها ماتيلدا –سيدة المجتمع الدنيوية التي تقود سيارتها بسرعة جنونية في طرق اوروبا ..كانت ماتيلدا تمتلك عاطفة مجنونة لذا ارتبطت برجل ايطالي  متزوج يمتلك سفينة كبيرة ويدوي اسمه مثل محرك خلفي لسيارة فيراري ..وحين تنجب ماتيلدا ابنتها آني –والدة ايزابيل – من هذا البحار الايطالي لن يعترف بها فتكون بداية المأساة النسوية في عائلة ايزابيل التي ستتناولها المؤلفة في اطار جديد ولكن بعد الغوص في تفاصيل حياة اسرتها واعادة قراءة مراسلات جدتها ووالدتها والاطلاع على صورهما معا وزيارة الاماكن التي عشن وتواجدن فيها فقد قررت سباك تجاوز موجة اللامبالاة والطيش التي لازمت كتاباتها السابقة لتقترب اكثر من الواقع ...
في هذه الحياة ، يمكن التهام رواية ريبيكا لدافني دو مورييه باللغة الانكليزية كما تقول ايزابيل سباك في روايتها ، ويمكن السفر في رحلة بحرية الى مصر لمجرد نزوة ولكن تصعب اعادة تمثيل حياة كاملة لعائلة من الطبقة البرجوازية دون الغوص في تفاصيلها الدقيقة ..تصف سباك والدتها بالقول " ماما تحب قبعة القش على شعرها ، ورائحة المطر على معطفها المصنوع من الفراء " ...
بهذه الطريقة تعمل سباك على تفسير العلاقة بين والدتها وجدتها وبأن مايجمعهما معا هو انهما أسسا حياتهما على كذبة ...وهكذا تكتشف سباك وجود جينات وراثية متشابهة تقود المرأتين الى مصيرين تعيسين وتقود سباك الى النظر الى الوراء احيانا لكي تغرف من الذكريات وتقتات عليها في رواياتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram