TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عَوْدٌ إلى البرلمان وخان جغان!

عَوْدٌ إلى البرلمان وخان جغان!

نشر في: 12 مارس, 2016: 06:03 م

منذ عشرين يوماً كتبتُ هنا متسائلاً باستنكار عمّا إذا كان مجلس النواب هو "برلمان أم خان جغان؟". المناسبة كانت قيام نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي، المُقال والمُحال وقتها إلى القضاء للتحقيق معه بتهم منسوبة إليه، بالكسب غير المشروع والاستغلال الوظيفي.
مبعث تساؤلي واستنكاري أنّ الأعرجي كان يومها، ولم يزل حتى اليوم، مواطناً عادياً مثلي، لا يحق له، مثلما لا يحق لي، الدخول إلى مبنى مجلس النواب إلا بطلب رسمي مُسبق من أحد الأعضاء أو إحدى اللجان أو أحد الموظفين في المجلس. وحتى لو دخل الى المبنى  على وفق الاصول فليس من حقه استخدام المركز الإعلامي ،لأنه لا يحمل أية صفة برلمانية او حكومية..
الأعرجى دخل يومها إلى المجلس ومركزه الإعلامي ليعلن أنه أقام دعوى قضائية ضد رئيس هيئة النزاهة الذي أحاله مع مسؤولين سابقين آخرين في الدولة إلى القضاء. بالطبع فان هيئة النزاهة مهمتها الأساس التحقيق في قضايا الفساد الإداري والمالي وإحالتها إلى القضاء الذي له وحده سلطة تبرئة المتهم أو تجريمه، ولا تبعة تقع على الهيئة عما تقوم به.
في العمود الذي تضمن تساؤلي المستنكر دخول الأعرجي إلى مبنى مجلس النواب ومركزه الإعلامي  كتبتُ:"رئيس مجلس النواب وسكرتارية المجلس والمركز الإعلامي للمجلس مطالبون بالإيضاح كيف جرى ما جرى أمس على هذا الصعيد ومَنْ المسؤول عنه، وما هي الإجراءات التي ستُتّخذ في حقّ المسؤولين؟ .. بخلاف هذا سيكون علينا من الآن فصاعداً أن نُسمّي مجلس النواب: خان جغان!".
مرّ الآن عشرون يوماً على واقعة بهاء الأعرجي تلك وتعليقي عليها، ولم يصلني أي إيضاح من رئاسة المجلس وسكرتاريته ومركزه الإعلامي. قانون حقوق الصحفيين الصادر عن مجلس النواب في العام 2011 يبيح لي حق الحصول على المعلومات التي طلبتها، وهو يُلزم رئاسة المجلس وسكرتاريته ومركز الإعلامي بالردّ على ما كتبته. سأحتفظ بهذا الحق وأطالب به حتى تلبيته.
في غضون ذلك قمتُ بتقصّي الأمر، فحصلت على معلومات أفادت بأن الأعرجي دخل إلى مجلس النواب في ذلك اليوم ببطاقة دخول قديمة لم تُسحب منه، وأنه قبل ذلك أراد استخدام المركز الإعلامي إلّا أنّ المسؤولين في المركز رفضوا تحقيق ما أراد ، لأنّ لوائح المجلس لا تسمح لهم، فما كان منه إلّا أن جلب موافقة من "جهة عليا" أمرت بفتح أبواب المركز الإعلامي له.
أفهم أنّ "الجهة العليا" التي أمرت بتمكين الأعرجي من استخدام المركز الإعلامي لمجلس النواب لأغراضه الخاصة لا يمكن أن تكون غير رئيس المجلس أو نائبه الأول أو نائبه الثاني.
هؤلاء الثلاثة أُطالبهم الآن، استناداً إلى أحكام الدستور الذي يحكمون باسمه وإلى قانون حقوق الصحفيين الذي شرّعه مجلسهم،أن يجيبوني على السؤال الآتي:
بإيّ حقّ سمحتم لبهاء الأعرجي في ذلك اليوم بعقد مؤتمر صحافي في المركز الإعلامي؟
 عدم الجواب سيضعكم في دائرة شبهة الفساد! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram