أرجو أن يتّسع صدر الإخوة قرّاء هذه الزاوية ، لبعض ما أكتبه ، وغايتي من ذلك ، لا الدفاع عن هذا ولا مهاجمة ذاك ، ولا الجلوس بين هذا وذاك ، فقد رأيت أمس قنوات فضائية كانت تسخر من وزير الخارجية وتتهمه بالانبطاح مستلهمة المقولة التاريخية التي أدخلتها الزعيمة إلى قاموس السياسة العراقية ، هذه الفضائيات نفسها ، هلّلت وصفّقت وهتفت بالروح بالدم نفديك يا إبراهيم .
وقبل أن يحاول البعض تفسير الموضوع باتجاهات أخرى ، فإنني لست من المغرمين بما يسمى جامعة الدول العربية ، وأعتقد ان مثل هذه المؤسسة لم يعد لها وجود فعلي على الارض سوى الشارع الذي يسمّى باسمها في العاصمة المصرية القاهرة ، ولعلّ أي مواطن عربي يتابع نشرات الاخبار ، يُدرك أن العرب يخوضون حروبهم الداخلية والطائفية ويموت آلاف ، ويتشرد الملايين، ، وتنهار ألوف البيوت، وتُخرّب المدن ، بينما الجامعة العربية منشغلة بسماع خطبة أمير قطر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان .
ونعلم جميعا أن الموضوعات التي تطرح في قاعات الجامعة العربية لاتتجاوز المشاكسات الشخصية واستعراض العضلات ، ولعلّ جميع وزراء الخارجية العرب ممن حضروا الاجتماع الاخير الذي هتف به الجعفري ، لايختلفون عن وزير خارجيتنا بشيء ، فكلّهم فى معسكر واحد " معسكر البقاء على الكراسي " وإن اختلفت وسائل البقاء، البعض يهتف ليبقى ، والبعض الآخر يعترض ليبقى ، وجميعم يشبهون الجعفري الذي يتحفنا كل يوم بحذلقة لغوية يتوارى أمامها جهابذة النحو العربي وعلماء الكلام خجلا، وجميع هذه الحذلقات هدفها النهائي هو الاستمرار في الجلوس على كرسيّ المنصب ، لايهمّ ان الجعفري قال لنا قبل أشهر قليلة إنّ السعودية ومعها قطر " تعملان جاهدتين على دعم العراق ، وموقفهما متضامُن مع العراق ضدَّ الإرهاب، خُصُوصاً أنَّ قطر والسعودية كانتا ضحيّة من ضحايا الإرهاب "
سيقول المقرّبون من السيد الجعفري الذين نظّموا موكب الاستقبال الجماهيري : أنتم ناكرون للجميل، بحيث بلغت بكم الوقاحة مبلغا جعلكم تنكرون على السيد الجعفري الإنجازات العظيمة التي قدمها خلال السنوات الماضية، سواء عندما كان رئيسا للوزراء حيث ادخلنا موسوعة غينيس بالجثث المجهولة الهوية ، او " لفتاته " الان وهو يتولى وزارة منصب وزير الخارجية ، وكان آخرهذه " اللفتات " اكتشافه ان سبب تفكك الاتحاد السوفيتي خروج المرأة من البيت : " عندما نـُحلـِّل الأزمات النفسيَّة التي انتابت الشباب والشابات في الاتحاد السوفيتي نجد أنَّ العامل الأساسيَّ الذي وراءه هو ترك المرأة للبيت " هذا الكلام يقال عام 2016 وصاحبه يتولى أعلى منصب دبلوماسي في العراق ، الذي كانت له الريادة بأن ينصّب أول وزيرة عربية هي الراحلة نزيهة الدليمي ، وأشك ان الجعفري يعرفها ! ومن يعتقد انني أتجنى على الرجل أحيله الى الموقع الإلكتروني الخاص بالوزير .
آخر أفكار الجعفري
[post-views]
نشر في: 12 مارس, 2016: 07:33 م
جميع التعليقات 2
خليلو...
كنا مجموعة من الناس موظفين ، نتناقش فيما بيننا ، وحين يطرح أحدنا موضوعا لاينال اعجاب الآخرين يعلق واحد منا قائلا: لعبت نفسي ! وهي عبارة كما هو معلوم تدل على رفض محتواها....وتعليقا على الاسطر الثلاثة الأخيرة من العمود اصيح : لعبت نفسي ... معاليه يذكرني
A Maki
ألامانه الاعلاميه تستوجب على الكاتب ان لايجتزأ العباره المذكوره عن لسان الجعفري من سياق الخطاب الكامل. من العيب ان يستخدم هذا الاسلوب لاجل الحط من اي شخص مهما كان الاختلاف معه. اكيد الكاتب قرأ المقال ولكن للذين فاتهم ذلك يستطيعون ان يطلعوا عليه من خلال