اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع: طلاق الخمسين .. ظاهرة ام حدث عابر في مجتمعنا !

قضية الاسبوع: طلاق الخمسين .. ظاهرة ام حدث عابر في مجتمعنا !

نشر في: 14 مارس, 2016: 12:01 ص

أشارت دراسة قام بها  احد المراكز البحثية تحت عنوان «الطلاق بعد سن الخمسين» إلى أن التردّد والحيرة والارتباك تصيب المرأة إن شعرت بأنّ الطلاق قادم، كما أنّ طلاق المرأة بعد سنّ الخمسين يضع نهاية محزنة جداً لأحلامها حول المستقبل، وكل ما

أشارت دراسة قام بها  احد المراكز البحثية تحت عنوان «الطلاق بعد سن الخمسين» إلى أن التردّد والحيرة والارتباك تصيب المرأة إن شعرت بأنّ الطلاق قادم، كما أنّ طلاق المرأة بعد سنّ الخمسين يضع نهاية محزنة جداً لأحلامها حول المستقبل، وكل ما يتعلّق بنشاطاتها .

وأضافت الدراسة إنّ المرأة بشكل خاص تبني أحلاماً كثيرة حول مستقبلها، وتخطّط وتعتقد بأنها ستكون قادرة على تحقيق ما خطّطت له ، ولكن كل شيء يتبخّر.. الحزن يكبر ويتضخّم أكثر عندما يأتي الطلاق في سنّ تكون فيها بأشدّ الحاجة لشريك عمر يقاسمها أفراحها وأحزانها.
مساهمة الأبناء في الطلاق
من واقع عمله كمحامي متمرس  في قضايا التفريق والطلاق ، يرى الاستاذ أحمد جواد  أن أكثر من ثلثي حالات الطلاق، التي تمت بين الأزواج المعمرين جاءت بناءً على طلب الزوجات اللاتي قال نصفهن إن سبب طلب الطلاق هو «السلوك غير المعقول» من جانب الزوج. ويذكر إحدى الحالات التي لجأت إليه فيها السيدة «ث. ف» تبلغ من العمر «51 عاماً»، حيث ساهم ابنها في تطليقها من والده ووقف إلى جانبها وساعدها في قضية طلاقها، ويروى عن السيدة قولها: «لقد زوجوني لابن عمي المستهتر الفوضوي «مدمن على العرق » من دون أن يكون لي حق القبول أو الرفض أو الاعتراض على سلوكه، فمن تقاليد الأسرة أن تتحمل الزوجة زوجها بعيوبه ومحاسنه طالما هو زوجها وينفق عليها، وبسبب الإنفاق والإعالة ذقت الأمرين من زوجي الذي كان يعود يومياً تقريباً سكران وفاقد الشعور، ولم يكن لي فعل سوى الطاعة العمياء بلا نقاش مقابل توفير أبسط متطلبات الحياة وهي المأكل والمشرب فقط، أما إنفاقه ببذخ فيكون على سهراته ونزواته، لكن الآن أصبح الوضع مختلفاً، فقد كبر الأبناء وتزوج البعض منهم وجاء الدور لأن أقول كلمتي حول هذه الحياة المظلمة وساندني أبنائي في اتخاذ قرار الطلاق ووقفوا في جانبي حتى اشتريت راحتي بعد عناء دائم أكثر من 35 سنة».
لست نادمة
وهناك حالة أخرى تعاني الأمر ذاته «ق. ع»، «53 عاماً» إذ إن ابنها الكبير هو الذي وقف بجانبها أمام والده وأنقذها من هذه الحياة التي حرمت خلالها طعم الراحة، وتقول: «ابني تصدى لوالده وطالب بطلاقي منه، بل وتصدى لعائلتي التي استنكرت أمر طلب الطلاق وطالبتني بالعدول عن قراري وحرموني من المصاريف التي كانوا يرسلونها لي شهريا، لكن ابني تكفل بمعيشتنا واستطاع أن يحصل لي على الطلاق، فهو لم يرض لوالدته بالمهانة والمعيشة الضنك ولا بالقهر والخزي لإخوانه فاستأجر لنا شقة بعدما رفض أهلي فكرة الطلاق وحاربوني وقاطعوني، والآن أعيش مع أولادي بعد ثمانية وعشرين عاماً من المهانة والبخل ولست نادمة على طلاقي على الرغم من مقاطعة أهلي لي ومعاداتهم لابني».

القانون والشرع والمجتمع
يقول عالم الاجتماع  الدكتور كريم حمزة  عن هذه الظاهرة : «لقد منح الشرع والقانون المرأة حق إنهاء الحياة الزوجية في حدود وضوابط يتأكد فيها وقوع الأذى والظلم عليها ويستحيل معها دوام العشرة مع شريك الحياة، لكن أن تطلب المرأة الطلاق، وهي في الخمسين وتعتبره حقاً من حقوق تقرير مصيرها وإنهاء عذابها، فهذا يستدعي الوقوف والتأمل، حيث إن المرأة في مجتمعنا بهذه السن يفترض وفقاً للعرف السائد اجتماعياً أنها أرست قواعد حياة زوجية مستقرة تتجه أو اتجهت فعلاً إلى بناء ورعاية الأسرة أو الأسر الناشئة، حيث زواج الأبناء والبنات».

حياة بائسة
سيدة أخرى التقيت بها في احدى المحاكم  رفضت ذكر اسمها، لكنها رغبت في المشاركة في هذا الموضوع، فهي واحدة من النساء اللاتي كانت مكافأة نهاية خدمتها «الطلاق»، وهي في الخمسين من العمر، تقول « في البداية لم أكن أهتم بأمر الزوج الذي كان يشبعني ركلاً وضرباً، لأن أولادي كانوا صغاراً لا يفهمون الوضع السيئ الذي كنت أتلقاه من والدهم، لكن أولادي الآن كبروا فأكبرهم في الخامسة والعشرين وأصغرهم في السادسة عشرة من عمره، لذلك قررت وضع حد لهذه الحياة البائسة وطالبته بالطلاق، في بداية الأمر لم يصدق أنني أطلب منه هذا الأمر، بل برأيه أنني لا أجرؤ على العيش من دونه، ولكني تشبثت برأيي والمطالبة بحقي بعد هذه السنين حتى حصلت عليه، فقد قتل كل إحساس جميل بداخلي، فيكفي نظرته الدونية التي كان يرميني بها وكأنني لست زوجته وأم أولاده».
في مجتمع محافظ يتمسك بقيم الأسرة وعاداتها وتقاليدها ، صحيح أن هذه الوقائع لا تمثل ظاهرة أو تدل على مؤشر خطير، لكنها علامة على انحدار مستوى العلاقات في سن متأخرة من العمر، بعد أن تتحول العلاقة الزوجية التي وصلت إلى مرحلة الاستقرار إلى كابوس مرعب .
قد نسمع عن واقعة طلاق تحدث بين زوجين لم تتجاوز فترة الارتباط بينهما الأسبوع أو الشهر أو السنوات العشر، ولكن أن يحدث الطلاق بعد «عشرة عُمر» قد تتجاوز 30 عاماً وأكثر فهذا هو الغريب في الأمر وهو ما يثير علامات استفهام، بين أفراد المجتمع ورجال القانون وعلماء الاجتماع .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram