TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (على هالحمص ما يصير عيد)

هواء في شبك: (على هالحمص ما يصير عيد)

نشر في: 19 يناير, 2010: 08:05 م

عبدالله السكوتي يحكى ان رجل دين تولى امر بعض القرى وكان قد قرب زمان العيد الكبير، وكان لا يحسن الحساب فأخذ كمية من الحمص وعدّ منها حبات على عدد الايام المتبقية للعيد وجعلها في وعاء ، وجعل كل يوم يأخذ حمصة ويرميها حتى اذا انتهى الحمص يقول لأهل القرية حان العيد، فلما احس به بعض الصبيان جاء بحفنة من الحمص والشيخ لا يعلم وألقاها فوق الحمص المعهود.
الرجل بقي على عادته يرمي كل يوم حبة حمص فطال الزمان ومضى على ذلك اكثر من ثلاثة اشهر ولم يحن العيد بعد ، وكلما سئل الشيخ على العيد يقول : (على هالحمص ما يصير عيد).لم نكن مثل هذا الشيخ المتخلف ، نحسب الأيام على عدد حبات الحمص لكن غيرنا – يحاول ذلك -  والذي يشير الى ذلك الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة والذي عقد في بيروت الجمعة الماضية ، حيث ضيّف هذا الملتقى حارث الضاري ممثلاً للمقاومة العراقية ، ولا ادري ما الذي جمع الذئب مع الشاة كما يقول الشاعر:" وأكَول اشوالف السرحان والشاةاعله سجّة وكَاوداه الإيد بالإيد"ما الذي جمع القاعدة وممثليها الذين شربوا الدم العراقي بلا ارتواء مع  حسن نصر الله وحزب الله وحماس ، حيث قال الضاري في احد اللقاءات:"القاعدة مني وانا منها" هل اصبح نزاع الايديولوجيات مثل صراع الاضداد حين تستخرج منه خلاصة تكون صالحة في نهاية الأمر أم انها اهزوجة جديدة تضاف الى الاهازيج العربية لتضيف مصيبة جديدة تتصورها هي الى مصائب فلسطين؟المؤلم في الامر هو اشتباك الايدي النظيفة مع الملوّثة لتنادي بنفس الاهداف البعيدة عن البعض وعن افكارهم الدموية، لنتأمل أن عدو عدوي صديقي فهذه القاعدة هي المبرر الوحيد للقاء الضاري مع المقاومين الحقيقيين لكن الشيء المؤلم الآخر هو السماح لتيار كهذا مجرم صادر حقوق العراقيين بلقاء مقاومة ناصعة وبيضاء، حتى انني استغربت حين قرأت ان استديوهات التصوير تعود الى الانبار من جديد بعد اغلاق دام ثلاث سنوات ، بربك عزيزي القارئ، أي مقاومة تمنع التصوير وتجهز على الجرحى وتقتل الابرياء والأطفال ، أما كان الأجدر بحزب الله وهو الحزب العريق ان يعرف من يصافح ؟ ويتجنب الايدي الملطخة بدماء العراقيين .ليسأل المقاومون سؤالا بسيطا مفاده:"من الذي يموّل هذه الحركة المشبوهة ، ومن يقوم بادامة زخمها الاعلامي لتجهض تجربة العراق الجديدة تحت حراب القاعدة، هؤلاء لا ينادون بالمقاومة وانما بالقتل لمجرد القتل والا ما معنى تفجير الاسواق وملاعب الاطفال (ومساطر) العمّال ، هؤلاء يريدون اثبات شيء واحد وهو انهم قتلة مع سبق الاصرار، وعلى العالم جميعا ان يحاربهم ويقضي على حركاتهم المشبوهة، وأخيرا على حزب الله وحركة حماس المناضلة ان تلفظ جثثاً كهذه هامدة مثلما لفظت موجة البحر ما لفظت:سقط الحمار من السفينة في الدجى                           فبكى الرفاق لفقده وترحمواحتى اذا طلع النهار اتت به                               نحو السفينة موجة تتقدمقالت خذوه كما اتاني سالماً                                 لم أبتلعه لأنه لا يُهضم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram