TOP

جريدة المدى > عام > رواية "خان الشابندر" تُفلسف مفهوم الشرف في المجتمع العراقي

رواية "خان الشابندر" تُفلسف مفهوم الشرف في المجتمع العراقي

نشر في: 15 مارس, 2016: 12:01 ص

أكثر من عشرين عاما ، ابتعد خلالها عن العمل في كتابة الرواية العراقية ، ليعود من جديد بانطلاقة مميزة من خلال روايته  "خان الشابندر" والتي احتفى بها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين ،صباح يوم الأربعاء الفائت على قاعة الجواهري وبحضور عدد كب

أكثر من عشرين عاما ، ابتعد خلالها عن العمل في كتابة الرواية العراقية ، ليعود من جديد بانطلاقة مميزة من خلال روايته  "خان الشابندر" والتي احتفى بها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين ،صباح يوم الأربعاء الفائت على قاعة الجواهري وبحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين العراقيين، بمنجز الروائي محمد حياوي .
افتتح الجلسة الشاعر منذر عبد الحر الذي تحدث عن المحتفى به قائلاً  : " محمد حياوي  من مواليد مدينة الناصرية انتقل إلى بغداد لإكمال دراسته وقد التقينا في معهد الناصرية في دراسة لم نخترها وقد استسلمنا لها لكي لا نُزج مبكراً في حرب لن نسلم منها ، ونشر أولى قصصه عام 1975 ، ثم تواصل ابداعاً وحضوراً منذ تلك السنوات ."
أضاف عبد الحر قائلاً : "عمل المحتفى به  في الصحافة ولديه موهبة الفن التشكيلي وكتابة الشعر اضافة إلى كتابة القصة والرواية ، وله باع طويل في التصميم الذي حصل في مجاله على الماجستير وخرّج من خلاله العديد من الكوادر الفنية في فنون التصميم الحديث ." مؤكداً أن "حياوي لم ينقطع عن الكتابة بل انقطع عن النشر والتدوين لظروف خاصة وسياسية  ."وأشار عبد الحر قائلاً :"أصدر محمد حياوي عام 1983 رواية حملت عنوان " ثغور الماء" ورواية اخرى بعنوان "غرفة مضاءة لفاطمة" ورواية "فاطمة الخضراء" وغيرها من القصص في العديد من المطبوعات الثقافية ."
وأوضح عبد الحر :"بالنسبة لرواية خان الشابندر لي فيها قراءتان ، الأولى قراءة عامة حكاية وسرد وما تحمله من رسائل وشفرات ، والثانية قراءة داخلية كجمل ومفردات ولغة لم تأتِ اعتباطاً من قبل الكاتب ."
بدوره ، قال المحتفى به :"بعد انقطاع طويل كانت لي تجربة بإعطاء محاضرات لبعض الصحفيين والمصممين خلال دورات في العراق وهنا عدت من هولندا للعراق من أجل هذه التجربة التي توجت بوضع ماكيت جديد في جريدة طريق الشعب." أضاف حياوي قائلاً :"خلال  اقامتي كنت مندهشا بوضع بغداد التي بدأت أكتشفها من جديد فلم اجدها كما اعرفها وكنت مصدوماً عندما قمت بزيارة المناطق القديمة فيها ووجدت حجراً وخرائب وأناسا يختلفون عن الذين تركتهم قبل 25 عاما وهذه الرغبة ولدت لدي إعادة هذا العالم ولو خيالاً."
وبيّن حياوي  : " اصطحبني زميلي كفاح الأمين من أجل جولة في الحيدرخانه وهنالك اطلعت على خان الشابندر التراثي القديم بسطوحه المائلة التي لم يغادرها العشق رغم انها خربة ، وهذا الأثيل الواقعي من خلال استرجاع الحدائق والمكان هو من فجر قدرتي التي عانت خمولها طيلة العشرين عاماً الماضية ، وهنا ولدت السطور الأولى من رواية خان الشابندر التي قمت بتطويرها ."
وأشار حياوي :"قررت نشر الرواية  في بيروت لوجود فوضى عارمة في دور النشر لكتب لم تعرض لدراسة نقدية فقررت اختيار أصعب ناشر في معايير النشر في الوطن العربي وهي دار الاداب اللبنانية ، وبعد مدة من إرسال الرواية كتبوا بها تقريرا غاية في الروعة وقمت بتوقيع العقد معهم لتنشر الرواية ."
ومن خلال حديث حياوي عن قصة الرواية  قال : "ان هذه الرواية جاءت خلاصة لتجربتي في المنفى والرحيل والوحدة والجنون والحب والحرب ، بعد أن كانت تجاربي السابقة مجرد روايات ناتجة عن دهشة الطفولة التي لم اتخلص من وطأة ذاكرتها."
وأوضح حياوي :  "في رواية خان الشابندر انعكس الأمر : هذه الروايات هي رواية المرأة ، وتأثير المرأة على وعي الكاتب بعدّها محور الكون فالكثيرون يتساءلون هل تنطوي احداث الرواية على الواقع ، لأقول لهم انها تجربة خيالية لاتنطلي على واقع سوى في شخصية بائعة الهوى هند التي تمتلك ثقافة وفلسفة خاصة ."
أكد حياوي قائلاً :"من خلال هذه الرواية  حاولت البحث في قضية سعينا الى الكمال الزائف والذي سيؤدي إلى أن ننسى التمتع بالحياة وهذا بُعد فلسفي شفيف جدا ، كما حاولت فلسفة مفهوم الشرف في المجتمع العراقي من خلال التطرق لبائعات الهوى  ."
ومن خلال إحدى الأوراق النقدية التي قدمت كانت ورقة الناقد علي الفوازتقول : "ان هناك صدمة تركها المشهد الروائي الجديد للقارئ ، حيث  لا يمكن وضع الرواية العراقية بعد 2003 في سياق تقليدي ، ذلك أن كل الظواهر والأبنية الثقافية والسياسية الاجتماعية والاخلاقية تعرضت لهزة كبيرة حيث تفككت جميع المنظومات الثقافية وبدأنا نؤنس الفوضى ."
وأشار الفواز الى "أن أبرز ما أكد عليه محمد حياوي في روايته هي إعادة قراءة الشخصية العراقية بعد الاحتلال وما عانته من هزات في المكان والشخصية والهوية المجتمعية ، فقام حياوي بإعادة فحص المكان المعطوب من الذاكرة وهنالك مهارة وثيمة فيما قدمه الكاتب حاول من خلالها كتابة ما هو جديد عن الحياة العراقية وحميمية المكان ."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram