عـــدَّ مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا أن الانتقال السياسي هو “أساس كل القضايا” التي ستتم مناقشتها خلال مفاوضات جنيف حول سوريا التي بدأها رسميا يوم امس الاثنين بلقاء مع وفــد الحكومة. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم
عـــدَّ مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا أن الانتقال السياسي هو “أساس كل القضايا” التي ستتم مناقشتها خلال مفاوضات جنيف حول سوريا التي بدأها رسميا يوم امس الاثنين بلقاء مع وفــد الحكومة. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة “هذه هي لحظة الحقيقة”، متسائلا “ما هي النقطة الأساسية؟ الانتقال السياسي هو النقطة الأساسية في كل القضايا” التي ستتم مناقشتها بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين. وقال ان “جدول الأعمال قد وضع استناداً الى القرار الدولي 2254، وفي إطار توجيهات إعلان جنيف بالطبع.ولم يذكر دي ميستورا تفاصيل إضافية عن جدول الاعمال. وتوقع ان تكون المفاوضات المقرر انطلاقها اليوم الاولى واحدة من ثلاث جولات. وتستمر الجولة الحالية حتى 24 اذار/مارس، ثم تبدأ الجولة الثانية بعد توقف لمدة اسبوع او عشرة ايام، على ان تستمر لمدة “اسبوعين على الاقل”.وتُعقد جولة ثالثة من المفاوضات بعد توقف مماثل. وقال الموفد الدولي “حينها نعتقد انه ستكون لدينا خريطة طريق واضحة على الأقل”، مضيفا “انا لا اقول اتفاقاً ولكن خريطة طريق واضحة لان هذا ما تتوقعه سوريا منا جميعا”.
ويتزامن انطلاق جولة المفاوضات في جنيف مع دخول النزاع السوري عامه السادس، وتهدف الى وضع حدٍ لحرب تسببت بمقتل اكثر من 270 الف شخص وبتشريد ونزوح اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وبعد فشل جولة اولى في الإقلاع في بداية شباط/فبراير في جنيف، تضغط القوى الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا لإنجاح هذه الجولة الجديدة.وتعقد المفاوضات وسط تباين كبير في وجهات النظر بين طرفي النزاع، لكن في ظل اتفاق لوقف الأعمال القتالية صامد إجمالا منذ 27 شباط/فبراير.وأقرَّ دي ميستورا “بوجود تباعد كبير بين الأطراف”، لكنه شدد على ان “صانعي السلام الحقيقيين هنا هي القوى الصانعة للسلام التي تريد هذه المحادثات، مجموعة العمل الدولية حول سوريا وأعضاء مجلس الأمن، والأطراف السورية على ما نأمل”.وحذر المبعوث الدولي من ان البديل عن نجاح المفاوضات هو استمرار الحرب. وقال “الخطة( ب) الوحيدة المتاحة هي العودة الى الحرب. وربما الى حرب أسوأ مما لدينا اليوم”.ولكن المحللين يشككون في امكانية تحقيق تقدم سريع، فيما يبقى مصير الرئيس السوري بشار الأســد نقطة الخلاف المحورية بين الطرفين، إذ تتمسك المعارضة بان لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية، في حين يصر النظام على ان الرئيس “خط أحمر”.وجدد دي ميستورا التاكيد في هذا السياق على انه “يعود للشعب السوري ان ينتخب ويقرر، لكن علينا مساعدتهم”، مضيفاً إنهم “هم مَن سيقررون في النهاية كيف سيديرون بلدهم؟” ويقدر اليونيسيف أن 8,4 مليون طفل، أي أكثر من 80% من الأطفال في سورية تأثروا بسبب النزاع، سواء في داخل البلاد أو كلاجئين في الدول المجاورة، ونحو 3.7 مليون طفل سوري، أي 1 من بين 3 أطفال سوريين – ولدوا منذ بدء النزاع في سورية قبل خمس سنوات، لم يعرف هؤلاء الأطفال إلا العنف والخوف والنزوح، وذلك بحسب تقرير صادر عن اليونيسيف. ويشمل هذا الرقم 306,000 طفل ولدوا كلاجئين منذ عام 2011.
ونفى كبير المفاوضين بوفد المعارضة السورية لمفاوضات جنيف محمد علوش قيام المعارضة بتصعيد مطالبها قبل استئناف المحادثات في جنيف، وأكد أن النظام السوري وحلفاءه سيكونون هم المسؤولون إذا فشلت هذه المفاوضات.واستنكر في تصريح، اتهام المعارضة بالتصعيد “لمجرد تأكيدها على أنه لا وجود لـ(الرئيس السوري بشار الأسد) في المرحلة الانتقالية بالرغم من كون ذلك مطلبا شعبيا”.وشدد :”نحن وفد ثورة لا معارضة فقط … المظاهرات خرجت في الكثير من المدن السورية خلال فترة الهدنة للمطالبة بإسقاط النظام وليس التسوية أو الحل السياسي”. ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن موسكو مستعدة للتنسيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية لطرد تنظيم "داعش" من الرقة.ونقلت الوكالة عن لافروف، خلال مقابلة مع تلفزيون "آر.إي.إن" قوله: "نحن مستعدون لتنسيق تحركاتنا مع الأميركيين لأن الرقة في الجزء الشرقي من سورية والتحالف الأميركي في الأساس يعمل هناك".وتابع "ربما ليس سراً إذا قلت إنه في مرحلة ما اقترح الأميركيون تقسيم العمل: أن يركز سلاح الجو الروسي على تحرير تدمر، بينما يركز التحالف الأميركي بدعم روسي على تحرير الرقة".