TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مسرح يستنهض الضمائر

مسرح يستنهض الضمائر

نشر في: 14 مارس, 2016: 09:01 م

حملة تأهيل مسرح الرشيد القريب من مقر شبكة الاعلام العراقي ومجلس محافظة بغداد ، تبناها شباب  مسرحيون  يقودهم  المخرج أحمد حسن  موسى والممثل علاوي حسين ، من دون اي دعم حكومي  في زمن التقشف وتقليص النفقات ،  شباب الحملة أدركوا ان الجهات الرسمية المعنية بالثقافة  عاجزة  عن ترميم المسرح ، حكومة بغداد المحلية انفقت اموالا  طائلة  خلال السنوات الماضية لتغطية نفقات مهرجانات وفعاليات ، لم تضف جديدا الى الحياة الثقافية  ، اقتصرت على حضور مسؤولين ثم الوقوف امام الكاميرات للحديث عن تحقيق فتوحات حضارية في العاصمة .
 مشروع بغداد عاصمة  الثقافة العربية،  رصدت له  ملايين الدولارات ، قيل انها خصصت لانتاج عشرات الافلام السينمائية ،  فيما لم  تلتفت  الجهة المنظمة الى ترميم واعادة بناء دار عرض سينمائية في بغداد ،  الجهد الرسمي في مجال تفعيل الحياة الثقافية  تراجع بشكل ملحوظ  باستثناء فعاليات قليلة خجولة لاتندرج ضمن مشروع ارساء  اسس ستراتيجية  لانتاج ثقافة تنطلق الى مديات أبعد ، لتتحرر من المفهوم السائد  بإخضاعها الى برامج جهات سياسية ورسمية  .
  قبل ان تستسلم الجهات الرسمية المعنية بالثقافة الى اجراءات التقشف ، فشلت في سنوات الوفرة المالية في اعادة تأهيل مسرح الرشيد ،  أحمد حسن  موسى وعلاوي حسين وفريقهما من شباب الحملة ، اخذوا على عاتقهم مهمة إعادة الحياة الى مسرح الرشيد ، حركتهم اليومية تبدأ من الساعة  الثامنة صباحا حتى الرابعة ، لم تلفت انتباه  جيرانهم من المسؤولين سواء في حكومة بغداد المحلية او شبكة الاعلام العراقي ، مسرح الرشيد كان واحدا من معالم العاصمة  ، على بعد عشرات الامتار يقع مشروع اقامة  مبنى الاوبرا ،  كلفت شركة تركية بتنفيذه لكنها قبضت  السلفة الاولى  مقدارها سبعة ملايين دولار ،  واضيف المشروع الى آلاف المشاريع المتلكئة ، توقف العمل ، شكلت لجنة تحقيقية لمحاسبة المتورطين بالفساد ، الاموال تبددت ومسرح الرشيد كان بحاجة الى مبلغ قليل جدا لايتجاوز مليوني  دينار لاعادة تأهيله .
  الحملة مغامرة لاستنهاض الضمائر   لإزالة الخراب المتراكم على الحياة الثقافية في العراق ، الاستسلام للتقشف لايمنع الانفتاح على شركات استثمارية لتأهيل دور العرض السينمائي ، والمسارح في بغداد ،  اثناء اندلاع عمليات السلب والنهب عقب سقوط النظام السابق عرض "الحواسم "  اكسسوارات ، وملابس  تاريخية سرقت من مسرح الرشيد للبيع ، على رصيف كراج علاوي الحلة ، صادف ان مر احد موظفي دائرة السينما والمسرح  أمام البضاعة المعروضة ، لم يكن وقتها يملك المبلغ الكافي لشرائها ، ذرف دموعه فاثار سخرية الحواسم ، لبكائه على قبعة ارتداها الممثل سامي قفطان   في احد العروض المسرحية .
 المنجز الثقافي العراقي استطاع خلال السنوات الماضية تحقيق حضور في الساحتين العربية والعالمية ، بجهد شخصي ،   بذات الجهد  سيعيد فريق أحمد حسن موسى وعلاوي حسين مسرح الرشيد ، ليوجه صفعة لمسؤولين "حواسم " وقعوا عقد انشاء دار الاوبرا ، قبضوا حصتهم ثم تواروا عن الانظار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram