رياض العزاويفي عام 1960/1961 من القرن المنصرم صدر كتاب (دليل الجمهورية العراقية) الذي احتوى على أنشطة وفعاليات العراق في مختلف المجالات, وتضمن بحثاً عن الشعر في العراق كتبه الدكتور عبد الرزاق محيي الدين أثار حفيظة وغضب العلامة الدكتور محمد مهدي البصير الذي انبرى بالرد عليه وحمله مسؤولية التقصير الذي ورد فيه وتغافله المتعمد عن ذكر بعض إعلام وفطاحل الشعر العراقي.
والعلامة البصير علم كبير من اعلام الأدب والفكر والشعر عرفته المنابر شاعراً يثير حماسة الناس على الانكليز المحتلين في ثورة العشرين وعركته الأيام فخرج منها بحكمة العبقري الواعي الذي ما حطم اليراع ولا نبا بكفه القلم، عرفته قاعات التدريس أستاذا لامعا (للأدب العربي) المعياً يطلق الرأي الصريح الجرئ.. لكن هذا العلامة انقطع في أواخر عمره عن الكتابة والإذاعة والنشر بعد أن كانت حركة الثقافة والفكر في البلد بأمس الحاجة إلى إسهامه الخلاق وإبداعه الشعري وكان رد الدكتور البصير على الدكتور محيي الدين لاذعاً وقاسياً لعدم شموله اسماءاً شعرية عراقية مهمة لعبت دوراً يستحق الذكر فقد قال ما نصه: (ليست هذه هي المرة الأولى التي يأتي بها محيي الدين بما لااستطيع تصوره إذا ما أدخلت كبار أسماء شعراء العراق في المناهج ألا بشق النفس حتى حملت رجال المعارف على إن يفكروا في: الازري الأكبر والسيد حيدر الأكبر والحبوبي والعمري والأخرس وغيرهم. فلما دخلت هذه الفكرة حيز التنفيذ انتقلت من دور إلى دور، وقبل سنوات وضع كتاب اسمه إذا لم يخطأ ظني (الأدب العربي الحديث للصف الثالث) كان احد المؤلفين فيه عبد الرزاق محيي الدين فيه تراجم شعراء من جملتهم السيد حيدر الحلي وهو شاعر كبير له شعر يفتخر به العراق اخذ له اسطر منشورة كتبها السيد حيدر مقدمةً يظن انه مدح بها والي بغداد.. والسيد حيدر لم يأخذله في هذا الكتاب إلا المقدمة النثرية لقصيدة المدح تلك، فما معنى ذلك.. أهناك إنصاف، أهناك حق؟ هذه خيانة للعلم.. هذا اعتداء، إذا كان ألكاظمي والازري لا يذكر فمن الذي يذكر أذن..؟ ولكن بعد إن رأيت الاعتداء على السيد حيدر في كتاب الأدب العربي الحديث لم أعجب من اعتداء عبد الرزاق محيي الدين على الشعراء الآخرين..!) وعن رأيه بالشعراء المحدثين وبمن يعجب قال: (البركة في شعرائنا كالشرقي والشبيبي الكبير ومحمد مهدي الجواهري وعبد القادر الناصري واحمد الصافي النجفي وغيرهم هؤلاء في العراق، اما في لبنان فيوجد الشاعر بشارة الخوري فله شعر مجيد ولكن على النمط القديم وعن رأيه بشعر عبد الوهاب البياتي أجاب العلامة الدكتور وهي شهادة تاريخية قال: (كان البياتي تلميذاً عندي في الصف الثالث في دار المعلمين العالية وجاء لي بمسودة ديوان وطلب مني قراءته وبيان رأيي فيه وحينما قرأت الديوان لم أجد فيه شيئاً يسمى شعراً..) فقلت لعبد الوهاب: تريث حتى تتخرج ويقل عملك وتنصرف إلى الشعر بعد ذلك ولكنه لم يتريث ونشر الديوان (ملائكة وشياطين) وقال الدكتور البصير عن الرصافي انه ليس شاعراً مجيداً..!
العلامةالبصير قبل( 50 عاماً ).. ينفي شاعرية البياتي
نشر في: 20 يناير, 2010: 04:54 م