البطل في العادة، يكون مثالياً، يتميز بصفات عدة : الجمال، القوة، الذكاء، ولكن هذه الصفات إختفت حالياً، ومضى عهدها. ولا يمكننا ان نعرف، فيما إن كان "فرويد" قد اخطأ في ذلك او ربما "لوثر"، ولكن الناس المثاليين، لم يعودوا يجذبون الكتّاب فالناس لم

البطل في العادة، يكون مثالياً، يتميز بصفات عدة : الجمال، القوة، الذكاء، ولكن هذه الصفات إختفت حالياً، ومضى عهدها. ولا يمكننا ان نعرف، فيما إن كان "فرويد" قد اخطأ في ذلك او ربما "لوثر"، ولكن الناس المثاليين، لم يعودوا يجذبون الكتّاب فالناس لم تعد ترغب وبشكل عام بالنماذج الطيبة، بل انها في حاجة ان يؤكد الكاتب عليها، ان تكون افضل والكتّاب يؤكدون لهم ان وضعهم جيد (O.K.)، كما نرى انفسنا، ولهذا السبب يحب البعض الشخصيات المكروهة في الروايات، لأنها بتصرفاتها، نفضل ان نكون بشكل أفضل عن الحياة التي نعيشها، ونسامحهم أحيانا.

ويقول الكاتب وهو هينز هيللي، انه يعلم ان الذي تحدث عن روايته الاولى، هو دوره (جون فالكوفيج)، في الفيلم الذي حقق نجاحاً في عام (1988)، عن حادثة تحدثوا عنها في القرن الثامن عشر، والرواية نموذج مثالي للانسجام، وفي الرواية في النهاية، لعدم وجود شخصية مؤثرة. وهذا الأمر هو الذي يدفعنا لكراهية الشخصيات التي تتحدث عنها الروايات، لإنهم إن كانوا لا يشبهوننا، فإننا قادرون على مسامحتهم.
وفي هذه المقالة: عرض لعشر روايات تتضمن شخصيات مكروهة:
1- خطورة المسؤولية: لبيير كوديرلوس ان الفايكونت دي فالموت الذي قام بدوره جون مانكوفيج، في الفيلم الناجح 1988 عنه، هو نموذج مقبول للشخصية التي ليس لها اي تأثير. وفي نهاية محاولته لإغراء إمرأة، من اجل إلحاق العار بها علناً ويموت في مبارزة، وكان يحب إمرأة من دون أمل، ولا أمل له في الحب بعد ان أساء اليها.
2- "الشياطين": تأليف فيودو دوستو فيسلي نيقولا، رجل غني وسيم وتصرفاته رقيقة، وشرير ايضاً. وفضوله وقدرته للتأثير في الآخرين وقادر على التعامل معهم بقسوة. واخيراً يقدم على الانتحار بشنق نفسه، تماماً مثل الفتاة التي ظل يخدعها بحبه لها، قبل ان يوبخها ويهينها ثم يتركها. ويبقى تائهاً، حائراً ممزقاً ما بين اللامبالاة والحركة.
3- المخبر السري لجوزيف كونراد: إنهم يطلقون عليه البروفسور، وهو نموذج الفوضوي، يحمل معه كمية جيدة من المتفجرات تحت ملابسه. كانت لديه كرة من المطاط، يحملها معه. انه بعيد عن الشرطة. وعلى أية حال فانه يعاني من مشكلتين: الاولى أن الزمن المطلوب للانفجار  لديه ما بين الايقاد والانفجار، انه أمر تحسنه. والثاني هو انه خائف، من الزحام من حوله، الذي يهددهم بالهجوم عليهم.
4- سيلاند شافت ميت وبوكاهونتاس تأليف آرنو شمدت.
انها قصة صديقين يلتقيان بامرأتين في فندق قرب بحيرة بعد حرب المانيا، وكاد يرى شميدت في السجن. لقد سُجن لأنه يكتب عن موضوعات لا اخلاقية. ولكن هذا الاسلوب يعتبر تقدماً في اعوام الخمسينيات. وكان مستغرباً لانه افلت من المقصلة ومن الحرب العالمية الثانية. ويقول من يسرد القصة انه لا يتحمل وكل شيء فاقد المشاعر، وكل شيء بارد فاقد الاحساس وغير محترم.
5- مدّخرات العائلة: غوسيب ليفي، بروفسور في علم التشريح في مدينة تورين، وهو يحب نقد الناس من حوله. وهو الذي يحكي تأريخ وسيرة العائلة ، وصعود الفاشية والنازية. ويعتبر كل مَن لا يشاركه اهتماماته مغفلاً وغبياً. وهو يميل الى تأكيد ذاته، لأنه دليلٌ على وجودنا.
6- نهاية الدائرة – تأليف دون ديليللو: انها رواية ديليللو الثانية عن فرقة لعبة كرة القدم في مكان ما في تكساس، وهي على وشك حل فريقهم بسبب المشاكل واللغة بحيث انهم بدأوا لا يفهمون لغة رئيس الفريق، الذي أصدر الأوامر مثل الآلهة، ولا يمكن مناقشته وفي نهاية الرواية نتبين ان المدرب ورئيس الفريق الكروي، يصبح مهتماً باللاعبين، ولديه خطّة للفريق.
7- مهما يحصل – تأليف ميشيل هاوليبيك: انها الرواية الاولى للكاتب، وليس لديه اي احترام للمرأة، ولكنه يهتم بأجسادهن، وهن بالنسبة له مجرد بضاعة يمكن تبادلها بالمال: وكراهيته في الحقيقة مجرد خيبة أمل لأنه يرفض باستمرار.
8- النوم – تأليف ووجيسج: طالب طب شاب يُدعى آدم، يقع في حب سويتي، في الطرف الآخر، فتاة شابة من المنطقة الخطرة من المدينة.
9- المناقصة: تاليف ماثياس ناورت: انها قصة والد وطفليه في غابة سوداء، يتجمع فيها المخلفات غير الصالحة من المعادن، ولغة الرواية بسيطة ولكن باسلوب بسيط، ان رواية القصة فتاة عمرها 12 سنة، وهي سعيدة تماماً، لانها تصدِّق حكايا والدها، وعندما يفقد شقيقها يداً، في لعبه مع آلة قديمة ومن الصعب لوم والدها، لانه ايضاً يؤمن باكاذيب الرأسمالية.
10- "النار الكبيرة" : تأليف جيورجي دراغومان: المرأة المسّنة تأتي الى المدرسة فيها داخلية، من أجل فتاة تويَّ والديها في حادث سيارة. انها جدّة الفتاة (من طرف والدتها) ولم يدُر حديث عن والدة الفتاة، وتتساءل الجدة، لماذا لم يسمح لها برؤية الفتاة، ويتم كشف الموضوع ببطء شديد، ويجد القارئ نوعاً من التوتر لدى الجدّة، على اي حال، هناك حزن، ولكن الفتاة تتجاوز الامر وتبدأ بالاهتمام بجدتها.
ومعاملة الجّدة للفتاة ينعكس في المدينة: ارض لها ماضٍ شيطاني، وعليها ان تغيّر المكان الذي له تاريخ شرير، ولكنه تدريجيأ تتخلى عن ذلك مع الايام. ويعود كل شيء الى حالة الكراهية.
 عن: الاوبزرفر