اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تباع من دون رقابة ومتابعة..شامبوات تُسقط الشعر ... ومساحيق تشوِّه البشرة !

تباع من دون رقابة ومتابعة..شامبوات تُسقط الشعر ... ومساحيق تشوِّه البشرة !

نشر في: 16 مارس, 2016: 12:01 ص

عشرات من أنواع العطور والشامبوات المعروضة في الشوارع العامة وبأسعار مخفضة كانت كفيلة بإغراء الموظفة فاتن محمد، شراء علبٍ عدة منها ولم تتوقف حتى امتلاء الكيس الى آخره، كل ذلك كان بمبلغ عشرة آلاف دينار. الثمن كان قليلاً قياساً بما اشترته من شامبوات وعط

عشرات من أنواع العطور والشامبوات المعروضة في الشوارع العامة وبأسعار مخفضة كانت كفيلة بإغراء الموظفة فاتن محمد، شراء علبٍ عدة منها ولم تتوقف حتى امتلاء الكيس الى آخره، كل ذلك كان بمبلغ عشرة آلاف دينار. الثمن كان قليلاً قياساً بما اشترته من شامبوات وعطور، أغلبها يحمل ماركات تجارية معروفة الأمر الذي جعلها تسأل البائع الذي لا يستطيع التكلم بطريقة (دفعة واحدة) مع مشترٍ واحدٍ، لأن الرجال والنساء يتهافتون على بسطيته الواقعة في منطقة الشورجة، هل هذه أصلية؟ أجابها (أختي كل أصلي ماكو، تقليد).

يبدو أن مَن يبيع  هذه المواد المقلدة التي تحمل ماركات معروفة ليسوا سببا فقط في زيادة المعروض منها فلولا الطلب الكبير عليها لما حدث ذلك خصوصا مع انتشار ظاهرة غسل الاموال من قبل الكثير من الاشخاص الذين يضخون الأسواق بمختلف البضائع من شتى المناشئ.

تحليلات وليبلات
الدكتورة مها مجيد اختصاص توعية صحية قالت لـ(المدى): إن ظاهرة استخدام المواد المقلدة غير صحيح وعلى كل انسان واعٍ ولو كان على قدر قليل من الثقافة تجنب شراء هذه المواد، مضيفة: ان رخص أسعارها تجعله يدفع الكثير من اجل العلاج بسبب تأثيراتها الجانبية، مبينة: ان هناك حالات كثيرة كانت سببا للاصابة بالامراض الجلدية وحتى سقوط الشعر اضافة الى تعرض الجسم الى الاصابة بالطفح الجلدي وغير ذلك من الأمراض.
واسترسلت اختصاص التوعية: الموضوع هنا يتعلق بالشخص ورغبته في اقتناء انواع من العطور والشامبوات. مشددة: ان الكثير من النساء يجهلن المواد المستخدمة في صناعة هذه الكماليات. موضحة: لو تمكنت الفرق الصحية المختصة من تحليها لأظهرت نتائج خطيرة لسوء المواد المستخدمة في تركيباتها.
وأكدت مجيد: ان الكثير من الناس لا يقومون بتدقيق (الليبلات) وتاريخ الانتاج ونهايته، المهم عندهم رخصة البضاعة التي اصبحت في متناول يديه. منوِّهة: ما قيمة الألف دينار لعلبة عطر بخاخ ذي راحة طيبة وقلم شفاه لونه براق ورائحته طيبة ومواد عبارة عن شحوم وجلود وغير ذلك من المواد غير الصحية؟!

 الحيرة وعدم التوعية  
الأكاديمية بشرى الجبوري أشارت بحديثها لـ(المدى): الى ضرورة ان يتم اختيار مواد التجميل بشكل علمي وصحي دون أن يترك أثراً على البشرة. مشددة: على الحذر من شراء انواع رخيصة من مواد التجميل وعلب الشامبوات التي تقلد من قبل اصحاب المعامل والمطابع الأهلية والتي لا تفرق عن المنتوج الأصلي إلا الشيء القليل، مضيفة: لا يمكن بكل الأحوال تمييز الأصلي من المقلد.
واستطردت الجبوري: على حدِ علمي هناك اشخاص يستوردون لمواد تجميل صينية المنشأ يضعون عليها ليبل ماركة عالمية معروفة تعرض بسعر مناسب نجد ان عليها طلبا كبيرا في الأسواق. مضيفة: هنا تكمن الكارثة إذ يتم شراؤها  على اساس انها ماركة لكن بعد حين تظهر المفاجأة بتلف البشرة وتبدأ المعاناة ومراجعة الطبيب والعلاج المُكلف الذي يأخذ وقتاً طويلاً.
وشددت الاكاديمية الجبوري على أهمية العزوف عن شراء هذه الأنواع، مبينة: ان التوعية ضرورية ايضا وقد تكون كفيلة بإضعاف انتشارها في الاسواق، لافتة: الى اهمية ان يأخذ الإعلام دوره بهذا الأمر ويقوم بكشف مثل هكذا قضايا تؤثر بالصحة العامة.

إصابة العيون بالتحسس
اما كوثر رحيم ربة بيت فقد بيّنت لـ(المدى): ذهبت مع مجموعة من الصديقات  الى سوق الشورجة لشراء ملابس للأطفال، مضيفة: نقوم بشراء (درزن) بسعر الجملة ثم نقسم المبلغ بيننا. موضحة: عندما رأينا العطور ذات العلب المعدنية تحديدا وانواع الشامبوات وانواع معاجين الاسنان اشترينا منها الكثير بسبب جمال شكلها ورخص سعرها، حيث أوهمنا البائع ان هنالك تخفيضات.
واستدركت رحيم: لكن بعد استعمالها تعرض ابني الى الإصابة بحساسية في عينه، الامر الذي كلفني قرابة (50) الف دينار لعلاجه. والسبب شامبو مقلد بالف دينار. موضحة: انها تعلمت درساً بليغاً ليس كل رخيص يصلح استخدامه خاصة تأثيره على الصحة العامة. منوِّهة: ان زوجها قام بتكسير ورمي كل البضاعة وعدم السماح بشراء أية حاجة من المعروض في الاسواق التجارية، ان لم يكن محلاً معروفاً.   

 الطبقات الفقيرة
اما ابو حسام الذي كان يُقلب بين عبوات معجون الاسنان والحلاقة والعطور الرجالية كانت الحيرة ترسم ملامح وجهه بين الشراء أو تركها حيث الانواع تحمل ماركات عالمية وسعرها في الاسواق يتجاوز خمسة آلاف دينار وصاحب البسطية  يعلن كل اربع علب من معجون الاسنان والحلاقة بخمسة آلاف دينار وما ان ترك البسطية حتى سألناه: لماذا لم تقم بالشراء أجاب: التردد وعدم الاطمئنان كان كافيا حيث انمسحت الكتابة من على الكارتونة المغلف بها المعجون عندما حاولت قراءة تاريخ الانتاج والاستهلاك لذلك تركته من دون ان اطرح السؤال على مَن يقوم ببيعها، مبدياً أسفه: لوكانت هناك رقابة لما حصل ذلك وانتشر بيعها في الأسواق؟! لافتا: ان اغلب الناس يرغبون بشراء الرخيص من دون مبالاة بالنوع وصلاحيته للاستخدام من عدمه، مشيرا: الى ان اغلب مَن يقتني تلك الحاجيات هم من الطبقات الفقيرة.

المطابع تتحمّل الإثــم
بينما علق الإعلامي ماجد الربيعي لـ(المدى): لم يكن الغش والتدليس والتحايل وليد اليوم او وليد هذا العصر انما هو أمر أزلي منذ خلق الخليقة وهو من الامور التي تصبح معتادة عندما يضيع الحق ويصبح الباطل هو المستساغ لدى ضعاف النفوس وللغش وجوه كثيرة ومختلفة منها نزع تأريخ سلعة ما وإبداله بآخر احدث. مشيرا: الى استخدام مواد مجهولة المصدر في تصنيع مادة ما ومنه انتاج سلع غير مطابقة للمواصفات الفنية والصناعية المطلوبة في تصنيع سلع ومواد مقبولة وصالحة للاستعمال البشري وكل ذلك يتم في مصانع غالبا ما تكون بيتية وغير خاضعة للرقابة الصحية او الصناعية.
وذكر الربيعي: وما العطور والشمباوات ببعيدة عن هذا الغش، بل تعدى ذلك كل الحدود ذلك انهم يجمعون قناني وعبوات لهاتين المادتين ولماركات عالمية او عربية معتادة ومعروفة. موضحا: انها أُفرغت
ورُميت في القمامة فيجمعها هؤلاء الغشاشون او يجدونها جاهزة في بعض المناطق الخاصة ويقومون بملئها بمادة مصنَّعة بمواصفات رديئة. مردفاً: حتى اني وقفت مرة على احدى عمليات الغش في مكتب احدى المطابع حيث أتى الغشاش بماركات عالمية لعطور وشامبوات وقلـَّد تصاميمها نصاً وطبعت ليبلات تم وضعها على تلك القناني والعبوات.

شامبو يُسبب الصلع
وأوضح الاعلامي: لو زرنا مناطق محدودة في بغداد كساحة الطيران وساحة الخلاني وصولا الى نفق التحرير لوجدنا هذه المواد المنتهية صلاحيتها والمغشوشة منتشرة امام مرأى الجهات المعنية. مشيرا: ان المواطن الفقير يقع ضحيتها لبحثه الدائم  عن الارخص ثمنا بالتالي يقع فريسة لأمراض كثيرة منها السرطان.
وشدد الربيعي: ان هذه العملية الاجرامية ما كانت تتم لو كانت هناك رقابة صارمة وعقوبات رادعة على مصادر تلك العمليات المغشوشة. مبينا: انما هي رقابة هزيلة تتقبل الرشى والمحسوبية حالها حال باقي دوائر الحكومة وللاسف الضحية الاول والاخير هو المواطن الفقير.مردفا: بالمناسبة في يوم من الايام شاهدت احدى مَن أعرفهن قد تساقط شعرها واصلعت وكان ذلك بسبب استعمال شامبوات بماركات عالمية وعطور رخيصة الثمن لجهلها عند السؤال عن مصدر هذه المواد وسبب رخص ثمنها.

 معرفة المواد المصنَّعة
فيما قالت د.نور القيسي باحثة اكاديمية لـ(المدى ) ان مواد التجميل والعطور ليست بالضرورة أن تكون باهظة الثمن او ماركة من منشأ معين حتى تكون قابلة الاستخدام وتلائم الاستخدام البشري ولا تؤثر سلبا. مضيفة: هنالك الكثير من المواد مجرد وضع ماركة تجارية عليها يمكن ان تباع باسعار مرتفعة. مشيرة: إلى موقع المحل او الكوزمتك اذ كان في منطقة تجارية او شعبية.
وتابعت القيسي: اردد دوما الماركة خدعة اخترعها الاذكياء للضحك على ذقون الناس. مؤكدة: على المرء الانتباه الى تاريخ الصنع والمواد المصنعة للشامبو او العطر او أية مادة تجميل اخرى آمنة وغير مضرة. لافتة: ان هذا الامر اصبح بالإمكان من خلال استخدام الانترنت بمجرد الضغط على محرك البحث لمعرفة فرضيا النسبة المثلى للحموضة في الصابون، بذلك تكون عرفت ماهية الاستعمال ولم تكن عرضة للخداع من قبل اصحاب الماركات او المحال التجارية.

 استشارة ومستحضرات غير آمنة
اما الدكتور بهجت عبد الرضا السعيدي اختصاصي طب المجتمع فقد اوضح لـ(المدى) ان مخاطر وتأثيرات المستحضرات الكيمياوية في مساحيق التجميل والكريمات والشامبوات وصبغ الشعر وترطيب البشرة، لا تخلو من تاثيرات عدة غير مرغوب بها. مبينا: انها قد تحدث على المدى القريب مثل حساسية الجلد او البقع الجلدية او تساقط الشعر او تلونه فضلا عن احتمال حصول تاثيرات على المدى البعيد مثل السرطانات وغيرها من الامراض الجلدية الحادة او المزمنة. واسترسل السعيدي: لذلك من الواجب على كل شخص قبل شراء واستخدام هذه المواد ان يراجع طبيبا متخصصا لاستشارته حول المستحضرات الآمنة للاستخدام او على الأقل اذا لم يراجع الطبيب عليه التأكد من تاريخ صلاحية المادة او بلد المنشأ وتركيبتها الكيمياوية. منوِّها: كما يجب ألا يعتمد الشخص بشكل تام على ما تروجه القنوات الفضائية المختلفة عبر الإعلانات حول فائدة وفعالية وسلامة استخدام المواد التي يروِّجون لها بشكل تجاري. موضحا: ان هذه الإعلانات مدفوعة الثمن والهدف منها أساسا الربح التجاري وليس صحة الشخص بالتالي يبقى الخيار الأفضل والصحيح هو مراجعة الطبيب المتخصص للاستشارة المسبقة قبل تجربة هذه المستحضرات.
 حاولنا الاتصال بمدير الرقابة الصحية الدكتور علي التميمي مرات عدة ولم نستطع الحصول على تصريح منه إذ تكرر الاتصال اكثر من مرة لكن من دون رد منه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram