واحدة من أبرز مشكلات العهد الرياضي الجديد الذي أبتلينا بمتناقضاته الفجّة وبيع المبادىء المتلوّنة على أرصفة الرغبات، وتهرّؤ العلاقات الإنسانية التي ينخُرها داء الصراع على المناصب والتصيّد لأخطاء المنافس بكل وقاحة وعدم التورّع من إيكال التهم إليه بشتى الصنوف، لإظهاره أمام الناس أنه غير جدير بالمسؤولية وأن مطالبته بالحقوق تخفي مآرب غير نزيهة!
ما هكذا عهدنا مؤسستكم يا رئيس اللجنة الأولمبية ، فشتان بين واقعين، من نيسان 2009 وما شهده من وعود وأفق واسع من التمنيات حتى ما قبل أن تكمل عامكم السابع في نيسان المقبل، انطلاقات قوية لرأب الصدع، ونهايات مؤسفة لمكبّ الخلافات في ترع الانتخابات المقبلة.
سبع سنوات متقلبة في معدلات النجاح والاخفاق، ومتأرجحة في بلوغ الأحلام الى أعلى طموحات الرياضي في الدورات الأولمبية ، وسرعان ما تهبط الى أدنى درجات الانكسار، ما أقسى لحظات مرارته، يُلوّح بالعلم في طوابير عروض الافتتاح الكبرى ويعود يلعق دموعه تكاد تَعمي بصره لعدم رؤيته مرفرفاً فوق ساريات مراسم التتويج، مُسمِعاً نشيد الوطن لكل الأوطان.
مليارات الدنانير التي انفقتها الأولمبية في معسكرات ومشاركات رسمية وودية لم تستطع أن تهزّ مقرّات اتحادات عريقة بأقدام بطل واحد ينتزع حق مشاركته من دون ان يُشفق عليه ببطاقة مجانية أو يدخل ضمن توزيع سد النقص للعدد الاضافي للعبته لعموم القارات الست ولاحداث التوازن بين المتنافسين، هل سأل المكتب التنفيذي لماذا نعجز عن امتلاك بطاقاتنا الأولمبية بالتأهل المباشر برغم الميزانية المتخمة في السنين الماضية؟!
ما تحقق في الطريق الى ريو حتى الآن، بطاقتان، الأولى نالها منتخبنا الأولمبي لكرة القدم والثانية محمد ستار في الجودو، الأول انتزعها في تصفيات كأس آسيا بالدوحة، والثاني اشار الاتحاد الدولي للجودو في بياناته بموقعه الرسمي أنه "متأهّل" ولديه فرصة كبيرة لزيادة نقاطه في ثلاث بطولات مقبلة، فَلِمَ كل هذا الحُنق والطعن والتكذيب لمجرد الإلتفاف حول انجاز بطل شاب يُعد أول عراقي يحظى بثقة مسؤولي اللعبة في العالم؟!
لم يكن الإعلام الرياضي طرفاً في مجابهات خفية أو معلنة، أو منحاز لشخص على حساب آخر في قضايا لم تجد الأولمبية سبيلاً للخروج منها سوى بإتهام الإعلام أنه شريك في الأزمة ويَعمد الى نشر أوهام من بناة افكار شخصيات تنتمي للبيت الأولمبي!! أي منطق هذا وأي سياسة تتبعون إن كنتم فقدتم الثقة بمن حولكم الى درجة إعداد البيان "الفضيحة" وتعدون بالمزيد من الوثائق والمعلومات اشبه بمن ينشر غسيله على حبال الملأ تفاخراً به لا خجلاً منه!
إن الاعلام المحترف يعي دوره الحقيقي، أين يقف ومتى يتحرّك وكيف يدافع عن الحقوق ولا يلتزم الصمت إذا ما إنبرى الطرف المعني لإيضاح موقفه، لكن يبدو ان الشراكة مع الاعلام التي يتباهى بها رئيس اللجنة الأولمبية في جميع ملتقياته برجال الصحافة والتلفزة غَدَتْ مفردة فضفاضة لا قيمة لها عندما توّهم أحد مسؤولي الأولمبية إنه تمكّن من تصريف شؤون الإعلاميين الرياضيين في مناسبة مَضت وراح يتقمّص دور مدير المدرسة مُلقناً إياهم الدرس والتوجيه والفرز بين المحترف والمبتدىء، والاستهزاء بالسمين وتقزيم الكبير !! واأسفاه ...على صمت من تخاذل مهنياً.
يقيناً مثل هكذا خروج فاضح عن تقاليد الاحترام للعلاقة الوطيدة بين الأولمبية والإعلام لن تقود الرياضة سوى الى المهاترات والتنكيل واللبس المصطنع للتعتيم على الأدوار التراتبية المهيئة الآن لتسقيط الشخصيات المؤهلة لقيادة العمل الأولمبي وتقليم اظافرهم والاستقتال لتكريس حُماة المواقع ومزاياها.
مهاترات في طريق ريو!
[post-views]
نشر في: 15 مارس, 2016: 04:17 م