قرار سحب روسيا لقواتها من سوريا مفاجئنشرت الديلي تلغراف موضوعا بعنوان "روسيا تقرر سحب قواتها من سوريا". وتقول الجريدة إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ وغير المتوقع بسحب القوات الروسية من سوريا خاصة في هذه المرحلة يمثل لحظة مفصلية في

 قرار سحب روسيا لقواتها من سوريا مفاجئ

نشرت الديلي تلغراف موضوعا بعنوان "روسيا تقرر سحب قواتها من سوريا". وتقول الجريدة إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ وغير المتوقع بسحب القوات الروسية من سوريا خاصة في هذه المرحلة يمثل لحظة مفصلية في الحرب الأهلية التى تشهدها البلاد منذ 5 سنوات. وتضيف أن القرار شكل مفاجأة للولايات المتحدة والغرب خاصة أنه جاء في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين ممثلي نظام الأسد ووفد المعارضة المعترف بها من الغرب في جنيف. وتؤكد أن القرار في حال تنفيذه سيكون علامة واضحة ومؤكدة على رغبة روسيا في وضع حد للصراع في سوريا والذي تسبب في قتل أكثر من 300 ألف شخص وشرد الملايين. لكن الجريدة تشير أيضا إلى تحذيرات عدد من المحللين السياسيين الذين قالوا إن قرار روسيا لن يشكل أي تغيير على الساحة السورية إذا لم توقف موسكو غاراتها الجوية على فصائل المعارضة. وتقول الجريدة إن الحكومة الروسية تؤكد أنها حققت أهدافها "بمحاربة الإرهاب" في سوريا رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية لازال يسيطر على ثلث مساحة البلاد بالإضافة إلى مساحات كبيرة من الأراضي المتصلة في العراق. وتوضح الجريدة أن الرئيسين الروسي والأمريكي تواصلا هاتفيا مساء الاثنين لمناقشة القرار الروسي كما تحدثا عن الخطوة التالية التى يجب اتخاذها لحل الأزمة في سوريا مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصر خلال المكالمة على ضرورة وجود فترة "انتقال سياسي". وتنقل الجريدة عن وزير الخارجية الالماني فرانك ولتر شتاينماير تأكيده ان القرار الروسي يشكل ضغطا قويا على نظام الأسد لخوض المفاوضات في جنيف بشكل اكثر جدية.

 كيف غيرت الأزمة السورية العالم؟

 قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الصراع في سوريا أثر على العالم بأشكال مختلفة تراوحت بين ظهور «تنظيم الدولة» وعودة صعود روسيا على الساحة الدولة، وانتهاء بزعزعة استقرار أوروبا والدول المجاورة لسوريا وعودة إيران إلى صدارة المشهد الإقليمي . وأضافت الصحيفة ان "تنظيم الدولة" استغل الفراغ في سوريا ليتحول من مجرد أحد الأفرع المجهولة لتنظيم القاعدة إلى التنظيم الإرهابي الرئيسي في العالم، وأشارت إلى أن "داعش" أثار المخاوف العميقة في المنطقة وحول العالم من خلال عمليات الذبح وقتل المعارضين وتدمير المواقع الأثرية، كما شن هجمات إرهابية من فرنسا إلى اليمن، وأنشأ موطئ قدم في شمال ليبيا. في المقابل اعتبرت نيويورك تايمز أن أوروبا كانت أحد الأطراف الأكثر تضررا من الأزمة السورية بسبب تدفق أكثر من مليون لاجئ معظمهم من سوريا فضلا عن مصرع العشرات غرقا في محاولات الوصول إلى أوروبا الأمر الذي يمثل تحديا أخلاقيا للقارة العجوز. وتسببت أزمة اللاجئين في اهتزاز اتفاق الحدود المفتوحة في أوروبا وعودة الحواجز بين الدول الواقعة على طريق البلقان من اليونان إلى ألمانيا بعد السماح لعشرات الآلاف بالعبور في بادئ الأمر. لكن أوروبا لم تكن الأكثر تأثرا بالمهاجرين، فدول المنطقة المجاورة لسوريا استقبلت قرابة 4.4 مليون لاجئ سوري يعيشون حاليا في لبنان والأردن وتركيا، بل إنهم في لبنان صاروا يشكلون خُمس عدد السكان إجمالا في الدولة. ولم يكن التأثير قاصرا على اللاجئين؛ لأن العناصر المسلحة استطاعت العبور وتسببت في زعزعة استقرار البلدان المجاورة من لبنان أو تركيا. وختمت الصحيفة بالقول : إن الأزمة السورية أعادت رسم محاور القوة في المنطقة لتعود إيران لتلعب دورا هاما سواء في الصراع بشكل مباشر من خلال وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني وتقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، أو من خلال التأثير القوى الذي تلعبه إيران في الدول ذات الأغلبية أو الحكومات الشيعية.

نهاية الهيمنة الأميركية على الشرق الأوسط

 قالت مجلة "أتلانتك" الأميركية إن قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعادة توازن لأولويات السياسة الخارجية الأميركي أو ما يعرف باسم "عقيدة أوباما" وتجنب التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، أفقد أميركا دورها باعتبارها القوة المهيمنة المسؤولة عن حفظ الأمن في المنطقة، وهو الدور الذي لعبته أميركا منذ أكثر من 5 عقود. وأضافت المجلة، في تقرير إن تفكك نظام الشرق الأوسط الذي تهيمن عليه أميركا بدأ مع سقوط أحد ركائزه في شباط 2011 وهو الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. ورغم أن "عقيدة أوباما" في تلك المرحلة كانت في مرحلة التكوين، فإن حقيقة أن أوباما أيد الإطاحة بمبارك جعل حلفاء أميركا الإقليمين يستشعرون أن هناك شيئا عميقا يسير على قدم وساق. وتابعت المجلة ان  قرار أوباما في نهاية ذلك العام بإنهاء وجود القوات الأميركية في العراق يتفق مع التزامه بإنهاء التورط الأميركي في حروب الشرق الأوسط، ولكن النتيجة كانت  عودة جماعات على غرار تنظيم القاعدة سرعان ما تحولت إلى "تنظيم اقسى تطرفا ". وقالت: يخطئ من يعتقد أن جهود أوباما لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية دليل على استعداده للعب دور الحامي للنظام في المنطقة؛ لقد فعل ذلك ليس لمنع الفوضى عن الشرق الأوسط؛ بل لأن امتلاك إيران لسلاح نووي يقوض بشكل حاسم معاهدة انتشار الأسلحة النووية، وهي دعامة هامة من برنامجه العالمي. وأوضحت أن تفضيل أوباما للهدف العالمي على الإقليمي أتاح الفرصة لبوتن؛ حيث أقنع الرئيس الروسي الأسد بتسليم معظم الأسلحة الكيميائية له، وبذلك أنقذ أوباما من مأزق في حين أنقذ الأسد من عواقب القوة الأميركية. وختمت الصحيفة بالقول: أدرك الرئيس الروسي أن "عقيدة أوباما" تقدم فرصة لمواصلة الطموحات الجيوسياسية الخاصة به في منطقة الشرق الأوسط من خلال التعاون مع أجندة أوباما العالمية، وبالنسبة لكثير من النقاد في واشنطن والشرق الأوسط، تمثل "عقيدة أوباما" سيلا من الأخطاء الستراتيجية؛ فقد لاحظ هؤلاء أن روسيا وإيران هرعَا لملء الفراغ الناجم عن ابتعاد أميركا عن القيادة في المنطقة.