اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل صحيح يا رئيس المجلس؟

هل صحيح يا رئيس المجلس؟

نشر في: 15 مارس, 2016: 05:58 م

كتبتُ منذ يومين عن الهيئات "المستقلة" غير المستقلة في الواقع، فالأحزاب الحاكمة حوّلتها إلى مطايا لها تنفّذ ما تريده، وما تريده هو تعزيز سلطتها ونفوذها واستحواذها على المال، فيما الدستور والقوانين الخاصة بهذه الهيئات حدّدت لها مهمات وطنية كبيرة، ليست قريبة بأي حال من أطماع هذه الأحزاب وأنانيتها.
في ما كتبته أشرتُ على نحو خاص إلى شبكة الإعلام العراقي بوصفها مثالاً صارخاً على عدم استقلالية هذه الهيئات. وامتدت إشارتي إلى الإعلان الصادر عن الشبكة لاستبدال أربعة من أعضاء مجلس أمنائها. المجلس يتألف من تسعة أعضاء، وبموجب القانون الجديد للشبكة فان ثلاثة في الأقل من أعضاء مجلس الأمناء يتحتم أن يكونوا من النساء. الآن لا توجد في مجلس أمناء الشبكة امرأة، وعليه فان الأربعة الجدد لابدّ أن يكون ثلاثة منهم نساء لتحقيق نسبة الثلث النسوية في قوام المجلس.
هذا أمر جيد جداً بطبيعة الحال، فأقل ما تستحقه الإعلاميات أن يكون لهنّ تمثيل في مجلس الأمناء بنسبة الثلث في الأقل، ولكن تتردد في الأوساط الإعلامية معلومات تفيد بان واحداً في الأقل من المقاعد النسوية هذه قد حُجز سلفاً !... لمن؟ .. هذه المعلومات تزعم أنه محجوز لرئيس مجلس النواب بالذات، الذي يريد أن يعيّن فيه سيدة تعمل معه في المجلس.
إذا صحّت هذه المعلومات، وعادة لا دخان من دون نار، فان هذا سيكون خرقاً خطيراً لأحكام الدستور، المؤتمن عليه رئيس المجلس، ولأحكام قانون شبكة الإعلام الذي أدار رئيس المجلس عملية تشريعه وساهم فيها. رئيس مجلس النواب بالذات هو أول وأكثر من يتعيّن عليه النأي بنفسه عن أي إجراء أو ممارسة تطعن في هيبة منصبه وهيبة المجلس الذي يمثل الشعب بكافة قومياته وأديانه ومذاهبه وعقائده السياسية.
ليكن واضحاً أن الأمر، بالنسبة لي وللوسط الإعلامي، لا يتعلق بالسيدة التي يُقال أن المقعد قد حُجِز لها، وإنما برئيس المجلس نفسه. ليس مقبولاً أبداً أن يستخدم رئيس البرلمان سلطته ونفوذه لتعيين من يشاء في هيئة يُفترض أنها مستقلة وتجري التعيينات فيها على أسس مهنية.
إذا حصل ما يشاع في الوسط الإعلامي في هذا الشأن، سيكون ذلك فضيحة حقيقية، لن نسكت عنها أبداً ولن يسكت عنها كل من يدعو إلى الإصلاح والتغيير، لأن السكوت سيعني خيانة، وسيعني التشجيع على الاستمرار في التجاوز على أحكام الدستور وعلى القوانين المرعية، فما دامت السلطة الأعلى في الدولة ترتكب مثل هذا التجاوز، فكيف سيمكننا الطلب من السلطات الأخرى والمفاصل الأدنى في الدولة أن تكفّ عن تجاوزاتها وفسادها؟ وكيف سنغيّر وسنصلح؟
نعم لن نسكت إذا حصل ما يشاع الآن. بل لا نسكت أيضاً إذا ما جرت التعيينات في شبكة الإعلام على وفق نظام المحاصصة البغيض مصدر الشرور كلها، فنحن في زمن إصلاح وتغيير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    العراق فى انتقال------هدا كان عنوان برنامج يداع فى الاداعه العراقيه فى العهد السعيدى---حقا انتقلنا من بلد غير مستقل الى وطن مستقل بقيادة زعيم مستقل ونظيف ونبيل وشجاع ورحيم فوق اللازم---هو كان يحب شعبه وخاصة فقراء شعبه واعطى الحريه للكل وحتى حرية الاغتيال

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram