بغداد / خليل جليل مثلما عكسته مواجهات المرحلة الخامسة من دوري الكرة من معطيات واستخلاصات فنية ونتائج كانت الى حد بعيد لا تنسجم مع التوقعات التي رافقت الجولة الخامسة من مسابقة الدوري وكأن هذه الجولة اطلقت ما يعرف بالمواجهات الغامضة بعد الآن التي يصعب التكهن بنتائجها برغم منطق القوة والثبات والاستقرار الذي تتمتع به بعض الفرق.
 فمثل هذه الفرق المتربعة على عرش القدرات المالية الفنية وتقودها أسماء تدريبية سمعنا منها الكثير من تصريحات الويل والثبور وهم يتوعدون خصومهم بل ذهبوا ابعد من ذلك عندما اعتبروا هؤلاء الخصوم حواجز سهلة لا تتطلب جهدا كبيرا طالما يعتقدون أنها في متناول أيديهم. لكن ما اسفرت عنه نتائج بعض المباريات في الجولة الخامسة من بطولة الدوري العراقي لكرة القدم نعتقد أنه أخذت تدق جرس الانذار والخطر بوجه الكبار الذين بدوا فعلا يواجهون خطر النتائج المجهولة ومسلسل اللقاءات المبهمة والغامضة التي لا يمكن ان تسبقها التوقعات بعد الآن مثلما حصل لبغداد صاحب العقود الرنانة والمدرب الذي عرف عنه كيف يدير خطاب التبرير والحجج اكثر ما يدير مبارياته التي يسبقها كل مرة بتصريحات ووعود بالفوز هنا وهناك قبل ان يصطدم بحاجز نعتقد كان مفاجئاً له أمام صلاح الدين ، بل يستفيد من دروسه وعبره في المستقبل ويرغمه على احترام كل الفرق، بل ويجنح الى المنطقية والواقعية وان لا يستغفل جهود الفرق ولاعبيها وهو ان يعترف بمقدرة هذه الفرق وامكانية ظهورها بشكل مفاجئ بيد انه يذهب إلى حجج الإرهاق والجهد والتعب وكأنه لم يعرف مسبقا بجدول مباريات البطولة التي اعترض في وقت سابق على عدد فرقها واليوم يستاء من طريقة اقامتها وطبيعة ارضية الملاعب التي يزورها. لقد قدم صلاح الدين واحدا من الدروس الكروية سواء لفريق بغداد ومدربه الذي استكثر ان يشير الى الجهد الذي بذله لاعبو صلاح الدين خلال المباراة وراح يركز على تعب السفر وارهاق التنقل وكأنه الوحيد الذي ينتقل من ملعب الى آخر. وما قدمه المصافي امام دهوك لا ينفصل عما جرى في مباراة بغداد وصلاح الدين عندما اثبت الاول لخصمه بان كرة القدم ومباريات الدوري لا يمكن ان يكون فيها كبير مطلق وصغير مطلق. ورغم قناعتنا بان مدرب دهوك باسم قاسم لم يخرج الى الآن من صدمة المفاجأة المدوية التي فجرها لاعبو المصافي وانتزعوا فوزا ثمينا من بين اقدام لاعبي دهوك وامام وعلى مرأى من المدرب باسم قاسم الذي عجز عن تغيير احوال هذه المباراة وتعديل نتيجتها ولسان حاله يقول ان الفرص ضاعت والتسرع ادى الى ذلك وارضية الملعب رديئة وعامل التحكيم اصبح مؤثراً سلباً وغيرها من الاقوال التي اعتاد المدربون اطلاقها بعد كل مباراة يتعثرون فيها. وعلى الرغم من ثقة دهوك ولاعبيه بان المباريات المقبلة ستشهد تفوقا جديداً للفريق ويعود الى مراكز المقدمة وهذا امر طبيعي بيد ان هذه الخسارة على المدرب باسم قاسم ان يستفيد منها قبل غيره وان يعود بفريقه إلى سكة الانتصارات. لكن اللافت بعد انتهاء الجولة الخامسة الظهور الطيب للنفط وهو يعود من المراكز المتأخرة الى منتصف القائمة بعد ان تمكن من تعديل مساره وتصحيح نتائجه ، ويبدو ان المدرب حميد سلمان قد وضع النتائج التي حفلت بها مشاركة فريقه في الادوار السابقة موضوع اهتمام وتوقف عندها بشكل جاد واستخلص منها ما مكنه وساعد بتعديل وتعويض نتائج الفريق في الجولات الماضية. فالفوزان المتتاليان للنفط وآخرهما تخطي نفط ميسان على ملعب الاخير والعودة من ملعبه بثنائية صريحة اكد المسار الجديد لفريق النفط الذي عرف كيف يعود بشكل هادئ الى أجواء المسابقة. وعلى الرغم مما حفلت به الجولة الخامسة التي اسدل عليها الستار امس الاربعاء،من نتائج اخرى بعضها كان واقعيا والبعض الآخر لا ينسجم مع طبيعة التوقعات سواء لكبار المسابقة وسواهم فما زال البعض من هذه الاندية الكبيرة بانتظار الانعطافة الحيوية التي تمكنها من وضع نتائجها المتواضعة السابقة خلف ظهرها وان تستكمل مشوارها على أمل تحقيق الافضل.