"الصيدليات الخافرة هذه الليلة" ، يذكرها مذيع نشرات الاخبار في التلفزيون الرسمي او الاذاعة العراقية في الفقرة الاخيرة من النشرة ، معظمها يحمل عنوان الشفاء ،في اشارة واضحة الى رغبة اصحاب الصيدليات في ان تكون العافية تاجا على رؤوس جميع الزبائن . وزارة الصحة كانت تصدر يوميا جدولا يضم اسماء الصيدليات الخافرة واماكنها في بغداد والمحافظات ، وسائل الاعلام تنشر الجدول مجانا انطلاقا من مبدأ خدمة الجمهور، وتحتفظ سيارات شرطة النجدة بنسخة من القائمة ، احيانا تبدى استعدادها لنقل الشخص الى موقع الصيدلية للحصول على الدواء ، ثم تعيده الى منطقة سكنه ، يوم كان شعار الشرطة في خدمة الشعب فعالا والعلاقة بين الطرفين ودية لم تصل الى حد التقاطع .
صيدليات الشفاء كانت تبيع ادوية تستوردها وزارة الصحة ، تخضع لشروط التقييس والسيطرة النوعية ، البيع بموجب ترخيص رسمي مع وجود فرق مراقبة تقوم بزيارات اسبوعية للتاكد من التزام اصحاب الصيدليات بضوابط وتعليمات الوزارة . مقابل ذلك لم يكن المريض يواجه صعوبة في الحصول على العلاج ، الدواء متوفر باسعارمحددة ، ومن مناشئ عالمية معروفة ، ثقة الزبائن بالصيدليات واصحابها تجعل المرضى يتناولون الدواء من دون تردد ، لا احد يسأل عن الشركة المصنعة ، او الخوض في حديث عن دواء يعمل وآخر لايصلح للاستهلاك البشري.
اعلنت مصادر أمنية قبل ايام القبض على اشخاص متورطين بافتتاح صيدليات وهمية ، بعد التحقيق اعترفوا بأنهم كانوا يبيعون ادوية منتهية الصلاحية ، تدخل من دول الجوار عن طريق محافظة ديالى ، مصدر الدواء معروف ، ديالى لاتجاور اثيوبيا وارتيريا ، في ضوء الحقائق الجغرافية هناك جهات تقف وراء دخول الدواء الى المحافظة ثم تسهيل وصوله الى صيدليات العاصمة "الوهمية" التي لايديرها مختصون بل اشخاص انتحلوا المهنة لتحقيق الربح السريع على حساب حياة الابرياء من المرضى .
الصيدليات الوهمية مارست نشاطها منذ سنوات لغياب الرقابة الرسمية ، وزارة الصحة والبيئة هي الجهة المسؤولة عن مراقبة مثل هذه الدكاكين في العاصمة والمحافظات ، لأنها عطلت عملها الرقابي بإرادتها ، وتخلت عن تعليق لافتتها الشهيرة "اغلق المحل لمخالفته الشروط الصحية " على واجهات المطاعم والصيدليات وحتى العيادات ، ربما تكون قلة الكوادر الرقابية في الوزارة وراء بروز الظاهرة ، على الرغم من ذلك ، يبقى فرض العقوبة في الظروف المتاحة عاملا لردع المخالفين الاخرين.
مطلع سبعينات القرن الماضي انتشر استخدام محرار طبي يحمل نجمة سداسية بدعوى انه صناعة اسرائيلية ، وزارة الصحة عممت كتابا لدوائرها يقضي بمنع استخدامه وإتلافه بتشكيل لجنة في المستشفيات والمركز الطبية ، في يوم واحد اختفى المحرار ، من الاسواق والمؤسسات الصحية ، بعد مراجعة سجلات الوزارة تبين ان النجمة السداسية الفضية ماركة شركة اجنبية لتصنيع مستلزمات طبية ، وزارة الصحة وقتذاك اتخذت قرارها احتراما للمشاعر القومية وطز بالمحرار، في زمن اختفاء صيدليات الشفاء ، ظهرت دكاكين نشر الداء المستورد من دولة مجاورة للكونغو .
صيدلية "نشر الداء"
[post-views]
نشر في: 16 مارس, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
الشمري فاروق
الصديق العزيز علاء ...ان من حسنات وزارة الصحه منذ العهد الملكي والعهود الجمهوريه يتم استيراد الدواء حسب شروط وضعتها هي... ان يكون الدواء المستورد يستعمل في بلد المنشأ ...والاستيراد من دول معروفه بجودت صناعة الادويه فيها وكان العراق يستورد الادويه من امر