TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المطلوب من العبادي لملاحقة الفاسدين

المطلوب من العبادي لملاحقة الفاسدين

نشر في: 16 مارس, 2016: 05:51 م

للمرة العاشرة ربما، في غضون الشهرين الأخيرين، يعد رئيس الوزراء أو يتعهد أو يؤكد العزم على ملاحقة الفاسدين ووضعهم خلف القضبان، وبخاصة كبارهم.
آخر هذه المرات كانت أثناء زيارته هيئة النزاهة منذ يومين حيث اطّلع على عمل وإجراءات الهيئة في مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين بحسب ما جاء في بيان لمكتبه، البيان حمل تأكيداً جديداً للسيد العبادي بأن "لا أحد في مأمن إن كان فاسداً من أعلى موقع في الدولة الى أدنى موقع".
المهم أن يكون كبار الفاسدين، وهم في الغالب من ذوي أعلى المواقع في الدولة والأحزاب المتنفذة فيها، هم المعنيون قبل غيرهم بعملية مكافحة الفساد، فهؤلاء هم صناع الفساد الأكبر وحماة الفاسدين والمفسدين من كل المستويات.
أعرف أن أحد وزراء الحكومة الحالية ممن شرعوا عقب تسنمهم مناصبهم بفتح ملفات الفساد، وهم محدودون للغاية فيما تشير الدلائل، عندما توفرت له الدلائل القوية المستندة الى الوثائق إلى فساد كبير وفاضح لثلاثة من المدراء العامين في وزارته، اتخذ ما يتوجب عليه من إجراءات بسحب أيديهم وإحالة ملفاتهم الى هيئة النزاهة ومن ثم إعفائهم من مناصبهم.
بفعلته هذه كان هذا الوزير كمن قرّب النار من عشّ الدبابير، فلم يبق إلا القليل جداً من كبار مسؤولي الدولة وأحزاب الدولة لم يتصل به لثنيه عن قراراته وإجراءاته. أحدهم، على سبيل المثال، ذكّره بأن بين حزبيهما علاقات وتحالفات قديمة وأن من الواجب مراعاة هذه العلاقات!.عبثاً كان هذا الوزير يحاول إقناع ممارسي الضغط عليه من كبار مسؤولي الدولة وقادة الأحزاب، بأن الذين يدافعون عنهم فاسدون على نحو يتعين على أحزابهم، قبل غيرها، أن تتبرأ منهم ومن فسادهم.
لا أظن أن أحداً من الأحزاب والقوى المتنفذة في الدولة منذ 2003 لم يكن بين كبار مسؤوليه من الوزراء والنواب والمدراء والمحافظين فاسدون. أكثر القوى نفوذاً في الدولة خلال السنوات العشر الماضية هما ائتلاف دولة القانون والتحالف الوطني اللذان ينتمي اليهما السيد العبادي. العقل والمنطق يقولان إن السيد العبادي إذا كان جاداً في مكافحة الفساد فعليه ان يبدأ بحزبه وكتلته وتحالفه. إنْ فعل هذا سيعطي دفعة قوية للغاية لعملية مكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين، وسيحقق هدفه المعبَّر عنه في بيان مكتبه وهو عدم توفير ملاذ آمن لأيّ فاسد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. فالح ياسين الربيعي

    انا اغتقد جازما ان السيد الغبادي غير قادر على محاسبة الفاسيدين الا اذا استند الى الشعب واعلن انسخابه من تحاف الفاسدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram