بعد أشهر قليلة تكون جامعة بغداد قد أكملت عقدها السادس ، وحين طرحت اسماء المرشحين على مجلس الوزراء اعام 1956 ، أصر نوري السعيد على اختيار رئيسا لها المسيحي العلامة متي عقراوي ، الذي كان يؤكد لكل من يسأله عن احوال الجامعة :" إن التعليم الحقيقي هو الذي يخرّج طلبة يساهمون في بناء ركائز المجتمع وهذا ما نريده لجامعة بغداد "
وفي بداية العهد الجمهوري أصر عبد الكريم قاسم ، على ان يضع العلّامة الصابئي عبد الجبار عبد الله على راس الجامعة ، ويذكر كاتبو سيرة الزعيم ان احد الوزراء طرح اسم صادق الخياط وهو دكتور بيطري فثارت ثائرة عبد الكريم قاسم وقال :" كيف تواجهون المجتمعات العلمية إذا وضعتم على رأس الجامعة طبيباً بيطرياً ؟ يجب ألا تؤثر عليكم عوامل أخرى غير الكفاءة والعمل عند اختيار أية شخصية لإدارة هذه المؤسسة العلمية الوحيدة في العراق "
بالأمس تذكرت موقف نوري السعيد وتصميم عبد الكريم قاسم ، وأنا أقرأ ما كتبه الإعلامي عارف الساعدي ، على صفحته في الفيسبوك عن عرض مسرحي مثير ، ما هو موضوعه ، لنقرأ منشور الزميل الساعدي :"
قام عدد من طلبة الجامعة المستنصرية بعرض عمل مسرحي "تشابيه"على باحة كلية السياحة ، يستذكرون فيه حادثة تاريخية مقروءة بأحادية هائلة حيث عملوا بشكل واضح ومباشر شخصية عمر بن الخطاب شخصية قاتلة واستدرجوا تلك اللحظة التاريخية النائمة على اروقة الكلية ، اقول هل هذا هو دور الكليات والجامعات في ان تكون بوقا للفتنة وللقبح ؟ اين عميد الكلية ؟ اين رئيس الجامعة ؟ هل من واجب الجامعة ان تصدر الآراء الطائفية والعنصرية ، أنا حزين على هذه الكليات والجامعات التي لا تستحي على نفسها في ان تكون جسرا رخوا للكراهية "
كان العراقيون يعتقدون أنّ التغيير سيحرر العقول من البغضاء والضغينة والجهل ، وأن الافلام الطائفية الهابطة ستتوقف ، ولكن بعد سنوات من التغيير وجد الناس أنهم يعيشون في ظل مسؤولين يتصورون أن إعلاء شأن الطائفة ، أهم من إعلاء شأن الوطن ، وحين تتحدث عن دولة مدنية يقولون لك: تريدون مجتمعاً فاجراً، كافراً. لكنَّ اصحاب دولة التقوى والطائفية لا يمانعون من سرقة أموال الفقراء ، ونهب ثروات البلاد وقتل الابرياء وتهجيرالمسيحيين والإيزيديين والصابئة !
كان أمام العراق بعد التغيير نموذجان : الأول سنغافورة التي نهضت من ركام الخراب والفشل في أقل من عشر سنوات لتصبح اكبر قوة اقتصادية ، والثاني أفغانستان التي لاتزال تحقق شيئا واحدا ، قطع أنوف النساء اللواتي يذهبن الى المدارس!
والسؤال هنا : هل سيحاسب رئيس الجامعة ، وهل سيقدم الشهرستاني اعتذاراً عن مثل هذه الافعال التي تثير النزعات الطائفية حتى يترك لنا فرصة لنصدّقه ؟ ، لكن يبدو أنه " حسين الشهرستاني " فقط لا غير"!
حسين الشهرستاني " فقط لا غير"!
[post-views]
نشر في: 16 مارس, 2016: 06:59 م
جميع التعليقات 2
سامي الحاج- السويد
كلما أقرأ مثل هذه الاخبار أمتلأ فرحاً لأن هذا يعني أن العراق على الطريق الصحيح الذي سينقذ البلد وأهله من دوامة العنف والقتل والتدمير. وأقصد بالطريق الصحيح هنا هو تقسيم البلد الى ثلاث دول أو كونفيدراليات. كل الدلائل تشير الى ذلك لأن الحالة أصبح ميئوس منها
قيران المزورى
هذا وفي بغداد وقد يكون اكثر من عمر واحد و ابناء واحفاد عمر موجودون ويتابعون المسرحية والابداع ،، اما بخصوص السيد الشهرستاني ليس فقط سيصدر بيان اعتذار بل سيقدم استقالته حال الانتهاء من تصدير اول الموجات الكهربائية العراقية الى دول الجوار بحلول نهاية ٢٠١٣