TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما بعد الاعتصام

ما بعد الاعتصام

نشر في: 21 مارس, 2016: 09:01 م

سؤال بحجم المحنة العراقية ،  ماذا بعد الاعتصام ؟ هل يتحقق التغيير الوزاري استجابة لضغوط الشارع  ، ام ستعرقل القوى السياسية  تشكيل حكومة تكنوقراط  لتحقيق الاصلاح لتجاوز الأزمات ، كتلة الاحرار   التابعة  للتيار الصدري ،  علقت مشاركتها في اجتماع التحالف الوطني ، لكنها وافقت على اجراء تغيير وزاري جزئي ، القوى الاخرى في التحالف الحاكم ، ابدت دعمها لاصلاحات العبادي ، لكنها ترفض  التنازل عن وزاراتها ، ائتلاف دولة القانون أبدى قلقه من  خيم الاعتصام ، محذرا من تكرار مخيمات  معتصمي الانبار،  لانها من وجهة نظره مهدت لدخول تنظيم داعش الى المحافظة ، وأعلن احد نواب الائتلاف ان الاعتصام جاء لتعطيل الاصلاح ،  في اشارة الى رفض ائتلافه  حركة الاحتجاج الشعبية لتصحيح اخطاء السنوات السابقة ،  وربما لهذا السبب اصدرت الحكومة قرارات تتعلق بادارة الملف الامني في العاصمة  ، لانها هي الاخرى مصابة بعقدة  الخوف من خيم الاعتصام .
المشكلة العراقية  لاتحل بتعديل وزاري ، واصلاحات ترقيعية على حد قول قادة سياسيين ، وصفوا خطوات العبادي ،  بانها محاولة لألقاء حجر في بركة ساكنة ،حدد مساحتها وعمقها  مستر بريمر عندما كان صاحب القرار الاول في العراق بمباركة  نخب سياسية ،  وجدت في "بركة بريمر" البيئة الافضل لاغراض التوسع وفرض النفوذ ، فاحتلت المشهد في عملية سياسية مختلة  تعاني عاهات مزمنة ،في ظل هذه الاجواء ، لا جواب  لسؤال يطرحه العراقيون اليوم ماذا بعد الاعتصام ؟ تغيير وزاري ؟ ام عملية ازاحة شاملة ، تطرح في اطار التمنيات  والرغبة في  انقاذ ما يمكن انقاذه .
الاعتصام يمكن ان يوفر قاعدة شعبية داعمة لصاحب القرار في ملاحقة المفسدين سراق المال العام ، ربما يمنحه  تأييدا  يوفر له قاعدة اصدار قرارات اخرى  تتعلق بتطوير الاداء الاداري  لمعالجة الترهل في المؤسسات الحكومية ،  الاعتصام يمكن ان يسهم في تفعيل الدور الرقابي والتشريعي للبرلمان ليصحو من سباته ،  بتشريع القوانين المعطلة او تعديل بعضها ،  امام الكتل النيابية فرصة للحفاظ على حضورها وضمان مستقبلها السياسي بالتعاطي الايجابي مع الاعتصام بوصفه  وسيلة احتجاج كفلها الدستور ، اما التعامل مع الاعتصام وخيمه بعقدة الانبار  فسيؤدي الى  زعزعة  ثقة المحتجين  بما تبقى من أمل  مازال معلقا على   بعض القوى الوطنية .
من جرب الغوص في بركة "مستر بريمر" ، توهّم واعلن انه وجد مبتغاه ، صدق اكذوبة بناء الدولة بدستور مازال محتفظا ببراميل بارود قابلة للانفجار في كل لحظة ، هذا الصنف من النخب السياسية  حين يعتقد بان  التظاهرات او الاعتصامات تهدد مستقبله ، يحاول بشتى الاساليب ايصال رسالة الى الرأي العام   تفيد   بان خيم المعتصمين ، اصبحت اسلحة دمار شامل تتطلب تشكيل تحالف دولي جديد لازاحتها  لحماية المنطقة الخضراء من هجوم كيمياوي محتمل  تطلقه  مدافع المعتصمين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram