غداً يسكت الجميع عن الكلام والوعود والأحلام، ووحدهم الأسود يقررون وجهتهم المقبلة التي نتمناها لمواصلة الرحلة صوب روسيا والإمارات برغم المصاعب التي تواجه المنتخب من نقص اللاعبين المحترفين البارزين، وحراجة رصيدنا من النقاط وضيق الوقت الذي استجمع فيه المدرب يحيى علوان لاعبيه استعداداً لحسم المصير.
مضى أكثر من أربعة أشهر على آخر ظهور للمنتخب الوطني رسمياً منذ مباراة تايوان في طهران تشرين الثاني الماضي ثم تفرّق الأسود موزّعين على انديتهم لأداء استحقاقاتها في دوريات الكرة لم يكن هناك تواصل مستمر من قبل الملاك التدريبي لمراقبة وتقييم مستواهم إلا من خلال ما تبثّه وسائل الإعلام من اخبار وتقارير لا تكشف حقيقة أداء كل لاعب، وكم ناشدنا الاتحاد بضرورة بقاء المدرب يحيى علوان على تماس مباشر مع لاعبيه بإجراء زيارات ميدانية الى الدول التي يحترفون فيها ويقدم في خلاصاتها تقارير مفصّلة عنهم في وقت مبكّر تعين لجنة المنتخبات على دراستها وتحديد الخيارات البديلة قبل فوات الأوان.
التحرّك المثمر الوحيد الذي قام به يحيى علوان خلال الأشهر الماضية هي مواكبة مستويات لاعبي المنتخب الأولمبي في بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة التي جرت في قطر كانون الثاني الفائت، إذ كانت قناعاته صحيحة بشأن أهمية الاستعانة بعدد كبير من لاعبي الأولمبي وعدم الاستماع الى الأصوات التي نادت بعدم المغامرة باعتماد جُلّ عناصره التي استمدّتْ الزخم المعنوي بُعيد انتزاع البطاقة الثالثة المؤهلة الى أولمبياد ريو، استناداً الى حماستها وتفاعلها سابقاً مع المهمات الدولية خلال السنين الثلاث الأخيرة، مع تدعيمها بالخبرة المعروفة أمثال نور صبري وسلام شاكر وعلي حسين ارحيمة ويونس محمود الذين يتمنون أن يكون خِتام مسيرتهم الدولية إنجازاً مونديالياً يليق بالجهود التي قدموها طوال عقد ونصف من التمثيل الوطني والأولمبي الباهرين.
ومع تقديرنا للضغوط التي يواجهها الملاك التدريبي وخاصة يحيى علوان صاحب النصيب الأكبر منها إعلامياً وجماهيرياً، فالفرصة متاحة له غداً لترجمة الهدوء والثقة اللذين أظهرهما أثناء لقاءاته التلفازية مؤخراً الى نجاح لافت يعزز موقفه بين المدربين الوطنيين ويعوّض منتخبنا ما فقده من نقاط مهمة وضعته على حافة الإقصاء. نعم ليعمل علوان بأقصى إمكاناته لإزالة الشعور المُسيطر عليه بأنه لم يتمكن من نقل منتخبنا الى صدارة المجموعة الأسهل من ناحية التاريخ المتواضع لتايلاند وفيتنام وتايوان واندونيسيا التي شكلّ حرمانها من خوض التصفيات بقرار دولي عامل دعم للمنتخب في تقليل الجهد وعدم خلط الأوراق، فضلاً عن خلو المنافسين من اللاعب (السوبر) بعكس المنتخبات العربية ونظرائها في شرق آسيا التي تخوض مطاحن شرسة في الرمق الأخير من التصفيات!
لا عذر لكم بعد اليوم، فاتحاد الكرة سعى لتأمين أفضل الظروف – كما يردد رئيسه - من أجل أن يكون حضوركم مشرّفاً للبلد، ووقف جميع الإعلاميين وقفة مخلصة لتحفيز الملاك التدريبي واللاعبين على إهداء العراقيين أجمل بشائر الكرة، وصراحة كنا نتمنى أن يكون هناك حضور لافت للجنة الأولمبية الوطنية بمستوى الإهتمام الإعلامي والشعبي بالأسود،لأهمية الهدف الذي ننشده في سفر التاريخ.
وبعيداً عن مهمّات الملاك التدريبي ودور الاتحاد وبقية الجهات الساندة لحملة إعادة الأمل للمنتخب، تبقى مهمة الكابتن يونس محمود هي الأصعب بلا شك في ظل رهان الجميع على خبرته وما يكتنزه من دهاء المحترف في اقتناص الفرص وقتل آمال التايلانديين الذين يخشون حتى حركة ظله وتمركزه في المنطقة المناسبة. يونس يراوده حلم المونديال للمرة الرابعة منذ نسخة المانيا عام 2006، ونأمل أن لا يَخنُق حارس النمور "كاوين" أنفاس طموح "السفاح" بالتواجد مع كبار القارة في الدور الحاسم من التصفيات، ليُحارب بلا يأس ويعود لنا مرفوع الرأس.
علوان والسفاح تحت الضغط
[post-views]
نشر في: 22 مارس, 2016: 04:46 م