يبحث كاتب فيلم " روبينروت " (robinrot)عن اخطاء الماضي لتصحيح ما امكن في حاضر ما زال يحمل تاريخه رؤية الامجاد العابقة بالتراث والجمال، وكأنه التاريخ الحلم او الاسطورة التي تبنى على مغلوطات الحدث التاريخي، وان جملناه في كتب التاريخ، ومنحناه
يبحث كاتب فيلم " روبينروت " (robinrot)عن اخطاء الماضي لتصحيح ما امكن في حاضر ما زال يحمل تاريخه رؤية الامجاد العابقة بالتراث والجمال، وكأنه التاريخ الحلم او الاسطورة التي تبنى على مغلوطات الحدث التاريخي، وان جملناه في كتب التاريخ، ومنحناه الياقوتية التراثية التي توحي بالمثالية الزمنية العليا او بالاخطاء المتراكمة التي تم تصحيحها في حاضر ما زال تاريخه يعاني ويحتاج لنهضة كبرى، فالحياة دراما مليئة بالهواجس والاحلام ما لم نستيقظ منها ونرى بقعة الضوء سنكون بمثابة الوهم واعراضه تهيؤات لا شفاء منها، فهل يحاول الفيلم القاء الضوء على ايمانيات تاريخية ما زالت راسخة في اذهان الناس من خلال كتب التنجيم والسحر، والتاريخ المرتبط بالأمكنه الاثرية وفنتازياتها؟.
من لا يحفظ التاريخ لا يستطيع العبور عبر الزمن، هذا ما تشدد عليه الكاتبة كاتارينا (stsenria ) باقتباس عن رواية" روبي" للمؤلف" كيرستين جير " فالإيمان مقابل المعرفة الحقيقية في الحساب والرياضيات والتاريخ، وحتى الاداب من عصر محاكم التفتيش وصولا الى عصر الركوكو، وما اشتهر به " في كل وقت لدينا للتعامل مع الادب من القرن التاسع عشر" وحتى روسيني والتعامل مع الازياء المناسبة لكل سفر تقوم به "غويندولين" ونبوءة العمة مادي التي تحرك العقل وتستفز الذهن، لطرح عدة تساؤلات يجيب القدر عليها بفنتازيا لا يمكن تخيلها .اذ تكمن قوة الرؤية في زخم المخيلة التي تعتمد على اعادة تركيب الماضي من خلال السفر عبر الزمن، لتتضح الافكار وتتهذب الرؤية وتكتشف الحقائق التي من شأنها تحقيق المعرفة الحقيقية للانسان عن تاريخه الخاص.
ماريا اريك Maria Ehrich والاداء التمثيلي الذي انسجم مع القصة او الرواية التي تعتمد على تقمص الشخصية الواحدة في عدة ازمنة، وهذا اعتمد بالدرجة الاولى على الملابس والديكورات اضافة الى المجهود التمثيلي الذي بذله ابطال الفيلم الروائي والتنقلات بين العديد من الاماكن الاثرية التي تعود الى عصور سابقة بكل جمالياتها وعاداتها وتقاليدها مع اظهار الحداثة الزمنية من خلال الاتصالات التي من شأنها اظهار الفروقات بشكل كبير بين العصور الوسطى والعصر المعولم، بينما الانسان هو الانسان بسرياليته وقدراته التخيلية وتفكيك شفرات الزمن للحفاظ على الوجود الجيني لطبقات ارستقراطية هي بحد ذاتها قوة للتاريخ الذي ينتقده المؤلف بسبب الاخطاء التي تتم فيه، ونراها في المستقبل وننتقدها بشدة، ولكن ما من سبيل لتصحيحها. فهل الفيلم الروائي ادب سينمائي له جماليته المرئية التي تساعد على حفظ التاريخ؟
ثلاثة عصور مختلفة، ودراسة معمقة في الازياء والموسيقى والصورة ، مع الحفاظ على ديناميكية تنقلات زمنية لعب بها المخرج بفن اخراجي اسطوري انسجم مع القصة والاضافات الحيوية في المشهد او الصورة التي تحتوي على اركان العصر من تغيرات في الشوارع والاماكن ، واللباس وحتى مرض الطاعون وزمن انتشاره. ليكون الفيلم بتطابق مع رواية" روبي " وقدرتها على الجذب المرئي مع الحفاظ على قيمة التغيرات بين الفيلم الروائي والرواية نفسها، ويما يتناسب مع المشاهد التصويرية والانتقال من الجد الى الابنة، فالحفيدة التي تناضل من اجل استعادة ذاكرة الماضي الغامضة لها والفيلم جاذب لهواة التاريخ والادب والاسطورة المرتبطة بنبؤات سريالية كدائرة الدم وسحر الغراب الاسود.
لعبت الموسيقى دورا مهما في ترجمة المشاعر الدرامية، وحتى الراقصة والمفرحة منها، فالموسيقى الحدث المرافقة للصراعات ولمعارك السيوف او الاحساس بالخوف وما رافقة من ومضة الانتقال عبر الزمن والصوت الموحي بالعبور مع الحفاظ على درجات الصوت التي تتناسب مع كل مرحلة مشهدية قدمها المؤلف الموسيقي" فيليب كولميل" F. Kölmelباستحضاره لنغمة العصور الوسطى، وما يقابلها في العصر الحديث.
فيلم موجه لفئة الشباب الناشئين . الا انه يجذب الفئات الاخرى، لكونه ذا معرفة تاريخية محاطة بالادب والفن ، ربما مدة بعض المشاهد كان يمكن اختزالها، كما ان الحوارات بمدتها الطويلة كان يمكن التخفيف منها لتحاكي الصورة بقوة مخيلة غنية افتقدها الفيلم المبني على فنتازيا السحر والخيال المشاهد عبر الحركة والاثارة والتخييل البناء، ولكن هذا لم يفقد بقية العناصر قيمتها الفنية ولكن كان يمكن معالجة ضعف الخيال في الفيلم بزيادة التأثيرات التصويرية المحاكية للقصة، لتكون الصورة اقوى من الحوارت التي كانت طويلة في بعض منها ، لان التصوير لعب دوره المهم مع الموسيقى، فكان يمكن التخفيف من السرد التمثيلي المطابق للعمل الروائي من خلال ذلك.