TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "جقلبان".. سيناريو مفترض

"جقلبان".. سيناريو مفترض

نشر في: 23 مارس, 2016: 09:01 م

ظاهرة  السلاح المنفلت عادة ما تكون في دول تعاني اضطرابات امنية ، مؤسساتها عجزت عن حصر السلاح بيد الدولة ، شعوبها يلازمها القلق الدائم  من  احتدام صراع سياسي محتدم للوصول الى السلطة  ، في  الانظمة الديمقراطية الرصينة صاحبة التجربة العريقة في الفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة من المستبعد بل من المستحيل حصول انقلاب للاطاحة بالنظام ، وفي بلدان اخرى وخاصة في المنطقة العربية ، الانقلاب او ما يعرف  بلغة اخرى الجقلبان ، تتوفر الارضية المناسبة للمغامرين للحصول على السلطة باسهل الطرق ، عندما تقوم مجموعة مسلحة  باقتحام مقر الرئيس في قصره ، وتجبره على الرحيل ان كان سعيد الحظ ، او تقتله وتصور مشهد اعدامه ثم تبثه من خلال شاشة التلفزيون الرسمي ، انطلاقا من الواقع العربي او العراقي ،   احتمالات تنفيذ الانقلاب محليا ربما يكون  بهذا السيناريو المفترض مع اشارة مهمة انه من وحي افكار  سيناريست  فضل العزلة منذ ادراكه بان الديمقراطية في العراق اكذوبة اميركية  صدقها المغفلون على حد تعبيره .
نهار خارجي ، لقطات من الجو للمنطقة الخضراء ، تقترب الكاميرا من مبنى السفارة الاميركية محاطة بمئات من الجنود المدججين باحدث الاسلحة ،  كاميرا اخرى تقترب  من الوجوه  لاظهار الملامح الصارمة ،  ثم تنتقل الى احدى بوابات المنطقة الخضراء  اعداد كبيرة من الاشخاص يحملون اعلاما عراقية يتوجهون نحو  احدى المباني ، الكاميرا ترافق  رجلا تجاوز الثلاثين من عمره يدخل الى مكتب مسؤول كبير .
الرجل  "بنبرة واثقة  مخاطبا المسؤول: باسم الشعب غادر المكان  فورا ، لا تحاول الاتصال باية جهة ، سنوفر لك الحماية .
المسؤول : هذا انقلاب على الشرعية والدستور .
الرجل : هذه ارادة الشعب وعليك احترامها ، جماعتك نقلناهم  الى مراكز الاعتقال  لمحاكتمهم باسم الشعب .
المسؤول : انت والشعب على (راسي)  امنحني فرصة للتفاهم ؟
"اصوات غاضبة من الخارج  تردد شعارات وهتافات واهازيج "
الرجل : اسمع صوت الشعب ، امامك فرصة  للحفاظ على حياتك  بان تكون شاهدا في المحكمة لتكشف فضائح المسؤولين والساسة ،  مفهوم ؟
المسؤول : انا مستعد لتنفيذ كل طلباتكم .
الرجل : اجمع حاجياتك الخاصة  لترافقني الى مكان اخر .
المسؤول : صار عمي بخدمتك .
تنتقل الكاميرا  الى ساحة بجوار  فندق الرشيد محاطة بدائرة من الاسلاك الشائكة في داخلها  عشرات الاشخاص شغلوا مناصب وزارية بينهم ضباط برتب عالية،  فيما يتواصل ترديد الهتافات والشعارات والاهازيج .
 كاتب السيناريو يريد  القول  إن الاطاحة بالسلطة يمكن  تحقيقه بأساليب كثيرة ، في التاريخ العربي القديم والمعاصر وقائع واحداث ،  تشير الى الاطاحة برأس النظام بمخطط نفذه قياديون بارزون في الحزب الحاكم  او ميليشيات تابعة  لجهة سياسية متنفذة ،  المنطقة العربية تكاد تكون ارضا خصبة لانواع الانقلابات الابيض والاسود .
 ملاحظة مهمة للمخرج ان يختار من الارشيف  مشاهد لشخصيات سياسية ومسؤولين ، يعالجها بطريقة فنية في مشهد الاسلاك  الشائكة بحديقة فندق الرشيد مقابل المنطقة الخضراء والوجه الحسن .    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ياسين عبد الحافظ

    اليوم اختفت مقالات عدنان وعلي ليلتحقا بسرمد وهاشم ، بقيت مقالتك انت وفخري كريم ، الذي غاب كثيرا وعاد قبل 15 يوما تقريبا و10 مقالات ، الغريب او الصدفة ان كلا المقالتين تتحدثان عن انقلاب شيء ملفت للنظر هل هي الصدفة ام اتفاق ام قراءة ؟، ليس امامنا الا الانت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram