ظاهرة السلاح المنفلت عادة ما تكون في دول تعاني اضطرابات امنية ، مؤسساتها عجزت عن حصر السلاح بيد الدولة ، شعوبها يلازمها القلق الدائم من احتدام صراع سياسي محتدم للوصول الى السلطة ، في الانظمة الديمقراطية الرصينة صاحبة التجربة العريقة في الفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة من المستبعد بل من المستحيل حصول انقلاب للاطاحة بالنظام ، وفي بلدان اخرى وخاصة في المنطقة العربية ، الانقلاب او ما يعرف بلغة اخرى الجقلبان ، تتوفر الارضية المناسبة للمغامرين للحصول على السلطة باسهل الطرق ، عندما تقوم مجموعة مسلحة باقتحام مقر الرئيس في قصره ، وتجبره على الرحيل ان كان سعيد الحظ ، او تقتله وتصور مشهد اعدامه ثم تبثه من خلال شاشة التلفزيون الرسمي ، انطلاقا من الواقع العربي او العراقي ، احتمالات تنفيذ الانقلاب محليا ربما يكون بهذا السيناريو المفترض مع اشارة مهمة انه من وحي افكار سيناريست فضل العزلة منذ ادراكه بان الديمقراطية في العراق اكذوبة اميركية صدقها المغفلون على حد تعبيره .
نهار خارجي ، لقطات من الجو للمنطقة الخضراء ، تقترب الكاميرا من مبنى السفارة الاميركية محاطة بمئات من الجنود المدججين باحدث الاسلحة ، كاميرا اخرى تقترب من الوجوه لاظهار الملامح الصارمة ، ثم تنتقل الى احدى بوابات المنطقة الخضراء اعداد كبيرة من الاشخاص يحملون اعلاما عراقية يتوجهون نحو احدى المباني ، الكاميرا ترافق رجلا تجاوز الثلاثين من عمره يدخل الى مكتب مسؤول كبير .
الرجل "بنبرة واثقة مخاطبا المسؤول: باسم الشعب غادر المكان فورا ، لا تحاول الاتصال باية جهة ، سنوفر لك الحماية .
المسؤول : هذا انقلاب على الشرعية والدستور .
الرجل : هذه ارادة الشعب وعليك احترامها ، جماعتك نقلناهم الى مراكز الاعتقال لمحاكتمهم باسم الشعب .
المسؤول : انت والشعب على (راسي) امنحني فرصة للتفاهم ؟
"اصوات غاضبة من الخارج تردد شعارات وهتافات واهازيج "
الرجل : اسمع صوت الشعب ، امامك فرصة للحفاظ على حياتك بان تكون شاهدا في المحكمة لتكشف فضائح المسؤولين والساسة ، مفهوم ؟
المسؤول : انا مستعد لتنفيذ كل طلباتكم .
الرجل : اجمع حاجياتك الخاصة لترافقني الى مكان اخر .
المسؤول : صار عمي بخدمتك .
تنتقل الكاميرا الى ساحة بجوار فندق الرشيد محاطة بدائرة من الاسلاك الشائكة في داخلها عشرات الاشخاص شغلوا مناصب وزارية بينهم ضباط برتب عالية، فيما يتواصل ترديد الهتافات والشعارات والاهازيج .
كاتب السيناريو يريد القول إن الاطاحة بالسلطة يمكن تحقيقه بأساليب كثيرة ، في التاريخ العربي القديم والمعاصر وقائع واحداث ، تشير الى الاطاحة برأس النظام بمخطط نفذه قياديون بارزون في الحزب الحاكم او ميليشيات تابعة لجهة سياسية متنفذة ، المنطقة العربية تكاد تكون ارضا خصبة لانواع الانقلابات الابيض والاسود .
ملاحظة مهمة للمخرج ان يختار من الارشيف مشاهد لشخصيات سياسية ومسؤولين ، يعالجها بطريقة فنية في مشهد الاسلاك الشائكة بحديقة فندق الرشيد مقابل المنطقة الخضراء والوجه الحسن .
"جقلبان".. سيناريو مفترض
[post-views]
نشر في: 23 مارس, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ياسين عبد الحافظ
اليوم اختفت مقالات عدنان وعلي ليلتحقا بسرمد وهاشم ، بقيت مقالتك انت وفخري كريم ، الذي غاب كثيرا وعاد قبل 15 يوما تقريبا و10 مقالات ، الغريب او الصدفة ان كلا المقالتين تتحدثان عن انقلاب شيء ملفت للنظر هل هي الصدفة ام اتفاق ام قراءة ؟، ليس امامنا الا الانت