تصدير العراق اول مرة للغاز السائل أخذ حيزا كبيرا من الترحيب من قبل أوساط نيابية ومختصين بالقطاع النفطي، في وقت لا يزال العراق يسعى الى استيراد انواع اخرى من الغاز، وهو الغاز الجاف، ما دفع بالكثيرين الى تطوير وتأهيل المصافي العراقية للاستفادة من
تصدير العراق اول مرة للغاز السائل أخذ حيزا كبيرا من الترحيب من قبل أوساط نيابية ومختصين بالقطاع النفطي، في وقت لا يزال العراق يسعى الى استيراد انواع اخرى من الغاز، وهو الغاز الجاف، ما دفع بالكثيرين الى تطوير وتأهيل المصافي العراقية للاستفادة من توفير المشتقات النفطية بدل استيرادها.
وأعلنت الشركة العامة للموانئ العراقية، تحميل شحنة من الغاز الطبيعي المكثف (السائل) منطلقة نحو البحر الأحمر، في وقت اعلنت مصادر صحفية بأن إيران ستشغل الانبوب الناقل للغاز الجاف الى العراق خلال الايام القليلة المقبلة.
وقال عضو لجنة النفط والطاقة النيابية علي معارج البهادلي، في حديث لـ"لمدى برس"، ان "توقيت تصدير واستيراد انواع من الغاز لم يأت من فراغ فموضوع تصدير الغاز السائل جاء بعد جهود من قبل شركتي البصرة والمؤتلفة معها شل وهذا يسجل انجازاً للعراق رغم تأخر هذه الخطوة".
وبين البهادلي ان "مبالغ الاستيراد كبيرة جدا، والمفروض أن تكون لدينا مصافٍ نفطية تعيد تكرير النفط الخام، فضلا عن عمليات معالجة الغاز المستخرج وتهيئته للاستخدام بمختلف انواعه، لذا آن الاوان لوزارة النفط ان تضع خططها نحو الاكتفاء الذاتي من جميع انواع الغاز".
بدوره قال الخبير في الشؤون النفطية حمزة الجواهري في حديث لـ"لمدى برس"، ان "الغاز الذي يصدر هو غاز سائل ويصطلح عليه بـ "الأجزاء الثقيلة من الغاز"، التي تكون على شكل سائل وهذا ما تقوم به شركة غاز البصرة مع شركتي شل ومتسوبيشي، أما الغاز الذي يأتي من إيران لتشغيل المحطات الغازية الكهربائية هو غاز جاف طبيعي فيه نسبة عالية من الميثان".
وتابع الجواهري إن "الغاز الجاف لا يمكن تصديره إلا من خلال طريقتين ،الأولى عبر الأنابيب أو عبر تبريده إلى ما دون الـ 162 درجة مئوية، ليتحول إلى سائل ويمكن تصديره عبر ناقلات خاصة بالبحر مثل ما تفعله الآن دولة قطر".
وأوضح الجواهري أن "الغاز الذي نصدره ممكن استغلاله بشكل جيد في انتاج البانزين عالي الاوكتين الذي تفتقر اليه مصافينا المحلية، لكن هنالك عمليات توسيع وتطوير بالمصافي القديمة إضافة إلى انشاء مصاف جديدة كما في محافظاتي كربلاء وميسان التي اذا ما اكتملت قريبا ممكن ان تطور صناعة الكثير من المشتقات النفطية والبتروكيمياوية".
من جهته قال عضو لجنة النفط النيابية عواد العوادي في حديث لـ "لمدى برس"،أن "مشروع خط أنبوب الغاز الجاف إلى محطات إنتاج الطاقة الكهربائية الغازية تم التعاقد عليه مع إيران في العام 2011 وكان من المفترض أن يدخل للخدمة في العام 2014 ولكن تأخر هذا المشروع رغم أن العراق كان متوجهاً للتعاقد مع شركة شل للاستثمار في الغاز المصاحب للنفط الخام في جنوب العراق وخاصة الحقول الكبيرة الرميله1 ورميله2 ومجنون والتوجه لإنشاء شركة غاز البصرة وهذا المشروع أيضا في وقته تأخر كثيرا".
وأضاف العوادي، أن "بإمكان العراق أن ينتج اكثر من 2000 مقمق ليتم استخدامه لتشغيل كل المحطات الكهربائية الغازية ولكن اليوم الإنتاج العراقي يصل إلى 1100 مقمق، بسبب الهدر الكبير للغاز، والاعتماد على المحطات الغازية لتوليد الطاقة الكهربائية أفضل من الاعتماد على المحطات التي تعمل بزيت الغاز".
وتابع ان "زيت الغاز سعره أغلى من الغاز الجاف والعراق وصل الى الاكتفاء الذاتي من الغاز السائل لكنه يحتاج الى بنى تحتية لتصدير الغاز الطبيعي النقي لأن التصدير عبر البواخر بطيء مقارنة مع نقله عبر الانابيب".
ولفت العوادي إلى إن "العراق تأخر بإنشاء المصافي عبر الاستثمار ،والحكومة تعمل على استيراد الغاز مما يكلف الدولة أموالا هائلة كان من الممكن استثمارها في بناء وتطوير الصناعة النفطية".
وفي سياق متصل اعلنت وزارة النفط الإيرانية، يوم امس الأربعاء، جاهزيتها لبدء تصدير الغاز الطبيعي للعراق خلال أيار المقبل، مبينة أنها تنتظر بدء بغداد نصب البنى التحتية الضرورية لتباشر ضخ سبعة ملايين متر مكعب منه يومياً خلال الأشهر التسعة المقبلة.
وقال نائب وزير النفط الإيراني، حميد رضا عراقي، في مؤتمر صحافي عقده امس، وتابعته (المدى برس)، إن "إيران مستعدة تماماً لبدء تصدير الغاز الطبيعي للعراق خلال أيار المقبل"، مشيراً إلى أن "أعمال مد الانابيب ونصب محطة العداد لقياس كميات الغاز المصدرة، قد أنجزت".
وأضاف عراقي، أن "إيران تنتظر بدء الجانب العراقي بنصب البنى التحتية الضرورية على أرضه لتباشر ضخ سبعة ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً خلال الأشهر التسعة المقبلة".
وكان مدير شركة الغاز الوطنية الإيرانية للتصدير، علي رضا كاملي، قد أكد في وقت سابق، على استعداد إيران تصدير الغاز للعراق، حالما يضمن الأخير الجانب الأمني لخط الانابيب الممتد في أراضيه.