TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قطّة دينغ وسيادة العراق

قطّة دينغ وسيادة العراق

نشر في: 23 مارس, 2016: 07:24 م

تحاول الدول التي  لا تنشغل بمعركة إطلاق سراح محمد الدايني ، ولا تنتظر ان يعود ظافر العاني من غيبوبته السياسية ، ولا يهمها إن غرد الجعفري أم صمت   ، الحصول على اعتراف دولي بوجودها، من خلال وسيلة واحدة، هي بناء البلدان وتنمية قدرات الناس، وقد أخفقت كوريا الشمالية،  في أن تصبح مثل شقيقتها الجنوبية على خريطة الدول المرفهة ، لكنّ الرؤوس النووية تمنحها كل يوم فرصة لتصبح الخبر الاول في معظم صحف العالم،
منذ سنوات  ونحن نشتم أميركا والغرب، ونرفع راية " السيادة او الموت الزؤام  لكن ما إن نصب المعتصمون خيامهم على ابواب المنطقة الخضراء حتى  وجدنا اصحاب السيادة  يلوحون بالقوات الاميركية الصديقة.
يخبرنا مؤلف سيرة الرئيس الصيني دينغ شياو بينغ ، بأن الرجل كان دائما ما يستشهد بمقولات  لساسة غربيين  ،  وهو يدير اجتماعات الحكومة وحين سمع يوما احد الوزراء يعترض : " تريدنا ان نعجب بالنموذج الاستعماري  " رد عيه وهو يبتسم :"  ليس المهم لون القطة أبيض أم أسود ،  اشتراكية أم إمبريالية ، ما دامت القطة تصطاد الفأر فهي قطة جيدة "
حين يتقدم بلد مثل العراق سُلّم البلدان الأكثر فساداً ونهباً للمال العام،  فان الأمر يدخل أيضا في قائمة  المؤامرات الامبريالية  ، والعداء للتجربة السياسية ، فلا مشكلة أن نفشل في إدارة مؤسسات الدولة ؟ وأين المشكلة حين يدير أمور العباد، أناس لم يدخلوا يوما مكتبة عامة، ولا يفرقون بين كتاب الطبخ، وكتاب علي الوردي
وفي سيرة دينغ الممتعة التي ترجمت الى العربية مؤخرا نقرأ ، ان الزعيم الصيني كان يواجه ضغوطات كبيرة  ، من اجل ضم هونغ كونغ بالقوة ورفع العلم الصيني على مبانيها ، لكنه رفض  وانتظر انتهاء انتداب الإنكليز ، وكان يرد على معارضيه  "  اتركوا الإنكليز يهتمون  بالقشور ، فقلب الثمرة أكثر نضجا  "  
في ثنايا السيرة نكتشف ان دينغ كان معجبا بأفكار الهندي جواهر لال نهرو ، كيف استطاع هذا الارستقراطي  ان ينشئ دولة مدنية  لاتخضع لخرافات الملايين. لقد  أنشأ مجلسا أعلى للسلطة في الهند  من ذوي العقول النيرة مهمتهم  إعلاء شأن الدولة لا العقيدة  ، طل نهرو يردد امام جميع خصومه :الدولة أساس كل شيء ، وحين اعترض السيخ قال لهم : اعتنقوا ما شئتم من العقائد ، لكن غير مسموح اعتناق اكثر من هند واحدة "
لا يعترف المسؤول " الطائفي " بالخطأ ويعتقد ان "الخطأ والصواب" لا علاقة لهما بالفشل.. وحين يتحول بلد  بغنى وثروات العراق إلى بلد مفلس يخضع لحكم " الطائفة  والعشيرة "، فالأمور لا تتعدى  تجارب تخطئ وتصيب ، المهم ان ورقة الإصلاح لاتزال متداولة بين الجميع  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram