رغم الاجراءات التي تقوم بها الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للحد من تنامي ظاهرة العاب الاطفال النارية والتي انتشرت بصورة واسعة في العيد ، الا ان هذه الاجراءات والخطوات لم تأت ثمارها حيث ازدادت هذه الظاهرة بسبب جشع التجار وما وراءهم من مافيات لتخريب نفسيات الطفولة في العراق.
ويذكر قائمقام الحلة صباح هادي الفتلاوي في تصريح لـ "المدى"، " تطبيقا لقرار مجلس المحافظة ولغرض الحد من هذه الظاهرة شكلت قائممقامية قضاء الحلة بالتعاون مع الشرطة الاقتصادية لجنة لتطبيق قانون منع بيع الالعاب النارية والمسدسات والبنادق الخاصة بالاطفال من المحال التجارية في مدينة الحلة اذ تم مصادرة الاف الالعاب واتلافها ".
واضاف ان "الحملة هي الثانية وتزامنت مع حلول عيد الاضحى المبارك بعد ان تم توجيه الانذار لاكثر من ( 20) محلا تجاريا في مناطق السوق الكبير وساحة العيادة الشعبية في الحملة الاولى ". وبين الفتلاوي "رغم جمال العيد والافراح والمسرات التي نعيشها الى انه حمل معه هما كبيرا وهو لعب السلاح المتنوعة التي يحاول التجار استيرادها بانواع واشكال مختلفة ومتنوعة تغري الاطفال واولياء امورهم بشرائها واللعب بها غير ابهين بالخطورة التي تسببها له من عنف وخوف وتغيرات نفسية واجتماعية .
واشار الى ان " مجلس محافظة بابل اصدر في وقت سابق قرارا منع بموجبه بيع الالعاب النارية والمسدسات والبنادق الخاصة بالأطفال في الاسواق " . وقالت الناشطة في حقوق المرأة علياء الانصاري "في العيد السعيد تتسع ظاهرة لعب السلاح بسبب وجود القدرة الشرائية العالية بشرائها واللعب بها غير مدركين للخطر التي تسببه لهم والاغرب ان الكثير من الاباء والامهات هم من يشتروا تلك اللعب لابنائهم" .
واضافت ان "الكثير من الاطفال تعرضوا لاصابات مختلفة بالالعاب النارية ونقلوا للمستشفيات وهذا اثر كثيرا على بهجة العيد عند عوائلهم ".
واشارت الانصاري الى انها " التقت العديد من الاطفال من طلاب المدارس الابتدائية و طلبت منهم ان يخبروها عن سبب تحول هذا الطفل الهادئ البسيط بسب الالعاب الى طفل اخر غرزت فيه مشاعر العنف والعدائية والقتل.
وتحدث الاطفال بعفوية وبراءة عن آرائهم، وفي معرض اجابتهم عن سؤال "المدى": (لماذا تقتنون العاب السلاح)، كانت الاجابة من احدهم نريد ان (نكون ميلشيات)، والاخر يتفاخر بالقوة عن طريق استعداده لضربات "الصجم" .
تجربة تربوية ..
وتتابع الانصاري لقد عقدت اتفاقا مع الاطفال بان يأتي كل واحد منهم بلعبة السلاح ويرميها في النار ليأخذ بدلا عنها لعبة رياضية او لعبة مسلية موضحة لهم عندما نرمي العاب العنف في النار، لا يعني باننا نرمي هذه اللعبة البلاستيكية فقط لاننا يمكن ان نشتري بعدها واحدة اخرى وثانية وثالثة، انما عندما نرمي تلك الالعاب في النار فاننا سنرمي العنف الذي بداخلنا، سنرمي الاشياء السيئة في النار لنبدأ حياة جديدة، وبذلك نعطي درسا للاخرين، للكبار باننا لا نريد حياة سلاح، لا نريد عنفا . واضافت نجح الاتفاق واطلقوا شعارات لا للعبة السلاح، نعم لطفولتنا (سلاحنا، القلم) ثم اصطف الاطفال واخذ الواحد تلو الآخر يرمي بسلاحه في النار ليأخذ لعبته الجديدة .
وبينت الانصاري ان عملية الحد من عملية بيع وشراء لعب الاطفال العسكرية يتطلب جهودا كبيرة من تربية بابل والحكومة المحلية والحكومة الاتحادية لان شراء اللعب للاطفال يكلف اموالا باهظة، ونحتاج الى تكاتف الجميع بهذا المجال لان العنف اصبح مفردة واضحة وبارزة في حياة اطفالنا .
بنادق "الصجم" مازلت سلاح الأطفال في العيد
نشر في: 30 أكتوبر, 2012: 11:00 م