TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العبادي ونجيب محفوظ !!

العبادي ونجيب محفوظ !!

نشر في: 25 مارس, 2016: 06:07 م

مطبوع يستعيد الخطوات الأولى لسيّد القصّ العربي " نجيب محفوظ "  . يروي في صفحاته التي تجاوزت الخمس مئة ، كيف تقدم طالب المدرسة الثانوية  بخطوات بطيئة باتجاه مكتب المفكر سلامة موسى  ليسلمه على خجل مقالاً كتبه بعنوان " احتضار معتقدات ..وتولد معتقدات  "  لم يصدق أنّ صاحب  المئة كتاب وكتاب  ورجل التنوير الاول في مصر سيقول له بلطف  : " تفضّل استرح " ويجلس المراهق وهو لايصدق نفسه أنه أمام الرجل الذي يجعله يقضي الليل سهراناً يطوف مع  أحلام الفلاسفة  .
أكثر ما لفت اهتمامي في  مقال نجيب محفوظ الشاب ، هو نظرته الى المستقبل : يكتب في المقال :"  ليس ثمة شك في أنّ استقرار الحياة وثبات المدنيات  وسير الامور في مجراها الطبيعي ، لايمكن ان يتحقق من  دون إصلاح المعتقدات القديمة  والخرافات التي اصبحت تشكل عبئا على حياتنا   ، وان لانكف عن بحثها ونقدها " .
ما هو حال الذين يعيشون على الخرافات  اليوم ؟ كيف يمكن أن يتقبلوا واقعا جديدا ، المكان فيه  للحياة والمحبة وللعدالة الاجتماعية  ؟ كيف يمكن أن يخرج الإصلاح وسط طبقة سياسية ، لاتزال تعتقد  أنّ كراسيّها ومناصبها حقّ شرعي تفرضه السماء ، لاقوانين البشر .
توقعت الناس أن يحسم العبادي أمر الإصلاح منذ الأيام الاولى لتسلمه منصب رئيس الوزراء ، وأن يأتي معه بفريق عمل في حجم أزمة العراق   فريق يوحي بالطمأنينة  وبالثقة بالتغيير ،  توقعت الناس أن يصغي العبادي الى صوت شباب التظاهرات ،  وليس لهمسات عباس البياتي  وهمهمات نوري المالكي.
يا رئيس وزرائنا العزيز ، إنّ صانع معجزة سنغافورة كان  يستقبل في مكتبه  الإمبريالي الاميركي هنري كيسنجر ليُصغي إليه ، وفي الوقت نفسه يذهب للقاء الزعيم الصيني دينغ شياو بينغ  ، هكذا تحولت الجزيرة التي كانت مستنقعاً للأوبئة ، إلى أكبر دولة اقتصادية في شرق آسيا ، سيادتك  ماذا فعلت ؟ وضعت على رأس كل هيئة مستقلة رجل من حزب الدعوة  .
أتمنى ان تسامحوني على هذا الإصرار  في الحديث عن الإصلاح ، دون إشارة ولو صغيرة لما يجري على ارض الموصل والانبار من انتصارات يسجلها الجيش العراقي ، والسبب لأننا منذا أشهر نعيش في جو من فوضى الاخبار والمساجلات السياسية  ، الإقلاع عن الحديث عنها يبدو ضرباً من  المستحيل. كل يوم، في الصباح والمساء ، عيون الناس على نشرات الاخبار متى يخرج العبادي  ، ليعلن انه جاد في التغيير ، وأن الإصلاح ليس استبدال أحمد الكربولي بشقيقه محمد الكربولي .
ياسيادة رئيس الوزراء لقد  أضعنا من أعمارنا عشر سنوات في خطابات السيادة ، فهل تريد أن تضيّع عشرة جديدة في شعارات الإصلاح ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    نحجي بالعامية مو ابو عمامة عبدالعزيز الحكيم قابل هنري كيسنجر وجلس معه وصوره مع هنري مو سرية وانما موجودة على اي الله كوكل او جوجل منشورة وما على الفضولي يريد يتأكد من صحة اللقاء بين عبدالعزيز الحكيم و هنري كيسنجر يذهب الى كوكل قسم الصور ؟! شنو اللي فعله ع

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram