اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الحب والتطوّع يعيدان الحياة لمسرح الرشيد

الحب والتطوّع يعيدان الحياة لمسرح الرشيد

نشر في: 27 مارس, 2016: 12:01 ص

.هم فتية أمنوا بالمسرح فإتخذوه طريقا نحو الحياة والجمال، كيف لا وهو الذي ارتبط بالحياة والجمال. هولاء الفتية ومن وقف خلفهم من فنانين ومحبي الفن والمسرح وفرق التطوع الجماهيري، كسروا الطوق وتقدموا بكل قوة واصرار مخترقين الحواجز التي كانت تؤخر اعمار مسر

.هم فتية أمنوا بالمسرح فإتخذوه طريقا نحو الحياة والجمال، كيف لا وهو الذي ارتبط بالحياة والجمال. هولاء الفتية ومن وقف خلفهم من فنانين ومحبي الفن والمسرح وفرق التطوع الجماهيري، كسروا الطوق وتقدموا بكل قوة واصرار مخترقين الحواجز التي كانت تؤخر اعمار مسرح الرشيد لحجج واسباب عدة ربما يقف بمقدمتها اسمه. وهم بذلك وجهوا ضربة قاضية الى الجهات التي كانت تؤخر إعمار المسرح، بالتالي وضعوا تلك الجهات أمام الامر الواقع فهولاء الفتية طوال عشرين يوما قدموا جهودا جبارة في تأهيل الكثير من المفاصل الحيوية بالمسرح حتى بات مهيئا لاستقبال العروض وهذا ما تأكد في البيان الذي صدر أول من أمس والذي يفيد بافتتاح المسرح اليوم الاحد

أعطني مسرحا أعطيك أمة
مديرة مركز العمل التطوعي في وزارة الشباب والرياضة ميسون مأمون ذكرت ان حملة إعادة مسرح الرشيد أطلقها المخرج أحمد حسن موسى بالتعاون مع المركز للعمل على إعادة تأهيل وترميم المسرح كي يستقبل العروض الفنية. مبينة: ان ستة فنانين كانوا متواجدين في الايام الاولى للعمل، فضلا عن مركز العمل التطوعي المكون من فريقين هما محبو بغداد والقادة الشباب وبعض الجهات الاخرى ، حيث تم الاتصال بلجنة الخدمات في مجلس محافظة بغداد، وبلدية الكرخ حيث قدموا المساعدة الممكنة.
وأوضحت مأمون: ان العمل يبدأ من التاسعة صباحا ويستمر حتى الخامسة عصرا بقوة وإرادة وتصميم من اجل إعادة الحياة للمسرح وهذا ما تحقق بالفعل. و إن الحملة سميت اعطني مسرحاً، اعطيك أمة. لافتة: ان المركز لن يقف عند هذه الحملة، فقط بل هناك خطة للعمل بالمسرح الوطني، ومسرح الرافدين بعد الانتهاء من مسرح الرشيد.

17 فريقاً في 14 محافظة
وأضافت مديرة مركز العمل التطوعي: إن المتطوعين استنجدوا بكل من يستطيعون الاستنجاد به لتوفير جهد خدمي من آليات وغيرها بعد ما عانوه من مطالبة بعض الجهات المسؤولة بالموافقات الأمنية لعملهم، وغيرها. لافتة: إن عدداً من الشخصيات السياسية تبرعوا بمبالغ مالية للمركز لإدامة عمله التطوعي واستمراره، منهم رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، والنائبة سروة عبد الواحد وغيرهم.
وبينت مأمون أن عدد الفرق بلغ (17) فريقاً، وامتدت التجربة لتشمل بقية محافظات العراق، بواقع ثلاثة من بغداد، و 14 من المحافظات الأخرى، مشيرة إلى أن المركز بصدد إعداد قاعدة بيانات، لأن أعداد المتطوعين في تزايد.

موقف الفنان
الفنان د. أحمد شرجي بيّن ان هذه الحملة النبيلة لإعادة تأهيل جزء كبير من مسرح الرشيد ليستقبل العروض المسرحية، قادها الفنان علاوي حسين والمخرج أحمد حسن موسى ، بنبل كبير وجنّدوا الكثير من الفنانين حتى أصبح مسرح الرشيد محجاً للفنانين من اجل المساهمة بالتنظيف والتأهيل. مضيفا: اذ قمنا بجمع الاموال من بعضنا البعض لشراء ما نستطيع شراءه.
وتابع شرجي: بجهود نبيلة ومخلصة مؤمنة بالعراق واعادة بنائه بعيداً عن مؤسسات الدولة، واعني متطوعي وزارة الشباب بقيادة السيدة ميسون مأمون ، طلبة وخريجون وحملة شهادات عليا، تحولوا إلى عمال نظافة من اجل اعادة تأهيل مرفق ثقافي وفني كبير. لافتا: بعد يأسنا من المناشدات الحكومية و وزارة الثقافة بكل الوزراء الذين تعاقبوا عليها ، وحتى مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لم يكلف المشرفون عليه بتخصيص مبلغ مالي من اجل المسرح. مسترسلا: لو جمعنا الاموال التي سرقت من مشروع بغداد لتم بناء خمسة مسارح مهمة ، ولكن الفساد مستشرٍ بكل مفاصل الدولة ولهذا يتسترون على سرقات بعضهم البعض..

إحراج أصحاب القرار
وأضاف الفنان والمسرحي: شارك معنا في حملة تأهيل مسرح الرشيد أناس حقيقيون منهم الاستاذ مجاهد ابو الهيل والموسيقي كريم عاشور والكاتب والاعلامي جاسم الحلفي، وكذلك النائبة سروة عبد الواحد ، ولابد من انصاف هذه السيدة لمواقفها الكبيرة والداعمة دائما للثقافة البغدادية رغم ان بغداد ليست دائرة انتخابية لها وللحركة التي تنتمي اليها، اذ تبرعت من مالها الخاص. مبينا: انها أخذت تجمع الاموال من معارفها وتُحرج النواب من أجل التبرع لإعادة تأهيل المسرح.  
وأشار شرجي الى دور دائرة السينما  والمسرح التي قدم مديرها وكالة الوكيل الاقدم جابر الجابري كل الدعم اللوجستي من اجل ذلك ،،، موضحا: ان اعادة تأهيل المسرح لا يعني اعماره ، بل خطوة لأحراج اصحاب القرار السياسي للاهتمام بالثقافة والفن في هذا البلد. متابعا: لان من المعيب جدا في بلد مثل العراق بكل ثقله الثقافي والفني والتاريخي لايملك غير المسرح الوطني الذي يحتضن كل الانشطة الثقافية والسياسية.
مسرح الرشيد واحد من اهم واكبر المسارح في بغداد، افتتح عام 1981 بتصميم من احدى الشركات الفرنسية، يتكون مبناه من تسع طبقات وقاعات كبيرة للازياء والاكسسوارات والملابس المخصصة للممثلين ومعدات خاصة بالحيل المسرحية التي تقدم اكثر من مئتين من المؤثرات الصوتية والبصرية،  فضلا عن قاعته التي تتسع لنحو 700 شخص، وقد دُمِر المبنى بكامله وتعرض للحرق وتحول الى اطلال اثر احداث عام 2003 ، وعانى المبنى وقاعة المسرح من الإهمال طوال السنوات الماضية في ظل وعود حكومية باعماره لم تتحقق.

المسرح حياة
لكل حدث فكرة تنضج وتختمر وتُعلن في وقت ملائم ، وعن فكرة إعادة الروح للمسرح ذكر المخرج احمد حسن موسى: لم تفارقنا هذه الفكرة منذ التغير عام 2003 ، ولكننا كنا ننتظر من الجهد الحكومي ان يقوم بواجبه. مستدركا: لكن بعد انتظار دام ثلاثة عشر عاما وهذا الصرح الثقافي يعاني الاهمال حتى امسى مكباً للنفايات.
واسترسل موسى بحديثه: لذلك جاءت الضرورة في ان يكون لنا دور في تحفيز ذواتنا المنتمية لأصالة هذا المرفق، وان نزيل الغبار عن مساحاته التي تحمل فكرة وأصل المسرح في تاريخنا الفني. متابعا: انطلقنا يتقدمنا الشباب من المتطوعين للعمل الجماعي بما تمكننا انفسنا من طاقة لإعادة الحياة الى مرفق فني لايزال يحرك فينا الحنين ، في حملة اطلقنا عليها تسمية (المسرح حياة). موضحا: ان مديرة المركز التطوعي السيدة ميسون مأمون هي مَن استدعت الفرق التطوعية داخل لغداد وخارجها، وقد تعلمنا من الشباب ما لم نتعلمه.

للروح نوافذ أخرى
وعن ذكرياته في المسرح والاعمال التي قدمها ذكر موسى: تتجسد الذكرى في عروض متعددة اخرجتها على خشبة هذا المسرح (ضحايا الواجب، للروح نوافذ اخرى، ربما، ذهان، ليلة غاب فيها القمر). مضيفا: حين اعمل في تنظيف ما علق على خشبته ، فاني في ذات الوقت ازيل الغبار عن شخوص مسرحياتي المتعددة، وأراقبها تتحرر من سجن الواقع، وقسوة النسيان، انها تعيد تمثيل ذات المشاهد التي عملنا عليها معا. مستدركا:  لكن بطريقة اخرى لم نتفق عليها ، ربما هي الآن تعيد اخراجها بنفسها وبعيدا عني ، وربما هي قد ملّت من بقائي مخرجاً كوني قد تكاسلت في بعث الحياة فيها لفترة تجاوزت العقد من الزمان ، وها انا أكفر عن ذنبي بالعمل كي أعاود الانتماء لها مجدداً.

الدولة لاتحرك ساكناً
مدير اعلام دائرة السينما والمسرح الفنان المسرحي طه رشيد أوضح: لا يختلف اثنان على الحقيقة التي تؤكد على ان مسرح الرشيد صرح فني ليس في العراق فحسب بل في عموم المنطقة، نظرا لطراز بناءه وسعته واستخدام أحدث أنواع التكنولوجيا، حينها، في تسييره وتشييده مع مجمع معماري مستقبلي يسع لمؤسسة بحجم دائرة السينما والمسرح. مضيفا: الأمر الآخر والذي لا يقل أهمية هي كون هذا المسرح قد شهد خلال التسعينيات خيرة الأعمال المسرحية التي يتذكرها لليوم النقاد والمختصون والجمهور.
وأضاف طه: من هنا جاءت أهمية إعادة ترميمه وتأهيله. متأسفا: ان الدولة لم تعر أهمية لذلك اذ مضى أكثر من عشر سنوات على حرقه دون ان تحرك ساكنا. مشيرا: الى مبادرة مجموعة من الفنانين، المحروقة قلوبهم!، ومن أعمار مختلفة لإعادة الحياة إليه عبر التوجه لكل الخيرين الذين قدموا المساعدة لمشروعهم، وها هم الآن يوشكون على افتتاحه دون وجود إمكانية لإعمار طوابق البناية الأخرى.

شدّ أزر الشباب
وبيّن مدير اعلام دائرة السينما والمسرح: ان مسرح الرشيد شعبة من شعب دائرة السينما والمسرح التي لا حول لها ولا قوة بعد انقطاع السلفة التشغيلية عنها. مضيفا: وذات الأمر يسري على وزارة الثقافة التي تم تقليص ميزانيتها عاما بعد عام بشكل مخجل.
واستطرد طه: أمام مبادرة الشباب في إعادة تأهيل مسرح الرشيد، والتي شارك فيها موظفون في دائرة السينما والمسرح والتي بدورها لم تستطع أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام مبادرة خلاقة كهذه. متابعا: فحشدت ظهيرة اليوم الأحد للتجمع وشد أزر الشباب بمناسبة انطلاق فعاليات يوم المسرح العالمي الذي يصادف في ذات اليوم. خاتما حديثه: لا اعتقد أن الدائرة ستبخل بمساعدة الشباب لوجستيا بما تمتلكه من شعب النجارة والكهرباء وقسمها الهندسي الذي يفترض أن يكون في خدمة إعادة الحياة لهذا الصرح الوطني.
ال ( نحن ) وليس الأنا
الفنان علاوي حسين لم يستطع ان يخفي حماسه حيث وصف حملة المسرح حياة انتصار لهذا الصرح الثقافي والمسرحي الكبير .وانتصار لبغداد المدينة الحبيبة والاثيرة التي يراد لها ان تبقى مدينة القتل والخراب والفوضى.  مضيفا: كما تعتبر هذه الحملة انتصار للفكر والسلام والمدنية التي يمثل المسرح أحد رموزها. مؤكدا: ان المدينة التي تخلو من  المسرح  مدينة عرجاء.
ولفت حسين : الى ان طبيعة الحملة هي تنظيف المسرح وترميم مايمكن ترميمه، حسب الجهد البشري المتواجد من متطوعين. مشيرا:  جهد وزارة الثقافة المتمثل بكوادر ( دائرة السينما والمسرح من فنيين وتقنيين، باشراف مدير عام دائرة السينما والمسرح وكالة جابر الجابري وبدعم متواصل من قبل مدير المسارح المخرج غانم حميد. منوها: في الايام القادمة سيكون المسرح جاهزا بشكل جيد جدا لاستقبال العروض المسرحية مشددا: ان كل ذلك نتاج ال ( نحن ) وليس الأنا .

الكفتيريا ووسائل التكييف
أثار العمل التطوعي الذي يقوم به المركز دهشة عدد من الشخصيات العامة في العراق، حيث سارعوا بالتبرع بالأموال والأثاث والمعدات، وقد تبنت شركة (ببسي كولا)، إعمار مطعم وكافتيريا مسرح الرشيد، وتزويده بكل المستلزمات، فيما قامت شركة الحافظ للتجارة العامة بتزويد المسرح بوسائل التبريد والتكييف والتدفئة، وقد تعهدت شبكة الإعلام العراقي بمد كابل كهربائي وآخر ضوئي لمبنى مسرح الرشيد.

الشباب بناة الغد
الفريق التطوعي ضم العديد من الشرائح بينهم طلبة الكليات والمعاهد ، الطالب حسين حسن عزيز من كلية النهرين بيّن: المركز اطلق حملة دعا فيها الشباب للمساهمة  في اعادة الاعمار والبناء للابنية الثقافية التي تمثل المعالم المعمارية. مضيفا: تعزيزا لشعار العمل التطوعي مسؤولية الجميع لبناء الوطن، تجمع عدد من طلبة جامعة النهرين للقيام بالمشاركة بهذه الحملة وتم خلالها ترتيب المكان وازالة الانقاض .مؤكدا: ان هذا العمل يعزز روح الانتماء والعطاء من قبل فئة الشباب ويجسد التعاون في ظل الظروف التي يمر بها العراق من حالات التقشف الاقتصادي، فضلا عن كوننا مخرجات علمية وعملية تسعى لبناء وطننا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. طارق الجبوري

    خطوة كبيرة باتجاه اعادة الاعتبار للمسرح بشكل خاص وللفن بشكل عام .. العمل التطوعي للشباب يرسخ القناعة بامكانية وقدرة الارادة .. بوركتم لتسليط الضوء على هذا لعمل الكبير مع التقدير

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram