TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مسؤول مرقط

مسؤول مرقط

نشر في: 26 مارس, 2016: 09:01 م

اكثر من مسؤول  وسياسي عراقي ، يحرص على ارتداء البدلة العسكرية  المرقطة  لاسباب ربما تتعلق  برغبته في استعارة مظهر  قائد يخوض حربا ضد الفساد ،  والمجاميع الارهابية،  فضلا عن ترسيخ صورة في اذهان الجمهور تعكس الاستعداد  لبذل الغالي والنفيس لتحقيق النصر  التاريخي بالتخلي عن ملذات الدنيا والتضحية بالحياة  مقابل الفوز بالجنة ثم الدخول الى الصفحات الناصعة في التاريخ البشري في محاولة للانضمام   الى قائمة الشخصيات الاكثر تاثيرا في العالم وقدمت منجزات كبيرة للبشرية.
 المسؤول المرقط يبحث عن وجاهة مفقودة ، يمكن ان  يحققها ان كان  جادا مخلصا حريصا على تطوير  اداء وزارته او مؤسسته الحكومية ، بامكانه تقليد الاشقاء الامارتيين ، ليدير العمل مرتديا دشداشة بيضاء  ، ضاربا عرض الحائط   اعتراض الاخرين على ارتداء الوزير الدشداشة ، ليؤكد تمسكه بالزي الشعبي، مع اثبات  تلاحمه مع  الجماهير لعله  يضمن تصويت اعداد كبيرة من المراجعين لصالحه في الانتخابات المقبلة .
يوم شكل مجلس الحكم المنحل  اول وزارة منح حقيبة الدفاع الى شخصية مدنية ،  الخطوة كانت بنظر بعض  المتفائلين بامكانية   انتقال العراق الى نظام ديمقراطي تعددي حدثا بارزا الغى تقليدا سائدا منذ تشكيل الدولة العراقية مطلع العشرينيات ، بمنح وزارة الدفاع الى ضابط برتبة عالية في الجيش ، اما  المحبطون من امكانية تحقيق الديمقراطية ، ففسروا الخطوة ، بانها مجرد تغيير شكلي  لتقليد دول خارجية ، تولت فيها النساء وزارة الدفاع ، بوجود مؤسسة عسكرية رصينة ، غير خاضعة لنفوذ الاحزاب.
عسكرة المجتمع ظاهرة لها جذورها في العراق ، منح حقيبة الدفاع الى شخصية مدنية لم يحد من  مخاطر الظاهرة  وتداعياتها الاجتماعية ، في ظل الانفلات الأمني خلال السنوات الماضية تحولت الى مشكلة ، كانت وراء اندلاع ازمات سياسية ،  رئيس الحكومة السابقة رفض منح الكتل النيابية وزارتي الدفاع والداخلية ، على الرغم من وجود اتفاق محاصصي ،  على ان تكون الداخلية من حصة الشيعة والدفاع  للسنّة ، خلال  اربع سنوات من عمر الحكومة  لم يتوصل القادة السياسيون ورؤساء الكتل  النيابية الى اتفاق لحسم طرح   شخصيتين  لشغل الوزارتين الامنيتين ، عضو مجلس النواب في الدورة السابقة عتاب الدوري اعلنت استعدادها  لتكون اول أمرأة  عراقية تشغل منصب وزير الدفاع في المنطقة  العربية.
مع تراجع الاوضاع الامنية  واحتلال داعش محافظات عراقية في زمن القائد العام للقوات المسلحة السابق  وفريقه العسكري من كبار الضباط ، تخلى سياسيون ومسؤولون عن بدلاتهم الرسمية ، ارتدوا  الزي العسكري ، ظهروا عبر شاشات فضائيات احزابهم ، يتحدثون  بمصطلحات العسكر ، حتى وصل المشاهد الى   قناعة بان  العراق يضم  مئات الجنرالات   بالامكان تصدير اعداد كبيرة منها الى مناطق الصراع في المنطقة العربية لحسمه لصالح جهة معينة ضد اخرى ، المسؤول المرقط " طركاعة " عراقية بامتياز .    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram