اكثر من مسؤول وسياسي عراقي ، يحرص على ارتداء البدلة العسكرية المرقطة لاسباب ربما تتعلق برغبته في استعارة مظهر قائد يخوض حربا ضد الفساد ، والمجاميع الارهابية، فضلا عن ترسيخ صورة في اذهان الجمهور تعكس الاستعداد لبذل الغالي والنفيس لتحقيق النصر التاريخي بالتخلي عن ملذات الدنيا والتضحية بالحياة مقابل الفوز بالجنة ثم الدخول الى الصفحات الناصعة في التاريخ البشري في محاولة للانضمام الى قائمة الشخصيات الاكثر تاثيرا في العالم وقدمت منجزات كبيرة للبشرية.
المسؤول المرقط يبحث عن وجاهة مفقودة ، يمكن ان يحققها ان كان جادا مخلصا حريصا على تطوير اداء وزارته او مؤسسته الحكومية ، بامكانه تقليد الاشقاء الامارتيين ، ليدير العمل مرتديا دشداشة بيضاء ، ضاربا عرض الحائط اعتراض الاخرين على ارتداء الوزير الدشداشة ، ليؤكد تمسكه بالزي الشعبي، مع اثبات تلاحمه مع الجماهير لعله يضمن تصويت اعداد كبيرة من المراجعين لصالحه في الانتخابات المقبلة .
يوم شكل مجلس الحكم المنحل اول وزارة منح حقيبة الدفاع الى شخصية مدنية ، الخطوة كانت بنظر بعض المتفائلين بامكانية انتقال العراق الى نظام ديمقراطي تعددي حدثا بارزا الغى تقليدا سائدا منذ تشكيل الدولة العراقية مطلع العشرينيات ، بمنح وزارة الدفاع الى ضابط برتبة عالية في الجيش ، اما المحبطون من امكانية تحقيق الديمقراطية ، ففسروا الخطوة ، بانها مجرد تغيير شكلي لتقليد دول خارجية ، تولت فيها النساء وزارة الدفاع ، بوجود مؤسسة عسكرية رصينة ، غير خاضعة لنفوذ الاحزاب.
عسكرة المجتمع ظاهرة لها جذورها في العراق ، منح حقيبة الدفاع الى شخصية مدنية لم يحد من مخاطر الظاهرة وتداعياتها الاجتماعية ، في ظل الانفلات الأمني خلال السنوات الماضية تحولت الى مشكلة ، كانت وراء اندلاع ازمات سياسية ، رئيس الحكومة السابقة رفض منح الكتل النيابية وزارتي الدفاع والداخلية ، على الرغم من وجود اتفاق محاصصي ، على ان تكون الداخلية من حصة الشيعة والدفاع للسنّة ، خلال اربع سنوات من عمر الحكومة لم يتوصل القادة السياسيون ورؤساء الكتل النيابية الى اتفاق لحسم طرح شخصيتين لشغل الوزارتين الامنيتين ، عضو مجلس النواب في الدورة السابقة عتاب الدوري اعلنت استعدادها لتكون اول أمرأة عراقية تشغل منصب وزير الدفاع في المنطقة العربية.
مع تراجع الاوضاع الامنية واحتلال داعش محافظات عراقية في زمن القائد العام للقوات المسلحة السابق وفريقه العسكري من كبار الضباط ، تخلى سياسيون ومسؤولون عن بدلاتهم الرسمية ، ارتدوا الزي العسكري ، ظهروا عبر شاشات فضائيات احزابهم ، يتحدثون بمصطلحات العسكر ، حتى وصل المشاهد الى قناعة بان العراق يضم مئات الجنرالات بالامكان تصدير اعداد كبيرة منها الى مناطق الصراع في المنطقة العربية لحسمه لصالح جهة معينة ضد اخرى ، المسؤول المرقط " طركاعة " عراقية بامتياز .
مسؤول مرقط
[post-views]
نشر في: 26 مارس, 2016: 09:01 م