لم تكن تتوقع ام سحر وافراد اسرتها أن يظلوا عالقين لساعات طويلة في الاختناق المروري وهم في طريقهم الى مدينة العاب الناصرية المنفذ الوحيد الذي يرتاده الاهالي للترفيه في ايام العيد.. فالطرق مقطوعة على حد قولها والجسور المتهالكة تختنق بزخم كبير من المركبات التي تزأر ولا تتقدم الا ببطء . وتشير ام سحر وهي تحاول أن تبدو متماسكة امام اطفالها الذين فقدوا جزءا من نظارة العيد في رحلتهم المتعثرة الى أن ايام العيد اخذت تفقد متعتها بسبب ما تواجهه الاسر من ارهاق ومخاطر نتيجة اختناق الطرق وقلة منافذ الترفيه في محافظة ذي قار التي يقطنها نحو مليوني نسمة .

غلق وتحويل مسارات الطرق

وكانت الحكومة المحلية وضمن خطتها الأمنية التي تبنتها في الآونة الاخيرة قد اغلقت وحولت مسارات عدد من الطرق في مركز مدينة الناصرية وذلك في خطوة للحيلولة دون تنفيذ المزيد من العمليات الارهابية في مركز المحافظة ما نجم عن ذلك حصول اختناقات شديدة في الطرق والجسور المؤدية الى مدينة الالعاب ومتنزه الناصرية وعدد من المناطق الأخرى، كما قامت القوات الأمنية ومنذ اكثر من اربعة اشهر بإغلاق جميع المنافذ المؤدية الى شارع الحبوبي وذلك عبر توزيع 36 بوابة حديدية على مداخل الأسواق والمراكز التجارية في مركز مدينة الناصرية . وهو الأمر الذي اثار قلق اهالي الناصرية الذين اعربوا عن خشيتهم من تحويل مدينتهم الى ثكنة عسكرية محاطة بالحواجز والبوابات المحكمة الاغلاق ، اذ اشار رئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية في ذي قار حقي كريم وفي تصريح سابق لـ"المدى"، الى  أن غلق المركز التجاري لمدينة الناصرية أمام حركة المركبات أدى إلى خنق المدينة وتحويلها إلى سجن بحراسة أمنية مشددة .

تعطيل النشاط التجاري

وأضاف "البوابات الحديدية التي نصبتها الجهات المسؤولة في المحافظة لغلق جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى شارع الحبوبي في مركز مدينة الناصرية، تسببت بتعطيل النشاط التجاري وزيادة معاناة المواطنين .

وأكد رئيس الجمعية " تضرر الكثير من الأهالي واصحاب المحال التجارية وكذلك أصحاب سيارات الأجرة بسبب هذا الإجراء، كون غلق الطرق والمنافذ المؤدية إلى شارع الحبوبي والشوارع الاخرى تسبب بإعاقة النشاط التجاري وعرقل حركة المارة ومنع أصحاب المركبات من العمل في أهم شارع ومركز تجاري حيوي في المحافظة ".

وكانت القوات الأمنية قد اغلقت المنافذ والطرق المؤدية إلى شارع الحبوبي والأسواق المحيطة به فضلا عن عدد من الشوارع الاخرى عقب أي تفجير إرهابي يحصل في المحافظة والمحافظات المجاورة، وهو ما عده الكثير من المواطنين الذين التقتهم "المدى" في وقت سابق تراجعا في الخطة الأمنية التي تعتمدها المحافظة "كونها تنقل المعركة مع قوى الإرهاب إلى داخل المدن وتعيق بذلك حركة المرور إلى المركز التجاري ومجمع عيادات الأطباء والمراكز الحيوية الاخرى في المدينة .