القوى السياسية المشاركة في الحكومة الحالية ، لطالما دعت الى اعتماد الشفافية والوضوح مع وضع النقاط على الحروف لبلورة موقف موحد لإنجاز التعديل الوزاري المرتقب ، على الرغم من ان بعضها يرغب في خوض جولات تفاوض ماراثونية لتسمية المرشحين ، فيما يتعرض رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى ضغط الشارع لإنجاز المهمة في اقرب وقت ممكن ليثبت للمعتصمين امام المنطقة الخضراء انه رجل الاصلاح الاول في العراق ، العبادي شكل لجنة ضمت خبراء وشخصيات اكاديمية لاختيار المرشحين لحكومة الكفاءات ، على وفق معايير النزاهة والاستقلالية والخبرة لشغل المنصب الوزاري ، لجنة الخبراء ستختار شخصيتين لكل حقيبة وزارية ، على ان يختار العبادي الشخصية المناسبة للمنصب ، ثم يتوجه الى مجلس النواب للحصول على التصويت ، وبزغاريد الكوتا النسائية البرلمانية إن تمت موافقة الكتل النيابية على المرشحين سيسدل الستار على المشهد الاخير من مسرحية التعديل الوزاري .
بفرضية تحقيق الاتفاق على المرشحين ، تكون لجنة الخبراء قد نجحت في إنجاز مهمتها وسجلت سابقة لم تحصل طيلة السنوات الماضية ، فالمعروف عراقيا ان اللجان وخاصة التحقيقية المشكلة لمعرفة ملابسات قضايا امنية ، تخضع لإرادة القوى المتنفذة ، نتائجها تحال الى جهات اخرى ، مع مرور الزمن يتراكم عليها الغبار فتدخل في ملفات النسيان ، خير مثال على ذلك ، نتائج لجنة معرفة ملابسات سقوط الموصل ، رفعت الى الادعاء العام "نامت عليها الطابوقة " الامثلة والشواهد كثيرة لذلك شاع استخدام تعبير وضع النقاط على الحروف للتوصل الى الحقيقة مهما كانت النتائج ، أما محاولات السكوت فهو تضليل مقصود يخدم اهداف اطراف تجد نفسها مفضوحة حين تكون تحت الشمس .
النقطة في مفردات اللغة العربية لها اهمية كبيرة ، تجاهل وضعها سهوا او عن قصد ربما يجعل المفردة سببا في اندلاع ازمة سياسية او حرب إقليمية ، مع اعلان العبادي تشكيل لجنة الخبراء، وحرصه على وجود حرف الباء في مفردة خبراء ، طالبت قوى سياسية بالكشف عن اعضاء اللجنة ، للتأكد من حقيقة انهم يمتلكون مواصفات اختيار المرشحين ، بعيدا عن الانحيازات الحزبية او المذهبية والطائفية ، المطالب مشروعة ولا اعتراض عليها مادامت تخدم المصالح الوطنية ، وتلبي مطالب الراغبين في الاصلاح الجذري الجوهري المنسجم مع المواد الدستورية .
في المشهد العراقي لاتوجد لجنة قادرة على إقناع الجميع بقراراتها سواء ضمن خبراء ، او متخصصين يحملون شهادات عليا ، تجربة السنوات الماضية رفعت نسبة المتشككين بقرارات اللجان ، السيد العبادي الحريص على تحقيق إصلاحاته في ولايته الحالية ، أمامه فرصة للكشف عن لجنة الخبراء ، مؤهلاتهم ، مواصفاتهم ، مع الاسم الرباعي ، بخلاف ذلك ستكون نظرة التشكيك حاضرة في التعاطي مع اي خطوة تتعلق بالتعديل الوزاري المرتقب ، مع احترم حرف الباء في مفردة الخبراء ، حذفه "كارثة بشرفي" على حد تعبير الشاعر العراقي المغترب نصيف الناصري .
ألف باء الخبراء
[post-views]
نشر في: 27 مارس, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
عادل العراقي
نسيان وضع النقطه فوق حرف الخاء يجسد حقيقة عمل هذه اللجنه. هم حبراء ويبقى عملهم حبر على ورق. تحياتي.