TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حتى لا يتكرر الخطأ ..

حتى لا يتكرر الخطأ ..

نشر في: 28 مارس, 2016: 09:01 م

يُقال إن المرء من جهله ومن أخطائه يتعلم ، ونحن نعترف أننا كنا جهلة بالسياسة وأخطأنا بشدة حين انتخبنا من ادعوا تمثيلنا وتبين انهم لا يمثلون إلا أنفسهم وكتلهم ومصالحهم وولاءاتهم الخارجية .. لقد كنا حديثي عهد بالديمقراطية واعتادت آذاننا على خطابات القائد الضرورة فصدقنا خطابات المرشحين عن أحزاب وكتل ادعت الوطنية والدعوة الى تحقيق حياة حرة وكريمة لنا وما أن اعتلوا مقاعد السلطة حتى ألقوا بنا خلف ظهورهم والقوا بالعراق الى الحضيض وبالعراقيين الى التهلكة ... لابد ان نتعلم من اخطائنا ولا نصدقهم من جديد فنسمح لمخالب الطائفية ان تمزقنا ولمزايداتهم السياسية ان تلغي مطالبنا الحقيقية ..لا نريد ان نظل نلعق جراح الماضي ونحن نفتح جراحا جديدة ..لقد تعلمنا دائما ان التضحية بالنفوس لصيقة ربما بقضية او مبدأ او اعتقاد حتى لو كان خاطئا في نظر الآخرين ، أما الآن ، وفي زمن الارتزاق فحتى التضحية بالنفس باتت بمقابل وقد تباع الارواح مقابل ثمن بخس ومن دون ان تجدي التضحية نفعاً ..علينا إذن ان نتبع حواسنا وحاجتنا الحقيقية الى الأمان والتغيير الفعلي، وان نترك ما يدعو إليه السياسيون من مطالب شخصية وحزبوية فهم لا يريدون التضحية بمكاسبهم السابقة حتى لو كانت النتيجة شفاء البلد من أزمته وقيام إصلاح حقيقي ..ما زالوا يطالبون باستحقاقاتهم الانتخابية ويريدون ان يكون وزراء (التكنوقراط) حزبيين ايضا ، وإذن فما فائدة الدعوة الى إبعاد الوجوه المستهلكة واختيار عناصر مستقلة وكفوءة في مجالاتها لتنهض بالبلد ما دامت الاعتراضات قائمة والبرلمان ممزق بين الكتل والأحزاب ولا يمكنه التصويت على شخصيات مستقلة .
مهمة العبادي حاليا صعبة جدا وربما تكون مستحيلة بعد ان فتح السيد مقتدى الصدر باعتصامه داخل المنطقة الخضراء الباب لفعل حاسم ورد سريع ..ومهمة أتباع السيد الصدر ألا يفهموا أن اعتصامهم مكسبٌ صدريٌّ ، بل حاجة وطنية ليجدوا تعاطفاً وتأييداً من الشارع العراقي المتعطش الى تغيير الوجوه التقليدية الكالحة وربما تسهل مهمة العبادي بعدها حين يؤازره الشارع العراقي في مشروعه الإصلاحي ولا يضطر الى التسويات وإرضاء الكتل والأحزاب ..لابد من ان يتعلم السياسيون الإيثار والتضحية وان نتعلم التخفيف من اندفاعنا نحوهم من دون رؤية صور واضحة للمستقبل ، وإلا فستتكرر الأخطاء وسيقودوننا وسنقود أنفسنا هذه المرة الى تهلكة حقيقية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    ياسيدتي ان الاصلاح الحقيقي ليس بتغيير الوزراء والاتيان باخرين اكثرهم سرقة وفسادا فالاصلاح الحقيقي هو تغيير القضاء اذا كنا نستطيع ذلك وتقديم الفاسدين والسارقين والعملاء ومن تسبب في بيع ارضنا وانتهاك اعراضنا ومن هدر دمنا فهذا هو الاصلاح وليس بتغيير وجوه ح

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram