اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البرلمان يناهض الإصلاح

البرلمان يناهض الإصلاح

نشر في: 28 مارس, 2016: 06:23 م

دليل جديد تقدّمه الكتل السياسية المتنفذة في السلطة، يثبت بالصوت والصورة مرّة أخرى أنّ هذه الكتل لا ترغب في الإصلاح، وأنها تعرقل تحقيقه بكل ما أُوتيت من قوة، مستندة إلى نفوذها السياسي والمالي في الدولة.
هذا الدليل جاء في البيان الصادر عن الكتل البرلمانية أمس وطلبت فيه من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي عرض كابينته الوزارية يوم الخميس المقبل، وبخلافه ستُخضعه للمساءلة أمام مجلس النواب "لتأخره في تقديم الكابينة الوزارية"!
للغافل والساهي ولمن لا يعرف، فان الكتل صاحبة هذا الخطاب ليست كتلاً معارضة في البرلمان، وإنما هي نفسها التي تستحوذ على الأغلبية الساحقة من مقاعد البرلمان والحكومة، والمستأثرة بمناصب الدولة وبالثروة المالية التي تدرها عليها هذه المناصب. وهذه من أولى العلامات في بيان أمس على عدم رغبة هذه الكتل في الإصلاح، فلو لم تكن كذلك لأقدمت على خطوة عملية، خصوصاً أنّ قضية الإصلاح مطروحة بإلحاح شديد منذ ثمانية أشهر.
العلامة الأخرى هي افتتاح البيان بالإشارة إلى "المواجهة الحاسمة مع قوى الإرهاب لتطهير أرض وطننا الحبيب..."، فالمقصود هنا كما في سابق بيانات هذه الكتل، مجتمعة ومنفردة، هو وضع عصي محاربة الإرهاب في عجلة الإصلاح لتعويق انطلاقها وتقدمها. هذا كلام المقصود به الشعب العراقي المطالب بالإصلاح، وعلى وجه الخصوص المتظاهرون والمعتصمون عند أبواب المنطقة الخضراء في بغداد. وفي هذا نكران، أو في الأقل تغافل، لحقيقة أنّ الإرهاب ما كان له أن يدنّس "أرض وطننا الحبيب" ويغتصبها لو كانت الطبقة السياسية التي تمثّلها الكتل صاحبة البيان قد شرعت بالإصلاح منذ العام 2011، يوم انطلقت التظاهرات الشعبية العارمة المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد وتحسين نظام الخدمات العامة، فهذه الطبقة السياسية واجهت تلك التظاهرات، عبر حكومة المالكي، بالقمع الضاري وبمحاولة تشويه صورة الحركة الاحتجاجية باتهامها بأنها بعثية و"قاعدية"!
العلامة الثالثة واردة في البند الثاني من البيان "إنّ أية إصلاحات لا تضع في اعتبارها أولوية الحفاظ على اللحمة العراقية والشراكة الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي وتجاوز إخفاقات الماضي ولا تتوفر على المعايير الدستورية والقانونية والحفاظ على العملية السياسية لن تكون إلا إضافة أزمة جديدة إلى سلة الأزمات التي يعاني منها العراق"، وهذا الكلام ليس له سوى معنى واحد هو أن هذه الكتل تحذّر العبادي، أو سواه، من أي إجراء أو قرار يمسّ نظام المحاصصة الطائفية والإثنية والحزبية بذريعة "الحفاظ على اللحمة العراقية والشراكة الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي"!
أما العلامة الرابعة فقد جاءت في البند السادس الذي وإن حيّا المعتصمين لتعبيرهم عن "شعور عال بالمسؤولية وإحساس عميق بدورهم والتزام واضح بالأنظمة والقوانين"، إلا أنه يهدد باتخاذ "الإجراءات اللازمة لحماية المؤسسات الرسمية والحفاظ على هيبة الدولة واحترامها عند خروج أيّ فعالية تذكر عن الجانب القانوني أو الدستوري"، وهذا كلام القصد منه التخويف، فالمتظاهرون والمعتصمون أثبتوا على مدى ثمانية أشهر أنهم ملتزمون بالقانون والنظام والدستور، فيما الطبقة السياسية المتنفذة في السلطة هي التي تنتهك كلّ يوم منذ أكثر من عشر سنوات القوانين والدستور.. وبسبب هذا الانتهاك حصل كل ما حصل ويحصل كلّ ما يحصل الآن في البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. رمزي الحيدر

    هل سمعت يوماً من الأيام أن شلة حرامية قامت بعملية ،،،،.... إصلاح ......،،،،،!!!!!.

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram