أخيراً، صدر بيان مجلس النواب حول الإصلاح ، فما الجديد فيه؟ لا شيء. جُمَل منمّقة ، عبارات غامضة ، اللحمة والنسيج ، والشراكة لا تزال هي الكلمات المفضلة لدى السادة النواب ، هل كان البيان ضرورياً؟ ربما كان كذلك لسبب وحيد، أي لكونه نموذجاً على خفّة العقل السياسي ، ولأنه إثبات على الفارق الهائل بين ما يفعله مجلس نوابنا الموقّر في ظلّ اللحمة السياسية ، وبين ما تقدّمه برلمانات العالم من نموذج حيّ لارتباط النائب بهموم ومشاكل الناس ، أي بين برلمانات تقوم على المعرفة والفعل الصحيح ، ومجلس نواب قائم على الشعوذة السياسية .
ما هذا المناخ الكوميدي أيها السادة؟ سامحوني إن عدت قليلا إلى الوراء لأذكّركم أنني مثل العديد من زملاء هذه المهنة، كنّا نكرر نفس الأسئلة، لكن لا شيء تغير سوى بيانات رئيس مجلس النواب ، وهي خطابات لم تكن ولن تكون صالحة للاستخدام البشري، لا رهان على الحكومة ومؤسساتها، ولا استقرار مع برلمان يتناحر أعضاؤه من أجل عيون كتلهم السياسية، ولا شيء سوى الانسجام مع الفوضى والخراب.
منذ ليالٍ طويلة والعنوان على لسان السيد سليم الجبوري هو واحد لا يتغيّر"الاستحقاق السياسي "، فليحيا البرلمان إذاً.. وليسعد السادة النواب الذين اكتشفوا مؤخرا " أنّ البرلمان هو الممثل الشرعي للشعب "
أما كيف توصلوا لهذا الاكتشاف ، فهذه أسئلة لا مكان لطرحها تحت قبّة البرلمان، ونحن نخوض معركة الدفاع عن منافع السلطة، لا منافع المستضعفين.
المصدومون جدًّا من بيان البرلمان ، يبدو أنّ أكثرهم نسي أو تناسى انه نفس البرلمان الذي جلس على كرسيّ الرئاسة فيه محمود المشهداني صاحب عبارة " جيل دايح " وأسامة النجيفي الذي كان يحلم بإعادة أيام حلف بغداد ، وهو نفس البرلمان الذي شهد المباراة الشهيرة بين كمال الساعدي وحيدر الملا ، وتحت قبته طار حذاء الزعيمة عالية نصيف ، وحصل كاظم الصيادي على بطولة وزن الريشة ، وهو البرلمان الذي نسمع فيه كل ليلة حكاية من حكايات أعضائه الطريفة.
عشنا مع البرلمان سنوات ننتقل من حكاية إلى أخرى، ومن ليلة إلى ليال جديدة ، واثقين كل الثقة بأن محدثينا يكذبون وينسجون الخرافات على طريقة المرحومة شهرزاد في ألف ليلة وليلة ، لكنّ صاحبة الليالي كانت تثير البهجة في نفوس مستمعيها ، أما نوابنا فإنهم يثيرون الأسى والخراب
أيها القارئ العزيز.. أقولها لك بكل صدق وأمانة، أعد قراءة البيان الاخير للبرلمان ، وستعرف كم به من المضحكات.
" ليالي " سليم الجبوري
[post-views]
نشر في: 28 مارس, 2016: 06:32 م
جميع التعليقات 3
محمد سعيد
اخي الكاتب ارجو التوقف عن ترديد كلمه اصلاح ,لاننا نعيش في بلد اصبحت فيه تعابير رئيس مجلس النواب او رئيس الوزراء او مجلس القضاء الاعلي او حتي كلمه رئيس الجمهوريه مجرد فقاعات او اوهام ,حيث ظل مضمونها بعيدا عن المحتوي الوظيفي الحقيقي او ابتعدت
بغداد
هناك صور على كوكل للأخونجي سليم الجبوري جالس مع اوغلو التركي ومع اسامة سايس الخيل النجيفي واخيه على مائدة طعام أطباقها مطعمة بالذهب وملاعقها من الفضة الأنتيكة وكأنهم ملوك وأمراء وجالسين مستأنسين فرحين ومتونسين ومكشرين تلاحظ على وجوههم الخبيثة انهم خونة سا
ام رشا
أستاذ علي المحترم كانت هناك لوحات جميلة عبارة عن حكم وأقوال تزين جدران مدرستي الابتدائية في محلة السفينة في الاعظمية وكنا إقرءها في الدخول والخروج من المدرسة طيلة السنة كالنظافة من الإيمان والحياة كفاح وحب لاخيك ماتحب لنفسك واذا كان الكلام من فضة فالسكوت