حدد مجلس النواب يوم غد الخميس موعدا نهائيا لتقديم رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي كابينته الجديدة ، بخلاف ذلك سيلجأ البرلمان الى خيار سحب الثقة ، ثم العودة الى المربع الاول بطرح مرشح بديل من التحالف الوطني الكتلة الاكبر في البرلمان ليكلفه رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة جديدة طبقا للدستور . المشهد السياسي اليوم يشير وبشكل لايقبل اللبس الى ان الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية، فشلت في تلبية مطالب المعتصمين بتحقيق الاصلاح ، وهو لايحتاج الى تنظيرات او لقاءات واجتماعات يحضرها قادة سياسيون تواروا عن الانظار ، لكنهم في مواسم الأزمات عادوا الى الطاولة المستديرة استجابة لمتطلبات المصلحة الوطنية كما يزعمون .
لكثرة تداول مفردة الاصلاح منذ اطلق العبادي حزمته الاولى بإقالة نواب رئيسي الجمهورية والوزراء من مناصبهم ، بعد هذه الخطوة لم يدخل ديناصور الفساد الى قفص الاتهام لمحاكمته بسرقة المال العام ، ومن شغل عقارات الدولة والقصور الرئاسية رفض اخلاءها ، اما الحديث عن اجراء تغيير في الهيئات المستقلة فلا يتجاوز ضمان الحصول على التمثيل الحزبي في هيئة مستقلة بالاسم فقط .
"اسهل من اليخني" ، قول لطالما ردده العراقيون في اشارة الى إعداد طبخة لاتحتاج الى مهارة وخبرة ، يوضع اللحم في قدر مع البصل واحيانا النومي بصرة على نار هادئة ، بعد اقل من ساعة يكون "التشريب" جاهزا للتناول. عملية تحقيق الاصلاح اسهل من اليخني لكن هناك من يعرقل ويعطل ، يحاول ان يحافظ على مكاسبه حتى في ظل اندلاع أزمات تكشف عن"صخام الوجه" طيلة السنوات الماضية.
التحالف الوطني أعلن أنه عازم على تحقيق التعديل الوزاري بعد إجراء مشاورات مع القوى السياسية ، وطرح خطة إنقاذ تتضمن تشكيل لجنة، يبدأ عملها مطلع الشهر المقبل ، تتولى تغيير الوزراء ووكلائهم والمديرين العامين والسفراء والمستشارين ، يرافق ذلك تفعيل دور البرلمان في تشريع القوانين المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية ، اذا فشلت الحكومة في تنفيذ فقرات الخطة ، سيكون خيار سحب الثقة عن العبادي السبيل الوحيد لتجاوز الإزمة الحالية، بمعنى اخر الدخول في أزمات لفشل الفرقاء في طبخ اليخني .
جميع الأطراف المشاركة في الحكومة رفعت شعار الإصلاح ، الاعتصام أمام المنطقة الخضراء دخل اسبوعه الثاني ، وكان امتدادا لتظاهرات اندلعت في تموز من العام الماضي تطالب بتوفير الخدمات ، التحالف الوطني يدعو الى المزيد من الحوار وكأن الاشهر الماضية ليست كافية لإعداد طبخة اليخني.
عجز الساسة عن إعداد طبخة اليوم ، جعل العراقيين يغسلون أيديهم من امكانية توصل الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية الى اتفاق توفير البصل لطبخ التشريب ، لبروز تنافس ربما يصل الى احتمال اندلاع مواجهات مسلحة للحصول على لقب الطباخ الاول في العراق . هل يوجد في المشهد السياسي من يستحق هذا اللقب ، ليدخل الى التاريخ بوصفه الوحيد القادر على إعداد طبخة اليوم : يخني الإصلاح ؟ الإجابة على السؤال غير صالحة للنشر.
"يخني" الإصلاح
[post-views]
نشر في: 29 مارس, 2016: 09:01 م