TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سفسطة الروح والمادة!

سفسطة الروح والمادة!

نشر في: 30 مارس, 2016: 09:01 م

منذ أقدم الأزمنة ، وحتى هذا اليوم ، والسجال قائم بين الروحانيين والعلمانيين حول العلاقة الوثيقة بين الروح والجسد ، بين الفكر والبدن ، بين القوى النفسية والقوى المادية .
يذكر المستر (جود ) رئيس قسم الفلسفة  وعلم النفس في جامعة لندن ، في واحد من كتبه التدريسية : إن البدن  قطع من المادة ، وهو بهذا يملك الكثير من خصائص المادة ، من ثقل ومركز ثقل ، وكتلة ، وشكل ، وحجم .. إلخ . وهو بهذه المواصفات يخضع بالضرورة لقوانين الفيزياء ، فإذا كان الفكر ( الروح )  ، غير مادي ، فمعنى ذلك ان ليس له ثقل و لا كتلة  ولا حجم  — بعبارة وجيزة  — إنه لا يشغل حيزا ظاهرا ، ولا يخضع لقوانين  الفيزياء ، فكيف يؤثر أحدهما على الآخر إذن وبينهما كل هذا الاختلاف ؟
إن حجرا - مثلا -يمكن  ان يسحق حشرة ! ذلك لأن كليهما كتلة ومادة مرئية ، ولكن كيف للحجر ان يؤثر علي رغبة او إرادة ؟  إن طول الذراع يمكن قياسه بالمليمتر ، ولكن كيف يمكن قياس الإلهام ؟
……….
كاد علماء القرن العشرين  وحتى منتصف القرن الواحد والعشرين ،يتفقون على إن المادة ليست كما أدركها علماء القرن التاسع عشر ، إن المادة التي نتلمسها بأيدينا ( الآن ) ما هي إلا وهم من أوهام  الحواس! إنها أمواج كهربائية قد كُوِّرت ورُصفت في حيز ضيق.
حتى ذهب بعض العلمآء إلى أبعد من هذا : فليس ثمة فرق  جوهري بين قطعة المادة التي نحملها بيدنا وشعاع الضوء الذي نلمحه بأبصارنا، فكل منهما عبارة عن أمواج  كهربائية ، والشعاع ناشئ عن  كون امواج المادة معبأة او مجمدة في دوائر صغيرة  داخل الذرة ، بينما أمواج الشعاع منطلقة بسرعتها القصوى في رحاب الفضاء .
………..
هل الروح والجسد وجهان لحقيقة  واحدة  هي ( الكهرباء ؟ ) وهل ستحل جلّّ  رموز  الكون بهذا  الطلسم  العجيب ؟ لا أحد يدري . ولكننا ندري يقينا ، ان  (فوق كل ذي علمٍ عليم .)
## مادة السطور مستقاة من كتاب خوارق اللا شعور ، للدكتور علي الوردي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram