منذ أقدم الأزمنة ، وحتى هذا اليوم ، والسجال قائم بين الروحانيين والعلمانيين حول العلاقة الوثيقة بين الروح والجسد ، بين الفكر والبدن ، بين القوى النفسية والقوى المادية .
يذكر المستر (جود ) رئيس قسم الفلسفة وعلم النفس في جامعة لندن ، في واحد من كتبه التدريسية : إن البدن قطع من المادة ، وهو بهذا يملك الكثير من خصائص المادة ، من ثقل ومركز ثقل ، وكتلة ، وشكل ، وحجم .. إلخ . وهو بهذه المواصفات يخضع بالضرورة لقوانين الفيزياء ، فإذا كان الفكر ( الروح ) ، غير مادي ، فمعنى ذلك ان ليس له ثقل و لا كتلة ولا حجم — بعبارة وجيزة — إنه لا يشغل حيزا ظاهرا ، ولا يخضع لقوانين الفيزياء ، فكيف يؤثر أحدهما على الآخر إذن وبينهما كل هذا الاختلاف ؟
إن حجرا - مثلا -يمكن ان يسحق حشرة ! ذلك لأن كليهما كتلة ومادة مرئية ، ولكن كيف للحجر ان يؤثر علي رغبة او إرادة ؟ إن طول الذراع يمكن قياسه بالمليمتر ، ولكن كيف يمكن قياس الإلهام ؟
……….
كاد علماء القرن العشرين وحتى منتصف القرن الواحد والعشرين ،يتفقون على إن المادة ليست كما أدركها علماء القرن التاسع عشر ، إن المادة التي نتلمسها بأيدينا ( الآن ) ما هي إلا وهم من أوهام الحواس! إنها أمواج كهربائية قد كُوِّرت ورُصفت في حيز ضيق.
حتى ذهب بعض العلمآء إلى أبعد من هذا : فليس ثمة فرق جوهري بين قطعة المادة التي نحملها بيدنا وشعاع الضوء الذي نلمحه بأبصارنا، فكل منهما عبارة عن أمواج كهربائية ، والشعاع ناشئ عن كون امواج المادة معبأة او مجمدة في دوائر صغيرة داخل الذرة ، بينما أمواج الشعاع منطلقة بسرعتها القصوى في رحاب الفضاء .
………..
هل الروح والجسد وجهان لحقيقة واحدة هي ( الكهرباء ؟ ) وهل ستحل جلّّ رموز الكون بهذا الطلسم العجيب ؟ لا أحد يدري . ولكننا ندري يقينا ، ان (فوق كل ذي علمٍ عليم .)
## مادة السطور مستقاة من كتاب خوارق اللا شعور ، للدكتور علي الوردي .
سفسطة الروح والمادة!
[post-views]
نشر في: 30 مارس, 2016: 09:01 م