تقدمت الولايات المتحدة الأميركية وعدة دول أوروبية بشكوى إلى الأمم المتحدة حول قيام إيران بتجربة إطلاق صواريخ ذاتية الدفع باعتبارها خرقا لقرار مجلس الأمن.وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن من يقول إن مستقبل إيران يعتمد على المفاو
تقدمت الولايات المتحدة الأميركية وعدة دول أوروبية بشكوى إلى الأمم المتحدة حول قيام إيران بتجربة إطلاق صواريخ ذاتية الدفع باعتبارها خرقا لقرار مجلس الأمن.وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن من يقول إن مستقبل إيران يعتمد على المفاوضات وليس الصواريخ «مخطئ».
وقالت مصادر رفيعة إن الخطاب يأتي على ذكر قلق كل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من التصريحات الإيرانية التي أشارت إلى أن تلك الصواريخ قادرة على الوصول إلى اسرائيل.ووصفت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا تجربة الصواريخ بأنها "مستفزة ومثيرة للاضطراب"، وقالت إن صاروخ شهاب 3 المتوسط المدى وقيام 1 القصير المدى "، بإمكانهما "حمل رؤس نووية".اما المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي فقد قال ان «من يقولون إن المستقبل هو المفاوضات وليس الصواريخ إما جهلة أو خونة».
و أصدر مجلس الأمن قرارا بعد توقيع إيران للاتفاق النووي العام الماضي يقضي بعدم إطلاق أي صاروخ باليستي بإمكانه حمل رؤوس نووية.ولكن عندما أثيرت القضية في مجلس الأمن يوم 14 مارس/ آذار، قالت روسيا إن الإطلاق لا يعد خرقا للقرار، لأن "الدعوة" ليست طلبا.ويحصن موقف روسيا إيران من أي قرار لمجلس الأمن، لأن موسكو عضو دائم وله حق النقض في المجلس.وقالت البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة وقتها إن إيران "لم تحاول أبدا الحصول على أسلحة نووية ولن تحاول مستقبلا"، وأن التجارب الصاروخية هي "جهود من قواتها المسلحة لتعزيز قدراتها الشرعية في الدفاع عن النفس من التهديدات الأمنية".ويطلب التقرير من الأمين العام، بان كي مون، "إفادة شاملة ومفصلة" عن نشاطات إيران الباليستية "وانسجامها" مع قرار مجلس الأمن، وعلى المجلس أن يبحث "الرد المناسب".ونددت الدول الأربع بالتهديدات التي تضمنتها بيانات إيران بشأن التجارب.ورحب سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون بتحرك مجلس الأمن، وقال "لابد من تبعات لعداء إيران تجاه إسرائيل، وعلى المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات على النظام الإيراني".ويأتي هذا في الوقت الذي أفاد موقع حكومي إيراني بأن الزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى النمسا في وقت لاحق من اليوم قد أجلت لأسباب أمنية.وقال الموقع إن روحاني سيقوم بالزيارة في وقت لاحق بعد إجراء المزيد من التنسيق بين الطرفين.
وقال رئيس قسم منع الانتشار والحد من التسلح في وزارة الدفاع الروسية ، ميخائيل أوليانوف لوكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء إن «القرار لا يحظر التجارب».وكانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا دعت أمس المجلس إلى الرد على التجارب الصاروخية الإيرانية الأخيرة، مؤكدة في رسالة مشتركة أنها تنتهك قراره المتعلق بالاتفاق النووي التاريخي مع طهران.وقالت الدول الغربية الأربع في رسالتها المؤرخة بتاريخ الاثنين، والموجهة إلى السفير الإسباني رومان أويارزون مارشيزي، المسؤول في المجلس عن هذا الملف، أن التجارب الصاروخية الإيرانية «شكلت استفزازاً وعاملاً مزعزعاً للاستقرار».
وأضافت الدول الغربية التي أبرمت بنفسها في تموز (يوليو) 2015 اتفاقاً تاريخياً مع طهران حول ملفها النووي، أن إيران أجرت هذه التجارب «في ازدراء للقرار الدولي الرقم 2231 الصادر العام الماضي»،الذي اعتمد فيه المجلس بنود الاتفاق ذاتها حول الملف النووي الإيراني.وكان مجلس الأمن ضمّن القرار 2231 كل بنود الاتفاق حول النووي الإيراني ورفع عن طهران غالبية العقوبات الدولية المفروضة عليها، ولكنه في المقابل أبقى الحظر المفروض على إطلاقها أي صواريخ باليستية يمكن تحميلها رؤوساً نووية.وأكدت الدول الأربع في رسالتها ان الصواريخ التي أطلقتها إيران في آذار (مارس)، وهي من طرازي «شهاب-»3 و«قيام-»1، هي «بطبيعتها قادرة على نقل أسلحة نووية».ولكن طهران تؤكد أن هذه الصواريخ ليست مصممة لنقل رؤوس نووية، وبالتالي هي غير مشمولة بالقرار الدولي.ودعت الدول الأربع مجلس الأمن إلى الاجتماع بموجب صيغة 2231 أي وفقاً للآلية التي اعتمدها المجلس في قراره السابق الذكر، والتي ترمي إلى مراقبة النشاطات العسكرية الإيرانية بعدما حلت لجنة العقوبات التي كانت تتولى هذه المهمة.ووفق ديبلوماسيين، فإن الاجتماع سيعقد الجمعة المقبل.وكانت روسيا عارضت في مجلس الأمن في منتصف آذار (مارس) الجاري فرض عقوبات على إيران بسبب تجاربها الصاروخية، الأمر الذي لا يتوقع أن يتغير هذه المرة أيضاً.وقال ديبلوماسي إن الغاية من الدعوة إلى الاجتماع، على رغم الموقف الروسي المعروف سلفاً، «توجيه رسالة إلى الإيرانيين مفادها أننا يقظون».